2024 شتنبر 3 - تم تعديله في [التاريخ]

من‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬الاستثمار


العلم الإلكترونية - الرباط 

تنامى‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬بمواصلة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ . ‬و‭ ‬تسارعت‭ ‬الخطوات‭ ‬التنفيذية‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحضاري‭ ‬الكبير‭ ‬الواعد‭ ‬،‭ ‬منذ‭ ‬إصدار‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬لمنشور‭ ‬تفعيل‭ ‬عرض‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‮ ‬‭ ‬،‭ ‬قبل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬6‮ ‬‭ ‬أشهر‭ ‬،‭ ‬تجاوباً‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬استقبال‭ ‬المنصة‭ ‬التي‭ ‬أنشأتها‭ ‬الوكالة‭ ‬المغربية‭ ‬للطاقة‭ ‬المستدامة‭ (‬مازن‭ ) ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬طلب‭ ‬مشروع‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬و‭ ‬التفاعل‭ ‬الفعلي‭ ‬للمستثمرين‭ ‬المغاربة‭ ‬وكبار‭ ‬الفاعلين‮ ‬‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬عرض‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬العلمية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والمهنية‭ ‬،‭ ‬تنافسياً‭ ‬و‭ ‬شاملاً‭ ‬وعملياً‭ . ‬وشمل‭ ‬اهتمام‭ ‬المستثمرين‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ .‬
 
وتناغماً‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬الانشغال‭ ‬بتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬،‭ ‬ترأس‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬،‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬اجتماع‭ ‬لجنة‭ ‬القيادة‭ ‬المكلفة‭ ‬بعرض‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬،‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لتعليمات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده‭ ‬،‭ ‬القاضية‭ ‬بالإسراع‭ ‬بتنزيل‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬بالجودة‭ ‬اللازمة‭ ‬،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تثمين‭ ‬المؤهلات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬تزخر‭ ‬بها‭ ‬بلادنا‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمشاريع‭ ‬المستثمرين‭ ‬العالميين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الواعد‮ ‬‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬إرساء‭ ‬المنهجية‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬اعتمادها‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬المشاريع‭ ‬و‭ ‬اختيارها‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديد‭ ‬دقيق‭ ‬للمعايير‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الأكثر‭ ‬حيويةً‭ ‬في‭ ‬إنماء‭ ‬اقتصادات‭ ‬المستقبل‭ .‬
 
ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬،‭ ‬يظهر‭ ‬الترابط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬وقطاع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يجعل‭ ‬تطوير‭ ‬القطاع‭ ‬الأول‭ ‬دافعاً‭ ‬و‭ ‬محفزاً‭ ‬لتفعيل‭ ‬القطاع‭ ‬الثاني‭ ‬،‭ ‬بحيث‭ ‬تسير‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬السكتين‭ ‬معاً‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬ازدهار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وتعميمه‭ ‬ليشمل‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ . ‬وذلك‭ ‬بحكم‭ ‬أن‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أشكال‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬،‭ ‬ويمكن‭ ‬اشتقاقه‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬مثل‭ ‬الماء‭ ‬،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬ويتم‭ ‬إنتاجه‭ ‬باستخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬،‭ ‬ويعتمد‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬الكهربائي‭ ‬للماء‭ .‬
 
ولما‭ ‬كان‭ ‬المغرب‭ ‬قد‭ ‬قطع‭ ‬أشواطاً‭ ‬في‭ ‬الولوج‭ ‬للصناعات‭ ‬الكبرى‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬للهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬إمكانات‭ ‬هائلة‭ ‬،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامه‭ ‬لتشغيل‭ ‬الصناعات‭ ‬الثقيلة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تزويد‭ ‬المركبات‭ ‬الكبيرة‭ ‬بالوقود‭ .‬
 
وبسبب‭ ‬هذا‭ ‬التداخل‭ ‬بين‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬وبين‭ ‬الصناعات‭ ‬الثقيلة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬صناعة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬،‭ ‬يكتسي‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬امتدادات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬الأهمية‭ ‬العظمى‭ ‬،‭ ‬باعتباره‮ ‬‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬الأعمال‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬ذات‭ ‬الشأن‭ ‬العالي‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬،‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬السياسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تنبني‭ ‬على‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تروم‭ ‬صناعة‭ ‬المستقبل‭ ‬المغربي،‭ ‬وبناء‭ ‬النهضة‭ ‬الحضارية‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬أرسخ‭ ‬القواعد‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بأحدث‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ .‬
 
و‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الوعي‭ ‬بهذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬المفاهيمية،‮ ‬‭ ‬قامت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬وتنفيذاً‭ ‬للتعليمات‭ ‬الملكية‭ ‬السديدة‭ ‬والحكيمة،‭ ‬بتحديد‭ ‬عقارات‭ ‬عمومية‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬،‭ ‬لتحفيز‭ ‬حاملي‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‮ ‬‭ ‬و‭ ‬مواكبتهم‭ ‬،‭ ‬تناهز‭ ‬مساحتها‭ ‬مليون‭ ‬هكتار‭ . ‬وهذه‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬حقيقية‭ ‬لعرض‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬،‭ ‬تفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬المستثمرين‭ ‬المغاربة‭ ‬و‭ ‬العالميين‭ ‬،‭ ‬للرفع‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الواسعة‭ ‬ومتعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬،‭ ‬والازدهار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يرسخ‭ ‬ركائز‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يضمن‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬و‭ ‬المواطنات‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأمن‭ ‬و‭ ‬الأمان‮ ‬‭ ‬والسلم‭ ‬الأهلي‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ .‬
 



في نفس الركن