2024 مارس 6 - تم تعديله في [التاريخ]

موقف‭ ‬متفرد‭ ‬من‭ ‬دول الخليج‭ ‬العربية‭

الاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬ومساندة‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬والإشادة‭ ‬بالمبادرة‭ ‬الأطلسية


العلم الإلكترونية - الرباط 
 
جمعت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬الفضلَ‭ ‬من‭ ‬أطرافه‭ ‬،‭ ‬فجددت‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬المواقف‭ ‬و‭ ‬القرارات‭ ‬الثابتة‭ ‬المؤيدة‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬و‭ ‬الداعمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬واستقرارها‭ ‬وسيادتها‭ ‬التامة‭ ‬على‭ ‬صحرائها‭ ‬والمساندة‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬باعتباره‭ ‬حلاً‭ ‬وحيداً‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سيادة‭ ‬المغرب‭ ‬ووحدته‭ ‬الوطنية‭ ‬و‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أشادت‭ ‬بالمبادرة‭ ‬الأفريقية‭ ‬الأطلسية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬لفائدة‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬بلدان‭ ‬الساحل‭ ‬والدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬الأطلسي‭ . ‬وهذا‭ ‬موقف‭ ‬متفرد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬،‭ ‬يستحق‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مغربي‭ ‬عظيم‭ ‬الاحترام‭ ‬،‭ ‬لما‭ ‬ينطوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬عميقة‭ ‬يقدرها‭ ‬المغرب‭ ‬عميق‭ ‬التقدير‭ ‬،‭ ‬ويعتز‭ ‬بها‭ ‬بالغ‭ ‬الاعتزاز‭ . ‬فلم‭ ‬تكتفِ‭ ‬الدول‭ ‬الست‭ ‬الشقيقة‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬اعترافٌ‭ ‬عالي‭ ‬القيمة‭ ‬ثقيلُ‭ ‬الوزن‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬أضافت‭ ‬إليه‭ ‬مساندتها‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2007،‭ ‬و‭ ‬عدته‭ ‬حلاً‭ ‬وحيداً،‭ ‬لاثاني‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬بديل‭ ‬عنه‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سيادة‭ ‬المغرب‭ ‬ووحدته‭ ‬الوطنية‭ ‬و‭ ‬الترابية‭ . ‬و‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬و‭ ‬هذه‭ ‬المساندة‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬المؤكد‮ ‬‭ ‬،‭ ‬وتركيب‭ ‬الوضع‭ ‬القانوني‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬وضع‭ ‬قانوني‭ ‬يوازيه‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬ويعادله‭ ‬في‭ ‬الوزن‭. ‬وهي‭ ‬حالة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬صيغة‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬الموقف‭ ‬السياسي،‭ ‬بالمفهوم‭ ‬البلاغي‭ ‬بمدلوليه‭ ‬القانوني‭ ‬واللغوي،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معتمد‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‮ ‬‭ ‬و‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬خاصة‭ ‬علوم‭ ‬اللغة‭ ‬و‭ ‬البلاغة‭ ‬و‭ ‬الأدب‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭.‬
 
لقد‭ ‬ضربت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بموقفها‭ ‬غير‭ ‬المسبوق،‭ ‬مثالاً‭ ‬راقياً‭ ‬للأخوة‭ ‬الصافية‭ ‬والمودة‭ ‬النقية‮ ‬‭ ‬‮ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وللحكمة‭ ‬السياسية‭ ‬وللالتزام‭ ‬بالشرعية‭ ‬والاحترام‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‮ ‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‮ ‬‭ ‬يتضمن‭ ‬كل‭ ‬المدلولات‭ ‬التي‭ ‬ترسخ‭ ‬عدالة‭ ‬القضية‭ ‬المغربية‭ ‬المركزية،‭ ‬وتعمق‭ ‬شرعية‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ . ‬ولكن‭ ‬الدول‭ ‬الست‭ ‬الشقيقة‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تنفرد‭ ‬بموقفٍ‭ ‬شامخٍ‮ ‬‭ ‬يدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬المعاصر‭ ‬،‭ ‬وتاريخ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ .‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الانفراد‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يحسب‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬تعزيزٌ‭ ‬للشراكة‭ ‬القائمة‭ ‬بينها‭ ‬و‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬وترسيخٌ‭ ‬للعلاقات‭ ‬الوطيدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وبين‭ ‬بلادنا‭ ‬،‭ ‬وتقويةٌ‭ ‬للشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمتجددة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ .‬
 
إن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬وتجديده‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬كثيرة‭ ‬،‭ ‬يعد‭ ‬نموذجاً‭ ‬للسياسة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬القاعدة‭ ‬الراسخة‭ ‬للنظام‭ ‬العربي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬قبل‭ ‬تسع‭ ‬و‭ ‬سبعين‭ ‬سنة‭ ‬،‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‮ ‬‭ ‬وسنداً‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬حادت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬وصارت‭ ‬هيكلاً‭ ‬بلا‭ ‬روح‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬جهازاً‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬عاجزاً‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬إثنتين‭ ‬و‭ ‬عشرين‭ ‬دولة‭ . ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬النموذج‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي‭ ‬للتعاون‭ ‬و‭ ‬للشراكة‭ ‬و‭ ‬للمساندة‭ ‬المتبادلة‭ ‬،‭ ‬يتمثل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬المشرف‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬الست‭ ‬حيال‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذوه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬لترجمة‭ ‬مبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬و‭ ‬أهدافه‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬،‮ ‬‭ ‬تتجسد‭ ‬في‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الوفاق‭ ‬العربي،‭ ‬و‭ ‬الأخوة‭ ‬العربية،‭ ‬إسوة‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬
 
‮ ‬والشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمتجددة‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬وبين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬هي‭ ‬النموذج‭ ‬الأمثل‭ ‬للتضامن‭ ‬الحقيقي‭ ‬وللمساندة‭ ‬القوية‮ ‬‭ ‬وللعلاقات‭ ‬الوطيدة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬خدمة‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‮ ‬‭ ‬‮ ‬‭. ‬وما‭ ‬الاعتراف‭ ‬المتجدد‭ ‬والمؤكد‭ ‬باستمرار‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬و‭ ‬مساندة‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬والإشادة‭ ‬بالمبادرة‭ ‬الملكية‭ ‬الأفريقية‭ ‬الأطلسية،‭ ‬إلا‭ ‬صورة‭ ‬مشرقة‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬اللذين‭ ‬يجمعان‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭.‬



في نفس الركن