2024 يونيو/جوان 12 - تم تعديله في [التاريخ]

نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬تنبثق‭ ‬عن‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬الحكيمة


العلم الإلكترونية - الرباط 

بدأ‭ ‬تقدم‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العرض‭ ‬المائي‭ ‬ينحو‭ ‬منحًى‭ ‬تصاعدياً‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تحقيق‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬رائدة‭ ‬‮ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬يستجيب‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬ويلبي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الضرورية‭ ‬‮ ‬للإنسان‭ ‬وللزراعة‭ ‬وللقطيع‭ ‬الحيواني‭. ‬
 
إن‭ ‬إشراف‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمير‭ ‬مولاي‭ ‬الحسن،‭ ‬وبأمر‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬الانطلاقة‭ ‬لأشغال‭ ‬إنجاز‭ ‬محطة‭ ‬ضخمة‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬للدار‭ ‬البيضاء‭ ‬والمدن‭ ‬والمناطق‭ ‬المجاورة،‭ ‬هو‭ ‬الترجمة‭ ‬العملية‭ ‬للتوجهات‭ ‬الملكية‭ ‬السديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الابتكار‭ ‬لموارد‭ ‬مائية‭ ‬جديدة،‭ ‬والإبداع‭ ‬لوسائل‭ ‬حديثة‭ ‬متطورة،‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الحيوي‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬على‭ ‬المجالات‭ ‬الزراعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والإنمائية‭ ‬والصناعية‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬تفعيلاً‭ ‬للبرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتزويد‭ ‬بالماء‭ ‬الشروب‭ ‬وبمياه‭ ‬السقي‭ ‬2020‭/‬2027،‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2020،‭ ‬وهي‭ ‬الفترة‭ ‬الحرجة‭ ‬نتيجة‭ ‬لتفشي‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬صعبة‭ ‬و‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬عمت‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭. ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬المغرب‭ ‬قد‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬بنود‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬كان،‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬رؤية‭ ‬استشرافية‭ ‬للمستقبل،‭ ‬ومبادرة‭ ‬استباقية‭ ‬لرفع‭ ‬التحديات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬توالي‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭ ‬وانحباس‭ ‬الأمطار،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ندرة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬ورفع‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭.‬
 
فإذا‭ ‬كانت‭ ‬‮ ‬المحطة‭ ‬الضخمة‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬التي‭ ‬أشرف‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬على‭ ‬انطلاقة‭ ‬أشغالها،‭ ‬‮ ‬صورةً‭ ‬تطبيقيةً‭ ‬للرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬تبلورت‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتزويد‭ ‬بالماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب‭ ‬ولمياه‭ ‬السقي،‭ ‬بقدرما‭ ‬هي‭ ‬دليل‭ ‬قاطع‭ ‬الثبوت‭ ‬لنجاعة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المائية‭ ‬ولسلامة‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬،‭ ‬وحجة‭ ‬قاطعة‭ ‬على‭ ‬جدوى‭ ‬المنهج‭ ‬الاستباقي‭ ‬وفعالية‭ ‬الخطة‭ ‬الاستشرافية‭ ‬‮ ‬اللذين‭ ‬يحكمان‭ ‬‮ ‬الجهود‭ ‬المتواصلة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المواجهة‭ ‬السليمة‭ ‬والجادة‭ ‬والهادفة،‭ ‬لمضاعفات‭ ‬الجفاف‭ ‬الذي‭ ‬تفاقمت‭ ‬آثاره‭ ‬واشتدت‭ ‬وطأته‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭.‬
 
لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬المغرب،‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬يتواصل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطبيقها،‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬والنظرة‭ ‬الواقعية‭ ‬والفكر‭ ‬العلمي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬و‭ ‬التطوير‭ ‬والأخذ‭ ‬بمناهج‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شأن‭ ‬من‭ ‬شؤون‭ ‬بناء‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬وتحت‭ ‬كل‭ ‬الظروف،‭ ‬ومنها‭ ‬قطاع‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تطوراً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬يتجلى‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبرى،‭ ‬التي‭ ‬يتصدرها‭ ‬انطلاق‭ ‬أشغال‭ ‬إنجاز‭ ‬محطة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬التي‭ ‬سيشرع‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬الشطر‭ ‬الأول‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬سنة‭ ‬2026‭ ‬‮ ‬بقدرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬تبلغ‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬بينما‭ ‬سيشرع‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬الشطر‭ ‬الثاني‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬سنة‭ ‬‮ ‬2028‭ ‬بقدرة‭ ‬إنتاحية‭ ‬تبلغ‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭. ‬فنحن‭ ‬إذن،‭ ‬أمام‭ ‬مشروع‭ ‬ضخم‭ ‬بالمعنى‭ ‬الدقيق‭ ‬للكلمة،‭ ‬هو‭ ‬العنوان‭ ‬العريض‭ ‬للنقلة‭ ‬النوعية‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بالرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬وبالخطة‭ ‬الاستشرافية‭ ‬الاستباقية‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬وفقه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬مجدد‭ ‬الدولة‭ ‬و‭ ‬باني‭ ‬نهضتها‭ ‬الحضارية‭ ‬الكبرى‭.‬
 



في نفس الركن