العلم الإلكترونية - بقلم مونية فتحي
لهذا فالمفاهيم التي تتربى عليها الاجيال وتتوارثها تصطدم مع كل فكر وتوجه جديد رغم صدقيته فسيكون مخالفا للحس العام وبالتالي مرفوضا وغريبا، وربما يتمظهر بجلاء في قضية الخطوة المغربية لنسج علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل وماتثيره من نقاش مجتمعي (صامت احيانا) بعيد عن حسابات رجال الدولة ومصالح المغرب ومكاسبه ومخاطره ايضا . وانما هي فكرة متأصلة تغرف مبادئها من معين قديم لم يأصل لفكر سياسي واقعي وصريح تم توجيهه كل فترة لخدمة اجندات معينة مصبوغة بلغة وطنية رومانسية لذلك وجب تفهمه واعتماد توجه جديد واضح لاحتوائه، وإلتماس الاعذار له دون تخوين لان مابني لسنين لا يمكن تغييره في ليلة ، مع الاخذ بعين الاعتبار العنصر الديني الذي اختلط بالسياسي وجعل فن الممكن مرتبط بحسابات الحلال والحرام .
كل هذا وآخر يؤثر على سيكولوجية المواطن والمناضل ايضا الذي يكون غالبا شخصا تطهريا ، نقائيا تقوده رغبته لرؤية الوطن في ابهى واجمل الصور تصل حد "اليوتوبيا" ، لتصبح هذه المدينة الفاضلة حلمه وحبه الذي يستحق التضحية من اجله حد الموت لينقلب هذا الحب بنفس القدر الى عداء من يعادي هذا الحلم اللاواقعي الذي يعيش ويعشش في الاذهان، وبالتالي فالقدر المحتوم هو الفشل وعدم التحقق لينقلب الحب حسرة و حقدا يصل الى التطرف إما بالعطاء او المنع ، فيكون العقاب بالانتقال الى الصف المعاكس للانتقام ممن لم ينصفهم ولتحقيق العدالة ولو برمزية ، وانتقاما كذلك من سذاجة وطهرانية تم استغلالها يوما ما .
عضو مكتب تنفيدي لمنظمة المراة الاستقلالية وعضو مجلس وطني للحزب ومنسقة جهة الشرق لمنظمة المراةالاستقلالية،ونائبة كاتب فرع الحزب ببركان