2022 يونيو/جوان 28 - تم تعديله في [التاريخ]

هدوء‭ ‬حذر وتدابير‭ ‬أمنية‭ ‬مشددة‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬مليلية‭ ‬المأساوية‭

معطيات‭ ‬تؤكد‭ ‬تورط‭ ‬جهات‭ ‬خارجية‭ ‬و‭ ‬شبكات‭ ‬الاتجار‭ ‬في‭ ‬البشر‭


العلم الإلكترونية - الرباط

‬هدوء‭ ‬حذر‭ ‬تعيشه‭ ‬المناطق‭ ‬المجاورة‭ ‬لمدينة‭ ‬مليلية‭ ‬المحتلة،حيث‭ ‬يسجل‭ ‬انتشار‭ ‬أمني‭ ‬منظم‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬المغربي،يقوم‭ ‬بحملات‭ ‬مراقبة‭ ‬مكثفة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬السياج،‭ ‬تفاديا‭ ‬لأي‭ ‬عمليات‭ ‬جديدة‭ ‬للهجرة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المهاجرين‭ ‬السريين‭ ‬المنحدرين من‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء، وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أحداث  ‬‮«‬الجمعة‭ ‬الدامية» ‬‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها،حسب‭ ‬آخر‭ ‬احصائيات‭ ‬رسمية‭ ‬مغربية،‭ ‬23‭ ‬مهاجرا‭ ‬سريا‭ ‬عند‭ ‬محاولة‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬فرد‭ ‬اجتياز‮  ‬السياج‭ ‬الحديدي‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬الناظور‭ ‬و‭ ‬مليلية‭ ‬بالقوة‭ .‬

وأوضح‭ ‬مصدر‭ ‬لجريدة ‭ ‬‮«‬العلم‮»‬‭ ‬ من‭ ‬الناظور، ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭ ‬قبل‭ ‬تسلقهم‭ ‬للسياج‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة، قدموا‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬مجاورة‭ ‬للناظور،وليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬غابة ‭ ‬‮«‬غروغور‮» ‬،التي‭ ‬اعتادوا‭ ‬الانطلاقة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬سابقة،حيث‭ ‬كانوا‭ ‬منظمين‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ودقيق،‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬بعض‭ ‬المهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬على‭ ‬توجيههم‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العملية‭ .‬

مسجلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬المهاجرين‭ ‬السريين‭ ‬أصبحوا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أكثر‭ ‬عنفا‭ ‬و‭ ‬تنظيما،مما‭ ‬يؤكد‭ ‬وجود‭ ‬عصابات‭ ‬تتاجر‭ ‬بمآسيهم،‭ ‬وتدفع‭ ‬بهم‭ ‬نحو‭ ‬مغامرة‭ ‬محفوفة‭ ‬بكل‭ ‬المخاطر‭. ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الحرائق‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬غابة‮»‬غروغور‮» ‬المجاورة في‭ ‬الأيام‭ ‬الاخيرة،يبدو‭ ‬أنها‭ ‬متعمدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشتيت‭ ‬تركيز‭ ‬السلطات‭ ‬الاقليمية‭.‬

كما‭ ‬لم‭ ‬يستبعد،‭ ‬وجود‭ ‬أطراف‭ ‬خارجية‭ ‬تسعى‭ ‬لتقويض‭ ‬التقارب‮  ‬والتعاون‭ ‬المغربي‭ ‬الاسباني‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات،وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬الدولة‭ ‬الليبيرية‭ ‬مساندتها‭ ‬الصريحة‭ ‬لسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬صحرائه،والزيارة‭ ‬الاخيرة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬عبد‭ ‬الوافي‭ ‬لفتيت‭ ‬الى‭ ‬مدريد‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬بنظيره‭ ‬الاسباني،والتي‭ ‬توجت‭ ‬باتفاق‭ ‬الجانبين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الهجرة‭ ‬و‭ ‬الأمن‭.‬

و‭ ‬قد‭ ‬أصدرت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والجمعوية‭ ‬المغربية‭ ‬بيانات‭ ‬حملت‭ ‬فيها‭ ‬مسؤولية‭ ‬‮«‬الجمعة‭ ‬الدامية‮»‬‭ ‬الى‭ ‬شبكات‮ ‬‮ ‬الهجرة‭ ‬السرية‭ ‬والاتجار‭ ‬في‭ ‬البشر،‭ ‬والتي‮ ‬تستغل‭ ‬ظروف‭ ‬الفقر‭ ‬والهشاشة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬ساكنة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء من‭ ‬أجل‭ ‬حشد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬للهجرة‭ ‬نحو‭ ‬أوروبا، ومحاولة‭ ‬يائسة‭ ‬من‭ ‬الخصوم‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬يائسين‭ ‬النيل‭ ‬من المقاربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والدامجة‭ ‬التي‭ ‬تنهجها المملكة تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬الهجرة‭ ‬والمهاجرين،وتعزيزها‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الآليات‭ ‬القانونية‭ ‬والحقوقية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬المهاجرين،مما‭ ‬يعزز‭ ‬لديها‭ ‬فرضية‭ ‬الحدث‭ ‬المدبر‭ ‬و‭ ‬المخطط‭ ‬له‭ ‬مسبقا‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬شجب‭ ‬المكتب‭ ‬الاقليمي‭ ‬للناظور‭ ‬والدروش‭ ‬للعصبة‭ ‬المغربية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‮ ‬كل‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬الركوب‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭ ‬،واستغلالها‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مراعاة‭ ‬لوضعيتهم‭ ‬وحقوقهم‭ ‬الأساسية،من‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬و‭ ‬المنظمات،التي‭ ‬اعتبرتها‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬التساهل‭ ‬مع‭ ‬عصابات‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭.‬

وعلاقة‭ ‬بملف‭ ‬الهجرة‭ ‬السرية،‭ ‬أوقفت عناصر‭ ‬الشرطة‭ ‬بولاية‭ ‬أمن‭ ‬تطوان‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬لمراقبة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬26‭ ‬يونيو‭ ‬الجاري،‭ ‬59‭ ‬مرشحا‭ ‬للهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬تطوان‭ ‬ومنطقة‭ ‬‮«‬بليونش‮»‬‭ ‬بضواحي‭ ‬الفنيدق،‭ ‬ينحدرون‭ ‬جميعهم‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‮ ‬عثر بحوزة‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬معدات‭ ‬حديدية‭ ‬تمت‭ ‬صناعتها‭ ‬خصيصا‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الاقتحام‭ ‬والتسلق‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عمليات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬عبر‭ ‬رئيس‭ ‬مفوضية‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬موسى‭ ‬فقي‭ ‬عن‭ ‬صدمته‭ ‬العميقة‭ ‬جراء‭ ‬الحادث،مطالبا‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬فوري‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬حدث‭. ‬فيما‭ ‬عبرت‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭ ‬ومفوّضية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين،‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك،‭ ‬عن ‭ ‬‮«‬مخاوفهما‭ ‬العميقة»‬‭. ‬ وذكرتا‭ ‬بالحاجة‭ ‬‮ «‬في‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولويّة‭ ‬لسلامة‭ ‬المهاجرين‭ ‬واللاجئين‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬رفع‭  ‬العلم‭ ‬الوطني‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬افتتاح‭ ‬النسخة‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬المتوسطية‭ ‬بوهران،‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البطلة‭ ‬آية‭ ‬العوني،‭ ‬لاعبة‭ ‬التنس،‭ ‬والبطل‭ ‬المغرب‭ ‬مهدي‭ ‬سريتي،‭ ‬لاعب‭ ‬الكاراتيه‭.‬

ويشار‭ ‬الوفد‭ ‬المغربي‭ ‬بـ130‭ ‬رياضيًا‭ ‬مغربيًا‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬رياضة‭ ‬مختلفة‭.‬

وكانت‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬قد‭ ‬رفضت‭ ‬دخول‭ ‬الوفد‭ ‬الإعلامي‭ ‬المغربي‭ ‬إلى‭ ‬أراضيها‭ ‬لتغطية‭ ‬ألعاب‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬،‭ ‬وتم‭ ‬احتجازهم‭ ‬داخل‭ ‬مطار‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬منذ‭ ‬وصولهم‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬المنصرم،‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬الوفد‭ ‬المغربي‭ ‬ليلة‭ ‬كاملة‭ ‬بالمطار‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬ملائمة‭ ‬وسط‭ ‬اندهاش‭ ‬الجميع،‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬الجزائريون‭ ‬الذين‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬عليا،‭ ‬حسب‭ ‬وصفهم‭.‬

ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬محنة‭ ‬الزملاء‭ ‬الصحافيين‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬بل‭ ‬تعرض‭ ‬طاقمي‭ ‬قناتي‭ ‬‮«‬الرياضية‮»‬‭ ‬و»دوزيم‮»‬‭ ‬لمضايقات‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية،‭ ‬وصلت‭ ‬حد‭ ‬حجز‭ ‬معدات‭ ‬تصويرهم‭ ‬لساعات،‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬حد‭ ‬فرض‭ ‬سفر‭ ‬طاقم‭ ‬القناة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الجزائر‭ ‬وحتى‭ ‬مدينة‭ ‬وهرن‭ ‬حيث‭ ‬تقام‭ ‬التظاهرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سحب‭ ‬‮«‬بدجات‮»‬‭ ‬الاعتمادات‭ ‬الصحفية،‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المطار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسلم‭ ‬معدات‭ ‬العمل‭ ‬والتصوير‭.‬

وقد‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية،‭ ‬احتجاج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬الصحافية‭ ‬وطنيا‭ ‬ودوليا،‭ ‬منددة‭ ‬بهذه‭ ‬التصرفات‭ ‬التي‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬أبشع‭ ‬مظاهر‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة،‭ ‬وتمثل‭ ‬عدوانا‭ ‬على‭ ‬الصحافيين‭ ‬المغاربة،‭ ‬يسمه‭ ‬التمييز‭ ‬والانتقائية،‭ ‬مادام‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬الصحافيين‭ ‬المغاربة‭ ‬دون‭ ‬سواهم،‭ ‬ويفضح‭ ‬إرادة‭ ‬العداء‭ ‬الجزائري‭ ‬الرسمي‭ ‬تجاه‭ ‬المغرب‭ ‬والمغاربة‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬النسخة‭ ‬الحالية‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭  ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬رياضيا‭ ‬من‭ ‬26‭ ‬دولة،‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬مسابقة‭ ‬رياضية،‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تحتضنها‭ ‬الجزائر‭ ‬بعد‭ ‬نسخة‭ ‬1975‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الجزائر‭.



في نفس الركن