2023 فبراير 28 - تم تعديله في [التاريخ]

نظام‭ ‬الجنرالات ‬يشهر‭ ‬معاول‭ ‬الهدم‭ ‬والهيمنة‭ ‬ويوزع‭ ‬شيكات‭ ‬النفط‭ ‬

‬‬الجزائر تحاول عبثا مواجهة‭ ‬عزم‭ ‬المملكة‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬واستقرارها


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط

نهاية‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الجاري،‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬المغرب‭ ‬إلي‭ ‬حضن‭ ‬منظمة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬وإطلاق‭ ‬المملكة‭ ‬شعار‭ ‬رابح‭/‬رابح‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬مع‭ ‬تحول‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬مستثمر‭ ‬افريقي‭ ‬بالقارة‭ ‬السمراء‭ , ‬وقفزت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬من‭ ‬907‭ ‬ملايين‭ ‬درهم‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬4‭ ‬زهاء‭  ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬عام ‭ .‬2019‭‬

نجحت‭ ‬المعادلة‭  ‬المغربية‭  ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬منطق‭ ‬التوزيع‭ ‬العادل‭ ‬للثروات‭ ‬وفرص‭ ‬التنمية‭ ‬بأجزاء‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ , ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الاشعاع‭ ‬المغربي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬بالقارة‭  ‬و‭ ‬تسويق‭ ‬صورة‭ ‬المملكة‭ ‬كمخاطب‭ ‬قاري‭ ‬ذو‭ ‬مصداقية‭ ‬وكحلقة‭ ‬وصل‭ ‬استراتيجية‭ ‬بين‭ ‬أوروبا‭ ‬و‭ ‬افريقيا‭ .‬

لم‭ ‬تستسغ‭ ‬الجزائر‭ ‬المعتادة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬ولاءات‭ ‬أنظمة‭ ‬افريقية‭ ‬بأموال‭ ‬النفط‭ , ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬بسط‭ ‬نفوذه‭ ‬الاقتصادي‭ ‬و‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬القاري‭ , ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬الرباط‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬لطلب‭ ‬رسمي‭ ‬للاندماج‭ ‬بالمجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لغرب‭ ‬افريقيا‭ ،‬CEDEAO‭  ‬و‭ ‬بلوغ‭ ‬النفوذ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬استثمارات‭ ‬مباشرة‭  ‬لأجزاء‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭  ‬بوسط‭ ‬القارة‭ ‬و‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ .‬

النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬استشعر‭ ‬أن‭ ‬الخيط‭ ‬الناظم‭ ‬لتحكمه‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬جنوب‭ ‬افريقيا‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬و‭ ‬مواقف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الافريقية،‭ ‬قد‭ ‬أصابه‭ ‬الهوان‭ ‬والضعف‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬استطاعته‭ ‬مواجهة‭ ‬نجاحات‭ ‬مسلسل‭ ‬التعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬الذي‭ ‬أطلقته‭ ‬المملكة‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مضاعفة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬و‭ ‬تنويع‭ ‬الشراكات‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تؤهل‭ ‬المغرب‭ ‬لقيادة‭ ‬تكتل‭ ‬اقتصادي‭ ‬وازن‭  ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التفاوض‭ ‬والدفاع‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬لافريقيا‭ .‬

كردة‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التفوق‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المتصاعد‭ ‬للمملكة،‭ ‬أطلق‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭  ‬من‭ ‬منبر‭ ‬القمة‭ ‬33‭  ‬الافريقية‭  ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬وكالة‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لأجل‭ ‬التضامن‭ ‬والتنمية‭ ‬بإفريقيا‭  ,‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬اعلان‭ ‬الرئاسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬عن‭ ‬حذف‭ ‬الديون‭ ‬المستحقة‭ ‬على‭  ‬14‭ ‬دولة‭ ‬افريقية‭ ‬أغلبها‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬تناهز‭ ‬920‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ .‬

الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬وبمناسبة‭ ‬القمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بأديس‭ ‬ابابا‭ ‬أعلن‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬ضخ‭ ‬خزينة‭ ‬بلاده‭ ‬لمليار‭ ‬دولار‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬الوكالة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التضامن‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬بالقارة‭ ‬الأفريقية‭.‬

موقع‭ ‬مغرب‭ ‬انتلجنس‭ ‬الفرنسي‭ ‬كشف‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬المحظوظة‭ ‬التي‭ ‬ستحظى‭ ‬بنصيب‭ ‬من‭ ‬كعكة‭ ‬التضامن‭ ‬الجزائري،‭ ‬حيث‭ ‬القاسم‭ ‬المشترك‭ ‬بينها‭ ‬حسب‭ ‬الموقع‭ ‬الفرنسي‭ ‬هو‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالكيان‭ ‬الوهمي‭ ‬المصطنع‭ ‬بصحراء‭ ‬لحمادة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬دعم‭ ‬الأطروحة‭ ‬الانفصالية‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭.‬

المصدر‭ ‬ذاته‭ ‬أفاد‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬مصادره‭ ‬أن‭ ‬اللائحة‭ ‬الأولية‭ ‬المستهدفة‭ ‬بالتمويلات‭ ‬الجزائرية‭ ‬تضم‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬مالي،‭ ‬أنغولا،‭ ‬بوتسوانا،‭ ‬كينيا،‭ ‬أوغندا،‭ ‬رواندا،‭ ‬ناميبيا،‭ ‬تنزانيا‭ ‬وموزمبيق،‭ ‬وأن‭ ‬الرئاسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬أصدرت،‭ ‬رسميا،‭ ‬تعليمات‭ ‬لسفرائها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬لبدء‭ ‬مباحثات‭ ‬مع‭ ‬مسؤوليها‭ ‬قصد‭ ‬معرفة‭ ‬القطاعات‭ ‬المعنية‭ ‬بمبالغ‭ ‬التمويلات‭ ‬لتحويلها‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬والتي‭ ‬سيتم‭ ‬تحديدها،‭ ‬أيضا،‭ ‬حسب‭ ‬التطورات‭ ‬الجيو‭-‬سياسية‭ ‬الإقليمية‭ ‬لملف‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭  ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.‬

في‭ ‬مقابل‭ ‬منطق‭ ‬رابح‭ - ‬رابح‭. ‬الذي‭ ‬ينضبط‭ ‬له‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬استثماراته‭ ‬و‭ ‬نهج‭ ‬شراكاته‭ ‬مع‭  ‬عشرات‭ ‬البلدان‭ ‬الافريقية‭ ‬مركزا‭  ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬شغل‭ ‬للشباب،‭ ‬ودعم‭ ‬الفلاحة‭ ‬وانتاج‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬ضمانا‭ ‬للاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ , ‬يواصل‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬نهجه‭ ‬الستاليني‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬منطق‭ ‬الاخضاع‭ ‬و‭ ‬مقايضة‭ ‬أموال‭ ‬النفط‭ ‬بالتوقعات‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬المواقف‭ ‬الظرفية‭ ‬المملاة‭ ‬و‭ ‬الخاضعة‭ ‬للأجندة‭ ‬القارية‭ ‬الجشعة‭  ‬لنظام‭ ‬الجنرالات‭ .‬

جبهات‭ ‬حرب‭ ‬الجزائر‭ ‬المعلنة‭ ‬أو‭ ‬المتسترة‭ ‬ضد‭ ‬المصالح‭ ‬المغربية،‭ ‬الإعلامية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬حتى‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬تستهدف‭ ‬أساسا‭ ‬نسف‭ ‬سياسة‭ ‬الانفتاح‭ ‬التي‭ ‬نهجها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬فلسفة‭ ‬جديدة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة،‭ ‬و‭ ‬تنويع‭ ‬شراكاتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ,‬خاصة‭ ‬بالعمق‭ ‬القاري‭ , ‬تنزيلا‭ ‬لنموذج‭ ‬واعد‭ ‬للتعاون‭ ‬جنوب‭ ‬–‭ ‬جنوب‭ ‬المتعدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬أطلقته‭ ‬المملكة‭ ‬بقناعة‭ ‬ناضجة‭  ‬ومسؤولة‭ ‬و‭ ‬متبصرة‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬،و‭ ‬تجني‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬جمعاء‭ ‬ثماره‭ ‬التدريجية‭ .‬

عجلة‭ ‬التاريخ‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬دون‭ ‬اكتراث‭ ‬لأطماع‭ ‬الماضي‭ ‬و‭ ‬مطبات‭ ‬الحاضر،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الإرادة‭ ‬الصادقة‭ ‬و‭ ‬العزم‭ ‬القوي‭ ‬للمغرب‭ ‬لرفع‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬القارة،‭ ‬أكبر‭ ‬و‭ ‬أصدق‭ ‬نية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تواجهها‭ ‬أو‭ ‬تكبحها‭ ‬إرادة‭ ‬الهدم‭ ‬و‭ ‬الهيمنة‭ ‬التي‭ ‬يشهر‭ ‬معاولها‭ ‬نظام‭ ‬العسكر‭ ‬بالجارة‭ ‬الشرقية‭.



في نفس الركن