2022 فبراير 14 - تم تعديله في [التاريخ]

هذه هي خلفيات‭ ‬ودوافع‭ ‬التكالب‭ ‬الإعلامي‭ ‬والتحرش‭ ‬الدبلوماسي للجارة الشرقية

حقائق‭ ‬لفهم‭ ‬خلفيات‭ ‬الأساطير‭ ‬المؤسسة‭ ‬لعقدة‭ ‬التفوق‭ ‬الوهمية‭ ‬لدى‭ ‬نظام‭ ‬جنرالات‭ ‬قصر‭ ‬المرادية


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

‮«‬لفهم‭ ‬خلفيات‭ ‬ودوافع‭ ‬التكالب‭ ‬الإعلامي‭ ‬والتحرش‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الحثيث‭ ‬لنظام‭ ‬الجارة‭ ‬الشرقية‭ ‬بالمغرب‭ , ‬وحرص‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬والتابع‭ ‬بالبلد‭ ‬الجار‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬تركيز‭ ‬جهوده‭ ‬وأقلامه‭ ‬بصفة‭ ‬ممنهجة‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬بهدف‭ ‬تلويث‭ ‬سمعة‭ ‬البلد‭ ‬الجار‭ ‬و‭ ‬تشويه‭ ‬صورته‭ ‬و‭ ‬الاضرار‭ ‬بمصالحه‭ ‬العليا‭ , ‬يتوجب‭ ‬الإحاطة‭ ‬بالسياقات‭ ‬الداخلية‭ ‬و‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تبرر‭ ‬في‭ ‬العقيدة‭ ‬الجزائرية‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬المتواصل‭ ‬و‭ ‬المجاني‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬يتخد‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ ‬والمناسبات‭ ‬أشكالا‭ ‬قدحية‭ ‬و‭ ‬تهجمية‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬الحدود‭ ‬الدنيا‭ ‬من‭ ‬أعراف‭ ‬التعامل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬تفترضه‭ ‬حقوق‭ ‬الجوار‭ ‬من‭ ‬واجبات‭ ‬التحفظ‭ ‬و‭ ‬الرزانة‭ ‬والحكمة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬مسائل‭ ‬الجوار‭ ‬و‭ ‬اشكالياته‭ ‬بالحوار‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والسياسي‭ ‬الهادئ‭ ‬والرصين‭ ‬و‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬مسببات‭ ‬التعصب‭ ‬و‭ ‬الاستقواء‭ ‬وسلوكيات‭ ‬العنترية‭ ‬الزائفة‭ ‬‮«‬
 
الحقائق‭ ‬الثابتة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬تعمد‭ ‬منذ‭ ‬أحداث‭ ‬معبر‭ ‬الكركرات‭ ‬وتزامنها‭ ‬مع‭ ‬اعتراف‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬فتح‭ ‬جبهات‭ ‬مواجهة‭ ‬وتصعيد‭ ‬متعددة‭ ‬المعارك‭ ‬والواجهات‭ ‬ولذلك‭ ‬فهو‭ ‬مطالب‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا‭ ‬بتقديم‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬المتعددة‭ ‬وتبريرها‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬الداخلي‭ ‬و‭ ‬الخارجي‭ ...‬
 
الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬راهنت‭ ‬على‭ ‬اجبار‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬قواته‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬أحكمت‭ ‬الاخيرة‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬معبر‭ ‬الكركرات‭ ‬الحدودي‭ ‬وطهرته‭ ‬من‭ ‬ميليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬الانفصالية‭ ‬التي‭ ‬عاثت‭ ‬به‭ ‬لأشهر‭ ‬فسادا‭ ‬استفز‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬و‭ ‬دفعه‭ ‬باستثناءات‭ ‬محدودة‭ ‬جدا‭ ‬الى‭ ‬مباركة‭ ‬التدخل‭ ‬المغربي‭ ‬الحاسم‭ .‬
 
بعد‭ ‬زهاء‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬تطهير‭ ‬المعبر‭ ‬الحدودي‭ ‬المغربي‭ , ‬فشلت‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬اخراج‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬وعجزت‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬وعودها‭ ‬للقيادة‭ ‬الانفصالية‭ ‬بشأن‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬الوضع‭ ‬الميداني‭ ‬الا‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬تاريخ‭ ‬13‭ ‬نونبر‭ ‬2020‭ , ‬مسألة‭ ‬لن‭ ‬تستغرق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ .‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬جبهة‭ ‬الكركرات‭ , ‬ركزت‭ ‬هجومها‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حيث‭ ‬تهجمت‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ورفضت‭ ‬قراره‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬كرسها‭ ‬كطرف‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬الحل‭ ‬السلمي‭ ‬للنزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ , ‬ثم‭ ‬دفعت‭ ‬بوزارة‭ ‬خارجيتها‭ ‬الى‭ ‬اعلان‭ ‬رفضها‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬الموائد‭ ‬المستديرة‭ ‬رباعي‭ ‬الأطراف‭ ‬الذي‭ ‬اعتبره‭ ‬قرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لانعاش‭ ‬المسلسل‭ ‬السياسي‭ ‬الأممي‭ ‬لتسوية‭ ‬النزاع‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬التي‭ ‬استقبلت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬ستافان‭ ‬ديميستورا‭ ‬مضطرة‭ ‬اليوم‭ ‬لتوضيح‭ ‬موقفها‭ ‬للمنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬و‭ ‬كشف‭ ‬صحة‭ ‬رفضها‭ ‬لمواكبة‭ ‬المسار‭ ‬السياسي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مسؤوليات‭ ‬سياسية‭ ‬جسيمة‭ ‬تجاه‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ .‬
 
الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬وظفت‭ ‬بذكاء‭ ‬و‭ ‬كاريزمية‭ ‬هذه‭ ‬التناقضات‭ ‬الصارخة‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الملتبس‭ ‬لنظام‭ ‬قصر‭ ‬المرادية،‭ ‬ونقلت‭ ‬الضغط‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مسلطا‭ ‬عليها‭ ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬الى‭ ‬معترك‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬المطالبة‭ ‬اليوم‭ ‬بكشف‭ ‬حقائقها‭ ‬الخفية‭ ‬و‭ ‬اجندة‭ ‬اطماعها‭ ‬حول‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬بالصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬
 
النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬لم‭ ‬يهضم‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬الساعة‭ ‬قصة‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأمريكي‭ ‬الرسمي‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ , ‬حيث‭ ‬انتقل‭ ‬موقف‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬دعم‭ ‬خطة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربية‭ ‬الى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬صحرائه‭ ‬المسترجعة‭ ‬و‭ ‬التحضير‭ ‬لإنشاء‭ ‬تمثيلية‭ ‬قنصلية‭ ‬أمريكية‭ ‬بمدينة‭ ‬الداخلة‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬اعتبرت‭ ‬مسألة‭ ‬تجميد‭ ‬المرسوم‭ ‬الرئاسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬قضية‭ ‬حياة‭ ‬أو‭ ‬موت‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنظام‭ ‬الجنرالات‭ ‬الذي‭ ‬يبني‭ ‬صورة‭ ‬شرعيته‭ ‬الثورية‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬الخلاف‭ ‬الإقليمي‭ ‬المصطنع‭ ‬من‭ ‬طرفه‭ ‬و‭ ‬توظيفه‭ ‬كخنجر‭ ‬دامي‭ ‬في‭ ‬خصر‭ ‬المملكة‭ ‬الجارة‭.‬
 
الخزينة‭ ‬الجزائرية‭ ‬بددت‭ ‬عشرات‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬على‭ ‬لوبياتها‭ ‬بواشنطن‭ ‬و‭ ‬نيويورك‭ ‬وضعتها‭ ‬ببلادك‭ ‬رهن‭ ‬تصرف‭ ‬سياسيين‭ ‬سماسرة‭ ‬من‭ ‬قببل‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المطرود‭ ‬جون‭ ‬بولتون‭ ‬و‭ ‬السيناتور‭ ‬الجمهوري‭ ‬جيمس‭ ‬اينهوف‭ ‬لإقناع‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬بالتراجع‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬سلفه‭ ‬ترامب‭ .‬
 
النتيجة‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لم‭ ‬تخط‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬اليوم‭ ‬أي‭ ‬خطوة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الغاء‭ ‬أو‭ ‬تعديل‭ ‬قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬حركت‭ ‬جيوشها‭ ‬للقيام‭ ‬بتمارين‭ ‬عسكرية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الحليف‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬تراب‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬تأوي‭ ‬المشروع‭ ‬الانفصالي‭ ‬الهجين‭ .‬
 
مضمون‭ ‬الحوار‭ ‬الأخير‭ ‬لسفير‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بإسرائيل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬توماس‭ ‬نايدس‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬تايمز‭ ‬أوف‭ ‬إسرائيل‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ , ‬يؤكد‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لا‭ ‬تنوي‭ ‬اطلاقا‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬الحليف‭ ‬المغربي‭ ‬كجزء‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬إبراهام‭ ‬للسلم‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬الخارجية‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬الرباط‭ ‬لحل‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة‭ ‬و‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالضغوطات‭ ‬و‭ ‬المناورات‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬اللوبي‭ ‬الانفصالي‭ ‬الجزائري‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتأليب‭ ‬مؤسسات‭ ‬أمريكية‭ ‬ضد‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للمغرب‭ .‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬لمواطنيه‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬اليوم‭ ‬أي‭ ‬مكسب‭ ‬حققه‭ ‬من‭ ‬حلقات‭ ‬مسلسل‭ ‬التصعيد‭ ‬المتواصلة‭ ‬ضد‭ ‬المملكة‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬قطعت‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬سدت‭ ‬أجوائها‭ ‬على‭ ‬طيرانه‭ ‬و‭ ‬أغلقت‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬حقولها‭ ‬بجنوب‭ ‬القارة‭ ‬الأوربية‭ , ‬لكنها‭ ‬حصدت‭ ‬نتائج‭ ‬معكوسة‭ ‬لقراراتها‭ ‬الانفرادية‭ ‬العشوائية‭ .‬
 
الرباط‭ ‬حققت‭ ‬اختراقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬و‭ ‬اقتصادية‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬تغنيها‭ ‬عن‭ ‬فضائها‭ ‬المغاربي‭ ‬العقيم‭ ‬و‭ ‬العاق‭ , ‬و‭ ‬مطارات‭ ‬المغرب‭ ‬تحولت‭ ‬الى‭ ‬وجهة‭ ‬مفضلة‭ ‬و‭ ‬مطلوبة‭ ‬بإلحاح‭ ‬من‭ ‬كبريات‭ ‬شركات‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬و‭ ‬السياحة‭ , ‬و‭ ‬الخط‭ ‬الغازي‭ ‬الذي‭ ‬أغلقته‭ ‬الجزائر‭ ‬نكاية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ , ‬تحول‭ ‬الى‭ ‬نعمة‭ ‬للرباط‭ ‬التي‭ ‬تملكته‭ ‬كاملا‭ , ‬و‭ ‬سيستقبل‭ ‬قريبا‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬المعاكس‭ ‬حاجيات‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الغازية‭ ‬عبر‭ ‬اسبانيا‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬ترضخ‭ ‬لضغوط‭ ‬و‭ ‬مساومات‭ ‬الجزائر‭ ‬و‭ ‬مقايضتها‭ ‬شحنات‭ ‬الغاز‭ ‬لإسبانيا‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬تظهره‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬عداء‭ ‬تجاه‭ ‬المملكة‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬التي‭ ‬راهنت‭ ‬على‭ ‬عزل‭ ‬المغرب‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬و‭ ‬اقتصاديا‭ ‬أضحت‭ ‬هي‭ ‬المعزولة‭ ‬و‭ ‬المتقوقعة‭ ‬ترابيا‭ ‬وسط‭ ‬حدود‭ ‬ترابية‭ ‬مشتعلة‭ ‬و‭ ‬مكلفة‭ ‬أمنيا‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬تحدي‭ ‬تأجيج‭ ‬الجبهة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الداخلية‭ ‬لجارتها‭ ‬الغربية‭ ‬عبر‭ ‬قصاصاتها‭ ‬و‭ ‬مقالاتها‭ ‬الكاذبة‭ ‬وتقاريرها‭ ‬المدلسة‭ , ‬تبدو‭ ‬كنظام‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الانهيار‭ ‬بفعل‭ ‬التدافع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬و‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الداخلي‭ ‬و‭ ‬حجم‭ ‬الحروب‭ ‬الداخلية‭ ‬الطاحنة‭ ‬بين‭ ‬أجنحة‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬التي‭ ‬تصفي‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬طمعا‭ ‬في‭ ‬النفوذ‭ ‬و‭ ‬السلطة‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬هي‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬السلم‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬جنرالا‭ ‬من‭ ‬صفوة‭ ‬قياداته‭ ‬العسكرية‭ ‬رهن‭ ‬الاعتقال‭ ‬و‭ ‬السجن‭ ....‬
 
نظام‭ ‬الجنرالات‭ ‬سعى‭ ‬لاستعادة‭ ‬الأضواء‭ ‬الخارجية‭ ‬و‭ ‬استرجاع‭ ‬سريع‭ ‬لمراكز‭ ‬النفوذ‭ ‬الإقليمي‭ ‬و‭ ‬الدولي‭ ‬لكنه‭ ‬فشل‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬قمة‭ ‬عربية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انكشفت‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬رهاناته‭ ‬و‭ ‬أجنداته‭ ‬الخفية‭ ‬و‭ ‬العلنية‭ ‬التي‭ ‬تشتت‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬عوض‭ ‬توحيده‭ .‬
 
الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬تدعو‭ ‬للشفقة‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬تتوسل‭ ‬حضور‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬لقمة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬موعدها‭ ‬بعد‭ ‬التواريخ‭ ‬المتناقضة‭ ‬التي‭ ‬يستفرد‭ ‬باقتراحها‭ ‬ديوان‭ ‬الرئاسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬دون‭ ‬التشاور‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يعنيهم‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬دواليب‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬حاولت‭ ‬أيضا‭ ‬اخضاع‭ ‬المغرب‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬لكنها‭ ‬فوجئت‭ ‬بالرباط‭ ‬تقوي‭ ‬حضورها‭ ‬و‭ ‬نفوذها‭ ‬بالمنتظم‭ ‬المؤسساتي‭ ‬القاري‭ ‬و‭ ‬تحضر‭ ‬بهدوء‭ ‬و‭ ‬بدون‭ ‬جعجعة‭ ‬للحظة‭ ‬الحاسمة‭ ‬التي‭ ‬ستطرد‭ ‬فيه‭ ‬مؤسسات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الكيان‭ ‬الانفصالي‭ ‬الوهمي‭ ‬خارج‭ ‬أسوار‭ ‬المنظمة‭ , ‬ليستحيل‭ ‬الى‭ ‬عبىء‭ ‬سياسي‭ ‬واجتماعي‭ ‬و‭ ‬اقتصادي‭ ‬ثقيل‭ ‬يؤرق‭ ‬مسؤولي‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ .‬الجزائر‭ ‬وظفت‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الوضاعة‭ ‬و‭ ‬الحقارة‭ ‬و‭ ‬الحقد‭ ‬ورقة‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬لزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬و‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الداخلي‭ ‬بالمغرب‭ , ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الورقة‭ ‬ارتدت‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬اتضح‭ ‬للعالم‭ ‬المؤامرات‭ ‬القذرة‭ ‬التي‭ ‬ترتبها‭ ‬الجزائر‭ ‬بمعية‭ ‬محور‭ ‬الشر‭ ‬ايران‭ ‬و‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬لزعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬ككل‭ ‬و‭ ‬فسح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬تسلل‭ ‬الأجندة‭ ‬الروسية‭ ‬للساحل‭ ‬و‭ ‬الغرب‭ ‬الافريقي‭ .‬
 
على‭ ‬عادة‭ ‬الكذب‭ ‬و‭ ‬التلفيق‭ ‬الجزائر‭ ‬زعمت‭ ‬رسميا‭ ‬ايضا‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تعليق‭ ‬عضوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الافريقي‭ , ‬لتصدمها‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬إيبا‭ ‬كالوندو،بما‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬بعد‭ ‬قرارا‭ ‬بشأن‭ ‬تعليق‭ ‬عضوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬بصفتها‭ ‬“عضو‭ ‬مراقب”‭. ‬
 
كالوندو‭ ‬اوضحت‭ ‬،‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬الأنباء‭ ‬التي‭ ‬أوردتها‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ( ‬الجزائرية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ) ‬حول‭ ‬تعليق‭ ‬عضوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬عارية‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ , ‬ليتأكد‭ ‬أن‭ ‬لعبة‭ ‬التلفيق‭ ‬و‭ ‬الكذب‭ ‬و‭ ‬التغني‭ ‬بالبطولات‭ ‬الوهمية‭ ‬و‭ ‬المسروقة‭ ‬هواية‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬بامتياز‭ ‬و‭ ‬استحقاق‭ , ‬يكشف‭ ‬ما‭ ‬دونه‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬أباطيل‭ ‬تكشف‭ ‬الأساطير‭ ‬المؤسسة‭ ‬لمزاعم‭ ‬التفوق‭ ‬الباطلة‭ ‬و‭ ‬الكاذبة‭ ‬لنظام‭ ‬الجنرالات‭ ‬المتجه‭ ‬بمحض‭ ‬ارادته‭ ‬الى‭ ‬التفكك‭ ‬و‭ ‬الانفجار‭ ‬الداخلي‭ ‬الوشيك‭ ‬والنهاية‭ ‬الحتمية‭ ‬لخريف‭ ‬الجنرالات‭ ‬البئيس‭ .‬
 



في نفس الركن