خبراء يطمئنون بشأن البنيات الاستشفائية ويحذرون من تهاون المواطنين
في ظل التزايد المستمر لأعداد المصابين بالفيروس التاجي في بلادنا، (أزيد من 4000 حالة يوميا في الأيام الأخيرة)، وما يتمخض عنها من ارتفاع للحالات النشطة، تسود مخاوف من بلوغ الطاقة الاستيعابية لمستشفيات المملكة نسبة ملء تهدد سيرها العادي، وتؤثر سلباً على الخدمات الصحية المقدمة لغير مرضى كوفيد-19. في المقابل، يشير مختصون إلى أن البنية الاستشفائية ببلادنا قادرة على استيعاب أعداد أكبر من المرضى، فضلا على وجود مخطط استعجالي للحالات الطارئة.
وأكد سعيد لفقير، طبيب وعضو لجنة تتبع فيروس كورونا بمكناس، على عدم وجود مشكل امتلاء المستشفيات حاليا بالحالات النشطة للإصابة بكوفيد-19 في المملكة، لأن المهم الذي يجب أن يعرفه المواطنون هو أن ما يقارب 90 في المائة من هذه الحالات يتم خارج المستشفيات، أي بالمنازل نظرا لعدم استدعاء حالاتهم الصحية للاستشفاء بالمستشفى.
وأضاف لفقير، في تصريح لـ"العلم"، أن الحالات الخطرة نسبيا التي تحتاج التدخل الطبي أو الأوكسجين، هي التي يتم إدخالها إلى المستشفيات، موضحا أن وزارة الصحة أخذت احتياطاتها في هذا الصدد ضمن مخطط استعجالي، من ذلك أنها جهزت أكثر من 100 مستشفى ميداني رغم أننا لم نحتج لها بعد، وهناك استراتيجية أخرى هي أن تضع جميع المستشفيات الإقليمية مصالح خاصة للتكفل بمرضى الفيروس التاجي.
وأفاد الطبيب ذاته، أن حيث التخوف يسود من اختلاط حالات كورونا مع حالات نزلات البرد العادية، وبين أن نسبة الحالات الخطرة للإصابة بفيروس كورونا المستجد لا تتجاوز 15 في المائة، بينما 75 في المائة من الحالات تكون دون أعراض أو بأعراض خفيفة.
وذكر لفقير، بأن الخوف هو على ذوي الوضع الصحي الهش، والمسنين، وذوي الأمراض المزمنة غير المستقرة الذين لا يخضعون للمراقبة الطبية. وأشار على سبيل المثال إلى أن نسبة الملء في مستشفى سيدي سعيد، الخاص بالتكفل بمرضى كوفيد-19 بمكناس تقارب 80 في المائة، مستدركا أن هناك مخططا للتغلب على أي ضغط قد ينجم عن ارتفاع عدد الحالات التي تستدعي العلاج بالمستشفى، ينص على اللجوء إلى مستشفى محمد الخامس لتحمل جزء من الحالات.
من جهته، طمأن معاذ لمرابط، منسق المركز الوطني لطوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة المغربية، بأن أقسام الإنعاش ببلادنا لم تتجاوز حتى الآن 30 في المائة من طاقتها الاستيعابية، موضحا أن الإشكال يكمن في كون الوضع الوبائي مختلفا من جهة إلى أخرى، حيث تتمركز حالات الإصابة في جهات مثل الدار البيضاء، وأخرى تعرف نشاطا وبائيا مقلقا مثل جهتي الشرق والرباط سلا القنيطرة، مما ينعكس على الطاقة الاستيعابية للمستشفيات.
وقال المرابط، إنه في إطار الإجراءات الاستباقية، كانت اللجنة العلمية قررت أن الأشخاص غير الحاملين لعلامات الاختطار، يمكن أن يعالجوا في المنازل وحاليا هناك 70 في المائة من حالات الإصابة تتلقى الاستشفاء المنزلي. بينما توجد بالمستشفيات فقط 30 في المائة من الحالات النشطة.
ولم يستبعد المتحدث، إمكانية الرجوع إلى الحجر الصحي ببلادنا إذا استمر المنحى الوبائي في ارتفاعه الحالي، مبينا أن الحجر هذه المرة قد يختلف عن المرة الأولى.
بدوره، قال مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء، إن حدة الفيروس التاجي قلت حقا، محذرا في تصريح لـ"العلم"، من أن خطورة كورونا مازالت قائمة مما يحتم على الجميع لزوم الحيطة واتباع الإجراءات الوقائية من نظافة وكمامة وتباعد اجتماعي.
واستدل الخبير، على تراجع حدة فيروس كورونا المستجد، بمعدل الإماتة الذي لا يتجاوز لدينا 1,7 في المائة، وكيفية دخول الفيروس وتغيرات في جيناته، مما ينعكس إيجابا على أسرة الإنعاش في بلادنا التي تم إلى حد الآن استخدام 26 في المائة منها فقط، معتبرا أنها مؤشرات ضمن أخرى تدل على أننا لم نصل بعد مرحلة الخطورة التي يتوقف بسببها كل شيء في المستشفيات.
وحذّر الناجي، من ارتفاع مرتقب لعدد الإصابات خلال فصل الشتاء. ودعا إلى عدم التهويل، نافيا فرضية الربط بين ارتفاع عدد الإصابات وارتفاع عدد الوفيات، حيث إن توسيع قاعدة الكشوفات هو الذي يظهر حالات إصابة موجودة أصلا والعكس ليس صحيحا، بمعنى أن زيادة عدد الكشوفات اليومية لا تزيد من الوفيات.
العلم: عبد الناصر الكواي