العلم الإلكترونية - لحسن الياسميني
يعرف المغرب منذ السبت وإلى غاية اليوم الثلاثاء موجة حر في عدد من ربوع المملكة، مثل تلك التي عرفها الأسبوع المنصرم.
يعرف المغرب منذ السبت وإلى غاية اليوم الثلاثاء موجة حر في عدد من ربوع المملكة، مثل تلك التي عرفها الأسبوع المنصرم.
وقد أدت موجات الحر هذه إلى الحسم في منتوج البلاد من الحبوب، حيث أكد عدد من الفلاحين في مناطق مختلفة من المغرب، أن الحرارة المرتفعة التي كانت مرفوقة برياح الشرقي الجافة، قد قضت على الرطوبة التي احتفظت بها مزروعات الحبوب، والتي كان من الممكن في حالة سقوط الأمطار أن تساهم في استمرار النمو، وبالتالي تمام عملية نضج الحبوب ، إلا أن هذه الموجة من الحر عجلت بجفاف التربة والنضج غير المكتمل للحبوب مما سيساهم في محصول فلاحي دون المأمول.
وكان بنك المغرب قد توقع أن يصل محصول الحبوب في العام الحالي إلى 55 مليون قنطار، حيث ينتظر أن يتأثر بالمساحة المزروعة التي لم تكن قد تجاوزت 3,65 مليون هكتار حسب وزارة الفلاحة، وبقلة التساقطات.
وبنت الحكومة توقعاتها للنمو الاقتصادي عبر قانون المالية في العام الحالي على أساس محصول حبوب حددته في 75 مليون قنطار. إلا أن الوضعية الحالية وفي حال عدم وجود متغيرات أخرى في قطاعات إنتاجية أخرى، قد تغير من نسبة النمو المتوقعة هذه.
وكانت واردات المغرب من القمح قفزت من 46,6 مليون قنطار خلال سنة 2021 إلى 60 مليون قنطار في 2022، وذلك في وقت شهدت فيه أسعار القمح ارتفاعا بـ40,8 في المائة، حسب مكتب الصرف.
وأشار بنك المغرب، في 21 مارس، إلى أن الزراعات الأخرى يرجح أن تتأثر بالقيود المفروضة على مياه الري .
ويتوقع البنك أن يصل النمو الاقتصادي في العام الحالي إلى 2,6 في المائة، بعدما بلغ 1,2 في المائة في العام الماضي..
وكان الإنتاج النهائي للحبوب الرئيسية لموسم 2021-2022 قد وصل ـ 34 مليون قنطار، بانخفاض بنسبة 67في المائة مقارنة بالموسم السابق الذي سجل أداءً استثنائيا قدره 103,2 مليون قنطار.
وتوزع المحصول حسب النوع، ب 18,9 مليون قنطار من القمح الطري، و8.1 مليون قنطار من القمح الصلب و 7,0 مليون قنطار من الشعير.
ويأتي 58في المائة من الإنتاج من المناطق المواتية، وهي فاس و مكناس والرباط و سلا - القنيطرة. وساهمت الحبوب المسقية فقط بنسبة20,7في المائة فقط من إجمالي الإنتاج، بسبب انخفاض المساحة المسقية للحبوب والقيود المفروضة على السقي في مدارات الري الكبير.
وللتذكير، قد شهد الموسم الفلاحي 2021-2022 تساقطات مطرية بلغت 199 ملم في نهاية ماي 2022، بانخفاض 44في المائة بالمقارنة مع معدل التساقطات المطرية خلال 30 سنة الأخيرة (355 ملم) وانخفاض بنسبة 34في المائة مقارنة بالموسم السابق (303 ملم) في نفس التاريخ.
أما الموسم الحالي فقد عرف تساقطات أهم من السنة الماضية، إلا أنها تميزت بسوء التوزيع. وكانت أعلى المقاييس قد سجلت في مدينة طنجة والنواحي حيث وصلت إلى ما مجموعه 754 ملم في الفترة المذكورة متبوعة بمدينة إفران التي سجلت 467ملم وتطوان التي سجلت 403ملم والقنيطرة 395، ومكناس 241ملم، وفاس، والدار البيضاء 240ملم ، والجديدة 228ملم .وقد ساهمت هذه التساقطات في إنعاش الفرشة المائية وحقينة السدود.
كما شهدت عدة مناطق مغربية تساقطات ثلجية كثيفة، خصوصا في مناطق الأطلس الكبير والسفوح الجنوبية الشرقية بالمرتفعات التي يتجاوز علوها 1200 متر، خصوصا بالمرتفعات التابعة لمناطق ورززات، الحوز، أزيلال، بني ملال، شيشاوة، ميدلت، تنغير وتارودانت.
وبلغت التساقطات الثلجية ما بين 30 إلى 100 سنتيمتر ووصلت إلى غاية متر ونصف المتر بتساوْت وتيشكا وتغلي، ومترَيْن بمنطقة تيدلي التابعة لإقليم ورزازات، وهي التساقطات الثلجية التي وصفتها مديرية الأرصاد في المنطقة الأخيرة بـالاستثنائية.
وأظهرت معطيات المقارنة بين القياسات المسجلة ما بين 16 و18 فبراير 2023 مع القياسات المهمة للثلوج المسجلة بإقليم ورزازات خلال فترة 1996-2022 أن القياسات المسجَّلة في الفترة الأولى استثنائية من حيث كمية الثلوج المسجلة.
وقد انتعشت حقينة السدود المغربية منذ نهاية شهر فبراير ومطلع شهر مارس الجاري، رفعت من الاحتياطي المائي ودرأت شبح الخصاص المائي الذي تميزت به سنة 2022.
ورغم هذه التساقطات المسجلة، فإن موجة الحر الأخيرة ستؤثر حتما على المحصول الفلاحي الحالي الذي لن يصل إلى مستوى محصول سنة عادية.