2022 يوليو/جويلية 26 - تم تعديله في [التاريخ]

نسبية الرؤية بين الواقع والعالم الافتراضي.. بقلم / / يونس التايب

من الناحية النظرية، هنالك اتفاق على أن العصر الرقمي، بما يميزه من ثورة غير مسبوقة في تكنولوجيا المعلومات، يتيح حرية رأي غير مسبوقة للأفراد والمؤسسات. كما يتيح فرصا كبيرة لبناء جسور تقرب الناس من واقعهم بمعزل عن المكان و الزمن، أو على الأقل تقربهم من بعض زوايا النظر إلى ذلك الواقع و حقائقه، و المؤسسات الفاعلة فيه.


 
ويشترط لذلك، تعزيز إرادة الانفتاح المؤسساتي، ووضع استراتيجيات دقيقة للتأهيل الرقمي والتواصل، بالإرتكاز على مبدأ الإشراك والمشاركة، انطلاقا من مرحلة التشخيص، إلى مرحلة هندسة الحلول والسياسات، ثم تنزيل البرامج، وصولا إلى تتبعها وتقييمها. 
 
وفي تلك الديناميكية، يتعين الانتباه إلى خطورة المساحات "الرمادية/الضبابية" التي تعيق الرؤية في محطات مختلفة، بسبب هوامش حرية الرأي المفتوحة على نطاق واسع، وإمكانية التنقل بين هذا الرأي وذاك، وتغيير هذه المنصة التواصلية بتلك، دون ضوابط محددة تؤطر السير العام أو ترتب الأولويات والمواضيع والمحاور، يمكن أن تساعد في تنسيق الخطى. 
 
بشكل عام، من المهم جدا أن نأخذ بعين الاعتبار حقيقة أنه، بين العالم "الافتراضي" والعالم "الواقعي"، توجد تحديات كبيرة تعكسها معطيات الأرض وحقائقها المتنوعة والمتغيرة والمعقدة، التي تعزز النسبية على مستويات متعددة منها:

- النية.

- المبتغى.

- الحافز.

- الصدقية.

- الشمولية. 

- الدقة. 

- العقلانية.

- الأولوية.

- القابلية.

- الفعلية. 

- الراهنية.

- المآل.
 
وبكل تأكيد، كلما تعدد الفاعلون في الحقلين الافتراضي والواقعي، وتنوعت انتماءاتهم ومنطلقاتهم ومرجعياتهم، تختلف مصالحهم ومراميهم. ويكون لذلك أثر على ازدياد حدة النسبية التي أشرت إليها أعلاه، واتساع الهوة بين الحقلين وبين من يتحركون فيهما، أو بينهما. 
 
ولعل عدم استيعاب هذه الأمور جيدا، من طرف كل الفاعلين، وخاصة المتنقلين بين طموحات العوالم الافتراضية وضغط إكراهات الواقع، سيزيد من حدة الجدل العقيم الذي يؤجج الانفعالات وينوع المتاهات، ويبعدنا عن تحقيق أهداف استراتيجية، أفترض أن الجميع يتفق حولها رغم اختلاف تقديرنا لطريقة بلوغها وترتيب الأولويات لتحقيق ذلك. وأقصد بالأهداف الاستراتيجية، أساسا:

- قدسية حماية السفينة الواحدة المشتركة، في وجه الأمواج العاتية والمتربصين والأعداء؛ 

- تحقيق أكبر نفع لا مادي ومادي للبلاد وللعباد؛

- استعجالية تعزيز جسور الثقة وإشاعة الأمل لكونه ضرورة مجتمعية استراتيجية؛

- حتمية التأهيل الشامل لكل ما يستوجب ذلك في تدبير واقع الناس؛

- تحقيق أقصى المتاح، الممكن والمعقول، من طموحات تنبعث من التواصل الافتراضي والواقعي.
 
و ... #سالات_الهضرة 
 
#المغرب_كبير_على_العابثين

بقلم / / يونس التايب



في نفس الركن