2024 يوليو/جويلية 28 - تم تعديله في [التاريخ]

نزار بركة يترأس حفل تأبين لثلة من أبناء حزب الاستقلال الأوفياء بالدار البيضاء

موقف الحزب من القضية الفلسطينية ثابت وواضح وصمت الضمير الإنساني العالمي يساءل الجميع حول استمرار حرب الإبادة في حق الشعب الفلسطيني دون أن يتحرك العالم لوقفها..


بركة: ما يجعلنا نستحضر مناقبهم النبيلة وأخلاقهم العالية، وفاءهم الثابت لقيم ومبادئ الحزب ودفاعهم المستميت عن ثوابت الأمة ومقدساتها

 

*العلم: سعيد خطفي – تصوير الترابي*


ترأس الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال حفل تأبين لثلة من المناضلين الأوفياء للحزب الذين وافتهم المنية، نظمه استقلاليو الدار البيضاء، ليلة يوم الأربعاء 24 يوليوز الجاري بالمركز الجهوي لحزب الاستقلال "مولاي إدريس" بالدار البيضاء، وذلك بحضور مجموعة من الفعاليات على رأسهم الدكتور عبد الواحد الفاسي نجل الزعيم علال الفاسي مؤسس حزب الاستقلال، وعواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وحسن السنتيسي الرئيس المدير العام لمؤسسة "الرسالة"، وعبد اللطيف معزوز رئيس جهة الدار البيضاء سطات، والأستاذ عبد الله البقالي مدير جريدة العلم، ومفتشي ومناضلات ومناضلي الحزب، وأسر وعائلات المرحومين.


وقد استهل حفل التأبين المذكور، بنشيد الحزب ثم ابتهالات وأناشيد دينية رددتها مسمعون مختصون في ذلك، ليتناول الكلمة الأمين العام لحزب الاستقلال الدكتور نزار بركة، أشار في بدايتها إلى أنه يتم اليوم إحياء هذه الأمسية التأبينية لثلة من أبناء الحزب البررة الذين رحلوا عنا إلى دار البقاء، وبقلوب خاشعة وأفئدة مكلومة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمشاعر يغمرها الأسى والحزن، نتذكر المشمولين بعفو الله الإخوة محمد الراضي وعبد الرزاق أيوب، ورضوان خملي، ومصطفى نشيط ومحمد بونصير، ومحمد سيسين وعبد الرحيم الشتوي، داعيا الله أن يتغمدهم بعفوه ورضوانه، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم من أسرهم الصغيرة، وعائلاتهم الاستقلالية الصبر والسلوان.


ولم يتردد الأمين العام في التأكيد على أن تنظيم هذا الحفل التأبيني المهيب، بمعية أسر المرحومين وفي أحضان عائلتهم الاستقلالية الكبيرة، أن ذكراهم ستبقى راسخة في وجداننا، وأيضا تعبيرا صادقا عن ما نكنه لهم من مشاعر المحبة والتقدير، والاعتزاز بالخدمات المحمودة التي قدموها لوطنهم وحزبهم، وللإسهامات والبصمات البارزة التي طبعت مسيرتهم النضالية داخل تنظيمات الحزب، ومؤسساته وهيئاته المختلفة.


وأضاف نزار بركة، أننا نلتقي اليوم، بقلوب تعتصرها مرارة الفقدان، وألم الفراق التي لاتزال جراحه لم تندمل بعد، لكن عزاؤنا في فقدانهم إيماننا بقضاء الله وقدره، ونحن على يقين أن ما قدموه من خير لحزبهم ولوطنهم، سيجدونه عند الله محضرا، وما يعوضنا هو ذكراهم الحية بيننا، ما يجعلنا نستحضر ونستذكر مناقبهم النبيلة وخصالهم الحميدة وأخلاقهم العالية، ووفاءهم الثابت لقيم ومبادئ الحزب، ودفاعهم المستميت عن ثوابت الأمة ومقدساتها، مردفا بالقول:" كيف لا، وهم من نهلوا من معدن وطني خالص بالمدرسة الوطنية الأصلية لحزبنا العتيد، الذي تربوا وترعرعوا فيها، وتدرجوا في صفوفها وتشبعوا بقيمها ومبادئها، ونهلوا من عقيدتها ومشروعها المجتمعي المتجدد، كما رسخها الزعيم الخالد علال الفاسي رحمه الله"، معددا مناقبهم بالتأكيد على أنه اليوم نؤبن ثلة من إخواننا ممن تقاسمنا معهم الوفاء لحزب الاستقلال، والولاء والإخلاص للعرش العلوي المجيد، والتضحية من أجل وطننا، والنضال المستميت من أجل مغرب ينعم فيه المغاربة بالخير والرفاه والعدالة والإنصاف، لكونهم كانوا في كل المواقع التي تبوؤها والمسؤوليات التي تحملوها ونكران الذات، والقرب من هموم المواطنات والمواطنين، والمساهمة في الحفاظ على المكانة المرموقة للحزب في المشهد السياسي، وذلك عبر الانخراط التنظيمي الواعي والمثمر، والجدية والانضباط في العمل من أجل الصالح العام، والمشاركة بكفاءة في دواليب التسيير التمثيلي، حيث قدموا أرقى الخدمات، فضلا عن الإسهام في تطوير المجتمع المدني، ومجالات التنمية والثقافة والإعلام والتربية والتكوين وتربية الناشئة، مبذلين في سبيل ذلك، كل الغالي والنفيس من الجهد والوقت ولو على حساب حياتهم الشخصية والأسرية، وذلك هو قدر كل من اختار طريق النضال وطريق خدمة الصالح العام.


وأوضح الأمين العام للحزب، بأن هؤلاء إخواننا كما عرفناهم، وكما عايشناهم في مساراتهم المختلفة، مذكرا في السياق ذاته بأن الأخ المرحوم محمد الراضي المناضل الاستقلالي، شغل العديد من المسؤوليات والمهام الحزبية، وعضوا بالمكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، وعضوا في المكتب التنفيذي لجمعية التربية والتخييم، ثم عضوا بالمجلس الوطني للحزب، فيما شغل المناضل الغيور عبد الرزاق أيوب، مفتشا إقليميا للحزب بعمالة مقاطعات أنفا بالدار البيضاء، كما تم انتخابه عضوا في المكتب الوطني لجمعية الشبيبة المدرسية، ثم عضوا بالمجلس الوطني للحزب لعدة ولايات، بينما تميز مسار المناضل الاستقلالي الغيور المرحوم رضوان خملي، بانتمائه إلى أسرة التعليم والصحافة، حي اشتغل أستاذا للغة العربية في سلك التعليم الثانوي التأهيلي، ومنها مراسلا صحافيا بجريدة العلم بكتب الدار البيضاء، إلى جانب انتخابه عضوا في المكتب التنفيذي لجمعية التربية والتنمية، ثم عضوا في المجلس الوطني للحزب، في الوقت الذي بصم فيه المناضل وفقيد الحزب مصطفى نشيط، على مسار حزبي ونقابي وجمعوي حافل، إذ تقلد مهمة المفتش الإقليمي للحزب بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، وكان أول كاتب عام لجمعية الشبيبة الشغيلة، وانتخب عضوا في المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية لعدة ولايات، وعضوا بالمكتب التنفيذي لجمعية التربية والتنمية، وكاتبا جهويا للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بجهة الدار البيضاء سطات، ورئيسا للجامعة الوطنية للتخييم، كما انتخب عضوا بالمجلس الوطني واللجنة المركزية للحزب عدة ولايات، فيما عرف عن المناضل الاستقلالي المرحوم محمد بونصير بمساهماته الفاعلة من خلال عضويته في المكتب الإقليمي للحزب بإقليم النواصر، والمكتب التنفيذي لجمعية التربية والتنمية، وكذلك كعضو بالمجلس الوطني للحزب، أما المناضل المرحوم محمد سيسين، فقد تحمل مسؤولية إدارة هذا الصرح الاستقلالي "المركز الجهوي للحزب بالدار البيضاء"، إلى جانب تقلده لمهمة المفتش الإقليمي للحزب بعمالة مقاطعة الحي الحسني، وانتخابه عضوا في المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، وعضو بالمكتب الوطني لجمعية الشبيبة المدرسية، بالإضافة إلى عضويته في المجلس الوطني للحزب عدة ولايات، كما شغل المناضل الاستقلالي، المرحوم عبد الرحيم الشتوي، عضوية المكتب التنفيذي لجمعية الشبيبة الاستقلالية، وعضوية المكتب الوطني لجمعية الشبيبة المدرسية، وعضوية المكتب الإقليمي للحزب بن مسيك، إلى جانب عضويته في المجلس الوطني للحزب.


وأكد بركة، على أن هؤلاء هم مناضلو حزب الاستقلال، وأبناؤه البررة الذين يقدمون المثال في النبل والتضحية، وهم أوفياء للعقيدة الاستقلالية، والمشروع المجتمعي التعادلي بأعلى درجات الحس النضالي والروح الوطنية، بناة للديمقراطية في أبعادها الوطنية والروح المحلية، سائرين على خطى الكفاح التي خطاها زعماء التحرير والحركة الوطنية، وعلى درب النضال الذي أنارته أجيال من الاستقلاليات والاستقلاليين الأوفياء، داعيا أن يستمر حزب الاستقلال بنفس روح التضحية والعطاء، وبنفس الحماس لخدمة الوطن والمواطن، مشيرا إلى أنه يجب استخلاص الدروس والعبر من الإرث النضالي الغني الذي تركه روادنا في نكران الذات، ووحدة الصف والحفاظ على لحمة البيت الاستقلالي وغيرها من المبادئ والقيم، والفضائل التي تأسس من أجلها حزب الاستقلال والتي سيظل إشعاعها منيرا لدروب الأجيال، جيلا بعد جيل.


واستغل الأمين العام للحزب هذه المناسبة، ليجدد موقف الحزب من القضية الفلسطينية ثابت وواضح وصمت الضمير الإنساني العالمي يساءل الجميع حول استمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعزل المدنيون بشكل يومي بقطاع غزة، دون أن يتحرك العالم لوقفها.


أما فهر الفاسي الكاتب الجهوي لحزب الاستقلال بجهة الدار البيضاء سطات، فقد أشاد بالخصال الحميدة والمسار النضالي للمرحومين الذين جرى تكريم روحهم الطيبة بتنظيم الحفل التأبيني المذكور، مشيرا إلى أنهم كانوا رحمهم الله، مشهودا لهم بنكران الذات، والنضال الخالي من الحسابات الضيقة والمبني على المبادئ الأسمى لحزب الاستقلال، التي ترتكز قبل كل شيء على الوطنية الخالصة، مبرزا أنهم كانوا من خيرة الأفراد الذين خدموا الحزب والمجتمع بكل جد واشتغال، مؤكدا على أنهم قدموا كثيرا من التضحيات من أجل تحقيق الوصول إلى الأهداف التي أمنا بها جميعا داخل الحزب، حيث عمدوا إلى العمل بكل تفان في ترسيخ تلك المبادئ.


وأضاف نجل عباس الفاسي، أنه يجب استحضار المحطات الصعبة التي مر بها الحزب، ومعها المواقف المتخذة سعيا منا إلى الوفاء بمبادئ الحزب وتوجيهات الزعيم علال الفاسي المتمثلة في النقد الذاتي، مبرزا أنه علينا جميعا مراعاة الجهود التي يبذلها الأمين العام للحزب الأخ نزار بركة، منذ توليه هذه المهمة في أكتوبر 2017، لجبر الخواطر ولم الصف، ما يتطلب منا اليوم بجهة الدار البيضاء سطات مواكبة تلك الجهود حتى نكون عند حسن ظن المواطنات والمواطنين، موضحا أن الأعزاء الذين فقدناهم، يشكل خسارة لنا جميعا، لكن سيظلون في ذاكرتنا مصدر إلهام. 


من جانبه، تناول محمد العصفور كلمة باسم استقلاليات واستقلاليو الدار البيضاء، تحدث في بدايتها عن وطأة الأحداث المتسارعة، عقب رحيل رجال كبار تباعا من حزبنا بمدينة الدار البيضاء، وكأنهم يتسللون خلسة إلى قبورهم، بعد رحلة طويلة من العطاء، تاركين وراءهم سجلا حافلا من صفحات النضال الوطني كسياسيين ضمن حزب الاستقلال وهيئاته الموازية، لاسيما منهم هؤلاء الذين نتذكرهم هذه الليلة وعبرهم العديد من الإخوة والأخوات.


وأوضح المتحدث ذاته خلال حفل التأبين المذكور، أن كانوا النموذج في المسار النضالي، وأن الجميع شرب من المبادئ الاستقلالية على يد مجموعة من الزعماء الكبار الذين عرفهم هذا الوطن والحزب مثل المرحومين بوشتى الجامعي، والهاشمي الفيلالي، وبناصر حركات، وشجاع الدين، وعبد الرزاق أفيلال، وأحمد زكي بوخريص، وإدريس الوفا، ولالة أم كلثوم الخطيب رحمة الله عليهم، وعبد الواحد الفاسي أطال الله في عمره عندما كان منسقا، حيث كنا نواظب بجانبكم إلى حلقات المعرفة والذاكرة الحية عن التاريخ والمقاومة عشية كل يوم الجمعة بهذا المكان مع المرحوم الهاشمي الفيلالي، مخاطبا الجميع بالقول:"طوال حياتكم ظللتم أوفياء لمبادئ الحزب من خلال مسار نضالي متدرج كل حسب القناة التي اختارها في شبابه من الشبيبة المدرسية إلى جمعية التربية والتنمية إلى الشبيبة الاستقلالية، كما شرفتم الدار البيضاء لتكونوا قياديين وطنيين، ضمن المكتب الوطني للشبيبة المدرسية والمكتب التنفيذي لجمعية التربية والتنمية والمكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية ومنظمة الشبيبة الشغيلة كذلك"، مستحضرا المسيرة الشبابية للإخوة الذين قضوا نحبهم واللذين نظم من أجلهم حفل التأبين، نظرا لما اكتسبتوه من ممارسة نضالية واحترام من لدن الجميع ما جعل قيادة الحزب تختار بعضهم  ليكونوا مفتشين للحزب بالدار البيضاء، حيث أن نضالهم وعطاءهم لم تتوقف عند الحزب، بل امتد إلى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب من واجهة الجامعة الحرة للتعليم بالنسبة للأخوة محمد راضي ومحمد بونصير، والأخ عبد الرحيم الشتوي في صفوف المكتب التنفيذي لنقابة مستخدمي التعاون الوطني التابعة للاتحاد العام للشغالين، والأخ مصطفى نشيط الذي كان كاتبا جهويا للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بجهة الدار البيضاء.


وأبرز العصفور، أن علاقة عبد الرزاق أيوب بالاتحاد العام للمقاولات والمهن فكان سجلا وذاكرة، ومساعدا لكل الرؤساء الذين اشتغل بجانبهم منذ عهد الرئيس عبد الحق التازي مرورا بالرؤساء أحمد الداحمي رحمه الله وعبد الله اليعقوبي ومصطفى حنين ومنصف الكتاني أطال الله في عمرهم، مشيرا إلى أن علاقته ظلت مع الاتحاد ورئيسه الحالي مولاي أحمد أفيلال والكاتب العام محمد ذهبي مستمرة قبل وفاته بيومين في إطار التحضير لانتخابات المهنية التي كان يعد لها بكل تفاؤل، مضيفا أنه إذا كانت تربية الأجيال من هموم محمد الراضي و محمد بونصير، ورضوان خملي بحكم اشتغالهم في التعليم، فإن تربية الطفولة كان لها نفس الهم الذي جمع بين الجميع، حيث آمنوا بدورهم في تنمية البلاد، وهذا ما جعلهم ينخرطون سنويا على أكثر من أربعين سنة في تربية الطفولة بالمخيمات الصيفية، ونظرا لتجربته الطويلة أنتخب الأخ نشيط بالإجماع من طرف كل الجمعيات التربوية المغربية رئيسا للجامعة الوطنية للتخييم خلفا لأيقونة العمل التربي الحاج محمد القرطيطي أطال الله في عمره، غير أن الموت خطفته قبل بداية المسيرة، مشددا على إخلاصهم ووفائهم في الدفاع عن ثوابت الأمة ومقدساتها، ودفاعهم المستميت عن قضية الوحدة الترابية التي لم تكن غائبة عن نضالاتهم، حيث دافعوا عنها بكل شراسة في المهرجانات الشبابية بكل من روسيا وكوريا الجنوبية وفنزويلا وجنوب إفريقيا والجزائر وليبيا والسودان وتونس والعراق، وهي كلها محطات لكل واحد منهم، ترك فيها بصمة وذكرى خالدة.


واغتنم محمد العصفور المناسبة، ليذكر الحضور بخصالهم ومبادئهم  ومناقبهم، كما أن جريدة العلم لن تنسى مساهماتهم في نشر أنشطة الحزب وخاصة الأخوين محمد الراضي ورضوان خملي وليتذكر الجميع صفحة الدار البيضاء التي تنشر بالجريدة، معربا عن امتنانه لجميع من ساهم في تنظيم هذا الحفل التأبيني، لأن حزب الاستقلال هو من يجمع الجميع على حبه حوالي نصف قرن، وهذا ما علمنا إياه الزعيم علال الفاسي حين أدركه الموت وهو في اجتماع رسمي برومانيا، حين قال للحكيم الراحل محمد بوسنة: "أتمم، فكل هؤلاء الذين نحيي ذكراهم الليلة وآخرون، ونحن الأحياء في هذه القاعة"، داعيا نزار بركة الأمين العام إتمام ما بدأناه من تألق لحزبنا العتيد، خاصة بعد النجاح الباهر الذي عرفه مؤتمرنا الأخير.





في نفس الركن