العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
قالت حكومة مدريد إنها ستدافع عن وحدة أراضي البلاد وستتصرف بحزم في حالة انتهاكها.
قالت حكومة مدريد إنها ستدافع عن وحدة أراضي البلاد وستتصرف بحزم في حالة انتهاكها.
جاء الموقف الاسباني في رد كتابي لديوان رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز على احاطة نيابية عاجلة قدمها التكتل البرلماني لحزب "فوكس اليميني"، طلب فيها تعقيبا رسميا على تقارير حول امكانية استخدام المغرب منظومة دفاع جوي، اقتناها من اسرائيل، قبالة سبتة و مليلية المحتلتين .
الموقف الاسباني المتعارض مع عبارات الود ونوايا التقارب مع المغرب وإن كان طبيعيا في سياق المناوشات السياسية بين حكومة يسارية و حزب يميني متطرف يبني أسس مجده الانتخابي على عرقلة جهود التهدئة و استعداء الجار الجنوبي لإسبانيا .
على أن الرد المتعصب لرئاسة الحكومة الاسبانية يعكس أيضا في نظر الملاحظين مدى زيف ما يردده الساسة الإسبان منذ أشهر في شأن حرصهم على توطيد و تنمية العلاقات الجوارية مع الرباط و صيانتها من أية منزلقات جديدة.
على أن ما يعطل حقيقة مسارات التقارب بين البلدين الجارين ليس بالضرورة حماقات حكومة مدريد المتتالية و سلوكاتها العدائية تجاه المغرب التي لا تتوقف لفترة حتى يتجدد سلوك الجحود مجددا .
بالكاد تمكنت مدريد من تجاوز حادث استقبال زعيم الانفصاليين خلسة بالتراب الاسباني عبر التضحية بوزيرة الخارجية غونزاليت لايا المتسببة في الفضيحة الدبلوماسية , حتى اقترف رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز زلة دبلوماسية جديدة , حين تفرد دون بقية المسؤولين الحكوميين الأوربيين باستقبال زعيم الانفصاليين ابراهيم غالي المتسلل الى القمة الاوربية الافريقية الأخيرة ببروكسيل بفضل مناورة احتيالية خسيسة و دنيئة للجزائر بمكاتب الاتحاد الافريقي مكنت زعيم دولة وهمية وشبح من التوجه الى بروكسيل على متن طائرة الرئيس تبون شخصيا .
تزامنا مع الخطوة غير المحسوبة لرئيس حكومة مدريد , كشفت تقارير عن ضغوط يتلقاها قضاة اسبان لوضع حد لمساطر التحقيق التي تطال تباعا المسؤولين الاسبان المتورطين في فضيحة السماح بدخول المدعو بن بطوش بجواز سفر جزائري مدلس الى التراب الاسباني .
حكومة مدريد و في محاولة لامتصاص أثر الغزوات الانتخابية التي يحققها اليمين واليسار المتطرفان في اسبانيا، يبدو أنها اختارت تغيير لهجتها مع الرباط و تصعيدها نسبيا لاستقطاب دعم وأصوات المتعاطفين مع اليمين الاسباني الذي يؤثث بقوة المعارضة الاسبانية .
تهديد حكومة سانشيز بالرد بحزم على أي انتهاك (مغربي) للحدود الوهمية حول المدينتين المغربيتين السليبتين سبتة و مليلية ,على خلفية مزاعم فوكس غير المؤكدة و المبنية فقط على فرضيات بنشر منصات صواريخ , يتعارض و يتناقض مع موقف قريب لنفس الحكومة التي أقرت قبل ثلاثة أسابيع فقط بامتلاك المغرب السيادة الكاملة لنصب صواريخ و طائرات مسيرة على « حدوده » مع سبتة و مليلية المحتلتين ومراقبتها بالوسائل التي يراها مناسبة .
ما هذا التضارب في مواقف الجهاز التنفيذي الاسباني في غضون أقل من شهر والذي يبرر بشكل مشروع و مؤسس عدم تسرع الرباط في التطبيع الكامل لعلاقاتها الثنائية مع جارتها الشمالية طالما أن حكومة الأخيرة غير جادة في خطوات الود والتقارب ولا تمتلك ما يكفي من النضج والمسؤولية للتعامل مع "شريكها الاستراتيجي الجنوبي " بسلوك الوضوح والحوار الجاد المبني على ثنائية المصالح و الواجبات و الحقوق أيضا ...