2021 نونبر 21 - تم تعديله في [التاريخ]

ندوة فكرية مزدوجة تخلد ذكرى استقلال المغرب المتزامن مع استقلال موريتانيا

مندوبية المقاومة بأكادير ومجلة المعرفة الموريتانية تنظم ندوة دولية حول "الذاكرة التاريخية المشتركة بين المغرب وموريتانيا".


العلم الإلكترونية - الرباط 

بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير/ النيابة الجهوية بأكادير بشراكة وتعاون مع "مجلة المعرفة" التي يصدرها مركز الصحراء للدراسات والاستشارات بموريتانيا، ندوة فكرية دولية بعنوان: "الذاكرة التاريخية المشتركة المغربية الموريتانية"، وذلك في سياق سلسلة أنشطتها العلمية التوثيقية، التي تتناول المشترك التاريخي والمتقاسم النضالي بين المملكة المغربية والبلدان الشقيقة والصديقة، التي جمعتنا بها القواسم التاريخية أو الحتمية الجغرافية والمصير النضالي المشترك.

وقد سعت هذه الندوة الفكرية إلى التعريف بالتاريخ المتقاسم والرأسمال اللامادي المشترك بين البلدين وتوثيقه وتثمينه عبر تسليط الضوء على مختلف القواسم والروابط التاريخية والروحية والثقافية والسوسيواقتصادية المشتركة بينهما. وكذا سبر أغوار هذه العلاقات المتجذرة عبر التاريخ وإبراز كل ما من شأنه أن يشكل جسرا للتواصل البناء والتعاون الأخوي المثمر بين الدولتين حكومة وشعبا.

كما كان الهدف منها أيضا، إغناء البحث البيبليوغرافي في مجال الذاكرة التاريخية المشتركة المغربية الموريتانية وتحفيز الباحثين والمهتمين والأكاديميين بمراكز البحث العلمي بالجامعات في كلا البلدين للخوض في هذا المشترك التاريخي والإنساني. وقد نظمت هذه الندوة العلمية رقميا تماشيا مع الإجراءات الاحترازية لمكافحة كوفيد 19، مساء الجمعة 19 نونبر2021، حيث بثت على الصفحات الرسمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا على الصفحة الرسمية لمركز الصحراء للدراسات والاستشارات بموريتانيا.

كما ستنشر أعمالها في كتاب صادر عن المندوبية السامية. وساهمت في تنسيق وتسيير أشغال هذه الندوة الأستاذة بهيجة حيلات الإطار بالنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأكادير، والباحثة في مجال التاريخ والتراث والإعلام الثقافي، فيما ساهم في تأطيرها نخبة من الباحثين من ذوي الاختصاص من البلدين في مقدمتهم الدكتور محمد عالي المختار التقي باحث في الجغرافيا والعلوم الاجتماعية متقاطعة التخصصات، أستاذ بجامعة نواكشوط العصرية(موريتانيا)، ومدير قسم الدراسات بمركز الصحراء للدراسات والاستشارات ورئيس تحرير مجلة "المعرفة"، محاضر دولي له العديد من الأبحاث والدراسات في مجالات اختصاصه.

وتمحورت مداخلته حول موضوع: "الذاكرة العمرانية المشتركة بين المغرب وموريتانيا ملاحظات وتعليقات". يليه الدكتور عبد الهادي المدن الباحث في التاريخ والمختص في تاريخ الجنوب المغربي، الصحراء، وإفريقيا جنوب الصحراء، فاعل مدني في الشأن الثقافي بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، أصدر عدة مؤلفات من أهمها كتاب "التجارة في وادي نون خلال القرن 19" وتتمحور مداخلته حول موضوع: "العلاقات المغربية الموريتانية عبر التاريخ محاولة في التركيب".

ومن موريتانيا الشقيقة شارك الدكتور إزيدبيه محمدن الإمام باحث في العلوم الإسلامية والثقافة الشنقيطية، له مشاركات في العديد من الملتقيات والمؤتمرات الدولية العلمية والثقافية في كل من موريتانيا والمغرب وتونس وقطر وتركيا. وعنوان مداخلته: "الذاكرة الفكرية والثقافية المشتركة الموريتانية المغربية".

كما شارك أيضا الدكتور جمال غدور باحث مختص في التاريخ المغاربي بجامعة نواكشوط العصرية، مترجم معتمد للغة التركية بالمحاكم التركية، يمتلك تجربة تدريس في جامعات محلية ودولية، وله عدة أبحاث باللغتين العربية والتركية في مجال العلوم الإنسانية، وقد تناول في مداخلته موضوع: "العلاقات الموريتانية المغاربية مرحلة الانسجام (1969-1978)". وقد سلط الأساتذة الأجلاء الضوء على العلاقات المتينة و الأواصر القوية التي ربطت بين المغرب وموريتانيا الشقيقة على مر العصور، وقد تطرقوا لهذه الذاكرة المشتركة من زوايا علمية متعددة تاريخية، وجغرافية، وثقافية، واجتماعية.

كما خلص الباحثون إلى أن الذاكرة المشتركة بين المغرب وموريتانيا الشقيقة غنية وزاخرة بالقواسم المشتركة على مختلف الأصعدة مؤكدين على أهمية الاستثمار في هذا المشترك التاريخي بما يعود بالنفع على البلدين، في المجالات الإنسانية والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية... إلخ؛ ويمكن أن يشمل مختلف الأبعاد العلمية التاريخية، والجغرافية والثقافية. وهو ما من شأنه أن يساهم في تقوية مسار العلاقات الجيوسياسية والدبلوماسية والاجتماعية والإنسانية بين البلدين.

وفي الختام، دعا الباحثون إلى ضرورة التأسيس لعمل توثيقي يلم شتات الذاكرة الجماعية التاريخية المشتركة، بين الشعبين المغربي والموريتاني، يكون لبنة علمية جديدة تسهم في استمرار جسور التواصل والتفاهم بين الأجيال الصاعدة في البلدين، كخطوة أساسية لبناء مستقبل لشعبين جمع بينهما مشترك تاريخي وجغرافي زاهر بالأحداث والقواسم الثقافية.
 



في نفس الركن