Quantcast
2024 فبراير 8 - تم تعديله في [التاريخ]

من‭ ‬أجل‭ ‬تعليم‭ ‬جيد‭ ‬يضمن‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المعرفة‭ ‬والارتقاء‭ ‬الفردي‭ ‬و‭ ‬الاجتماعي


من‭ ‬أجل‭ ‬تعليم‭ ‬جيد‭ ‬يضمن‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المعرفة‭ ‬والارتقاء‭ ‬الفردي‭ ‬و‭ ‬الاجتماعي
العلم الإلكترونية - الرباط 
 
أعادنا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬و‭ ‬تحديثها‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جلسة‭ ‬الأسئلة‭ ‬الشهرية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسياسة‭ ‬العامة‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ( ‬إن‭ ‬المغاربة‭ ‬اليوم‭ ‬يريدون‭ ‬لأبنائهم‭ ‬تعليماً‭ ‬جيداً‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬و‭ ‬القراءة‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬يضمن‭ ‬لهم‭ ‬الانخراطَ‭ ‬‮ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المعرفة‭ ‬والتواصل‭ ‬و‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬الفردي‭ ‬و‭ ‬الاجتماعي‭ ) . ‬و‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لهذه‭ ‬التوجيهات‭ ‬الحكيمة‭ ‬،‭ ‬حرصت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬التعليم‭ ‬أولويةً‭ ‬وطنيةً‭ ‬وقضيةً‭ ‬محوريةً‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬التعليمية‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الاختيارات‭ ‬الحكومية‭ ‬واضحةً‭ ‬و‭ ‬موضوعيةً‭ ‬لتجاوز‭ ‬تراكمات‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬بحيث‭ ‬وضع‭ ‬البرنامج‭ ‬الحكومي‭ ‬التعليمَ‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬أولوياته‭ ‬باعتباره‭ ‬دافعةً‭ ‬للتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬تنهض‭ ‬بالرأسمال‭ ‬البشري‭ ‬،‭ ‬ورافعةً‭ ‬لترسيخ‭ ‬قواعد‭ ‬‮ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ .‬
 
ولقد‭ ‬كان‭ ‬السيد‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬واضحاً‭ ‬وصريحاً‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬عندما‭ ‬باشرت‭ ‬مهامها‭ ‬‮ ‬،‭ ‬قد‭ ‬وقفت‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬مقلق‭ ‬فرض‭ ‬مباشرةَ‭ ‬إصلاحٍ‭ ‬عميقٍ‭ ‬وشمولي‭ ‬لقطاع‭ ‬التعليم‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬متراكمة‭ ‬طيلة‭ ‬سنوات‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬المزايدات‭ ‬السياسوية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬منطق‭ ‬سليم‭ ‬ورؤية‭ ‬صافية‭ ‬و‭ ‬معرفة‭ ‬بالواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الثقة‭ ‬والجودة‭ ‬والارتقاء‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬اقتضت‭ ‬القيام‭ ‬بإصلاحات‭ ‬شمولية‭ ‬لقطاع‭ ‬التعليم‭ .‬
 
ومن‭ ‬الواجب‭ ‬الذي‭ ‬تحرص‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬به‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬تتحملها‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬المهام‭ ‬المنوطة‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إصلاح‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬والجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬لدى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬،‭ ‬أعز‭ ‬الله‭ ‬أمره‭ ‬،‭ ‬يذكر‭ ‬الفاعلين‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بإصلاحات‭ ‬قطاعية‭ ‬بسيطة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬بمعركة‭ ‬حقيقية‭ ‬ومسار‭ ‬حاسم‭ ‬لرفع‭ ‬التحدي‭ ‬التنموي‭ ‬وفق‭ ‬منظور‭ ‬متكامل‭ ‬يشمل‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي‭ ‬و‭ ‬الابتكار‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تأهيل‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬ذات‭ ‬الكفاءات‭ ‬العالية‭ ‬والخبرات‭ ‬المعتبرة‭ ‬،‭ ‬وخلق‭ ‬فضاءات‭ ‬تعليمية‭ ‬تضمن‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬و‭ ‬المواطنات‭ . ‬و‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬و‭ ‬تحديثها‭ ‬و‭ ‬الارتقاء‭ ‬بها‭ ‬و‭ ‬مواكبتها‭ ‬بالتجديد‭ ‬المطرد‭ ‬و‭ ‬إغنائها‭ ‬بالمزيد‭ ‬‮ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ .‬
 
إن‭ ‬الحكومة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬مخرجات‭ ‬تقرير‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭ ‬،‭ ‬بخصوص‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬معالجة‭ ‬مكامن‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬التعليم‭ ‬،‭ ‬وفقاً‭ ‬لذلك‭ ‬التقرير‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬ثلاثة‭ ‬أبعاد‭ ‬رئيسَة‭ ‬،‭ ‬أولها‭ ‬أزمة‭ ‬جودة‭ ‬التعلمات‭ ‬،‭ ‬وثانيها‭ ‬أزمة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬التربوية‭ ‬و‭ ‬هيئاتها‭ ‬التعليمية‭ ‬،‭ ‬وثالثها‭ ‬أزمة‭ ‬مكانة‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تلعب‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتشجيع‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ . ‬و‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الحكومة‭ ‬قد‭ ‬كشفت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬رئيسها‭ ‬وتحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬مظاهر‭ ‬أزمة‭ ‬التعليم‭ ‬المتراكمة‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬،‭ ‬فهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬التصميم‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬مصادر‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬و‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬اقتلاع‭ ‬جذورها‭ ‬،‭ ‬تأكيداً‭ ‬لإرادة‭ ‬‮ ‬التغيير‭ ‬البناء‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬و‭ ‬التجديد‭ ‬و‭ ‬التقويم‭ ‬و‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الهيكلية‭ ‬والشمولية‭ . ‬وهو‭ ‬النهج‭ ‬القويم‭ ‬الذي‭ ‬تعتمده‭ ‬الحكومة‭ ‬وتسير‭ ‬عليه‭ .‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬السوي‭ ‬‮ ‬تتواصل‭ ‬المجهودات‭ ‬الهادفة‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬بمناسبة‭ ‬افتتاح‭ ‬البرلمان‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المغاربة‭ ‬اليوم‭ ‬يريدون‭ ‬لأبنائهم‭ ‬تعليماً‭ ‬جيداً‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬والقراءة‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬يضمن‭ ‬لهم‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المعرفة‭ ‬والتواصل‭ ‬و‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ . ‬و‭ ‬الحق‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬الراقي‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬قاطرة‭ ‬التقدم‭ ‬وجسر‭ ‬الازدهار‭ ‬والقاعدة‭ ‬الراسخة‭ ‬لبناء‭ ‬مغرب‭ ‬المستقبل‭ ‬،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬‮ ‬خصوصياته‭ ‬الحضارية‭ ‬و‭ ‬خصائصه‭ ‬الثقافية‭ ‬و‭ ‬ثوابته‭ ‬الوطنية‭ ‬و‭ ‬قيمه‭ ‬المثلى‭ ‬و‭ ‬مقدساته‭ ‬السامية‭ . ‬فمغرب‭ ‬المستقبل‭ ‬يبنى‭ ‬بالتعليم‭ ‬الجيد‭ ‬الذي‭ ‬جعلت‭ ‬الحكومة‭ ‬منه‭ ‬أولويةً‭ ‬وطنيةً‭ ‬و‭ ‬قضيةً‭ ‬محوريةً‭ ‬و‭ ‬شغلها‭ ‬الشاغل‭ ‬الذي‭ ‬توليه‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬يستحقه‭ .‬
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار