2023 ماي 3 - تم تعديله في [التاريخ]

منظمات نسائية وحقوقية: تشغيل النساء المغربيات في فاتح ماي «استعباد جديد»

وفاة عاملة مغربية في إسبانيا يوم عيد العمال فضيحة دولية تفرض فتح تحقيق


العلم الإلكترونية - سعيد الوزان

خلف مصرع عاملة مغربية بالديار الإسبانية عديد الأسئلة حول وضعية النساء المغربيات اللائي يعملن في حقول «الفراولة»، معيدا للواجهة مختلف التقارير الإعلامية المغربية والإسبانية التي حذرت من الاستغلال الذي يتعرضن له والذي يبلغ في بعض الأحيان درجة تعرضهن للتعنيف أو التحرش أو السب والشتم والإهانة، ناهيك عن سلوكيات أخرى لا تفصح عنها العاملات خشية طردهن أو عدم عودتهن للعمل مرة أخرى في هذه الحقول.

وكان الحادث الذي تعرضت له العاملات الزراعيات المغربيات على إثر انقلاب حافلة كانت تقلهن ببلدية «ألمونتي» الإسبانية وخلف مصرع عاملة موسمية مغربية تبلغ من العمر أربعة عقود، فيما أصيبت 24 عاملة أخرى بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهن سبع حالات خطيرة قد خلف موجة غضب عارمة، مفجرا كثيرا من الأسئلة حول الظروف التي تشتغل فيها العاملات الموسميات في الديار الإسبانية واللائي سيبلغ عددهن مع متم الشهر الجاري 15 ألف عاملة حسب الاتفاقيات المبرمة بين المغرب وإسبانيا.

وفي رد سريع منها غداة وقوع الحادث، بادرت وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات إلى إحداث خلية تتبع بتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، وذلك بهدف الوقوف على ملابسات الحادث، والتواصل مع أسر الضحايا وتتبع إنفاذ القانون في بلد الاستقبال، وفقا للاتفاقات الجاري بها العمل بين المملكتين المغربية والاسبانية.

وأكدت الوزارة في بلاغ لها أنه تم نقل جميع المصابات إلى مستشفيات «ويلبا» و»إشبيلية»، كاشفة أن القنصلية العامة للمغرب بإشبيلية قد تعبأت إلى جانب السلطات الإسبانية فور وقوع الحادث، من خلال التواجد الميداني وإحداث خلية تتبع على مستوى القنصلية العامة.

خديجة الزومي، رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية اعتبرت الحادث خرقا سافرا لحقوق العاملات، خصوصا أن الحادث المروري الذي خلف وفاة العاملة المغربية تم يوم فاتح ماي، اليوم الذي يحيي فيه العالم العيد الأممي للطبقة الشغيلة.

وقالت الزومي، إن هذا الحادث يكشف زيف الادعاء بأن خرق الحقوق ظاهرة عالم ثالثية بامتياز، ويعيد للواجهة مناقشة الظروف التي يتم بموجبها تسفير آلاف النساء المغربيات للقيام بأعمال موسمية في حقول «الفراولة» وملابساتها، خصوصا من حيث مدى استفادتهن من حقهن في التغطية الصحية والاجتماعية وفي التأمين ضد المخاطر.

ودعت رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية إلى فتح بحث دقيق حول وضعيات العاملات المغربيات في الديار الإسبانية، مع مراجعة الاتفاقات المبرمة في هذا الاتجاه، خصوصا أن تشغيلهن في يوم عيدهن العالمي (فاتح ماي) يكشف مدى استهتار مشغليهن بالنظم والقوانين في انعدام تام لأدنى شروط الكرامة الإنسانية، بل إنه يصل إلى اعتباره نوعا من «الاستعباد الجديد».

كما طالبت فيدرالية رابطة حقوق النساء بفتح تحقيق لكشف أسباب الحادث مع ضرورة اطلاع الرأي العام على نتائجه، داعية في بيان لها إلى الاستمرار في تجويد شروط عمل ونقل العاملات الفلاحيات الموسميات بالمغرب وإسبانيا، وضمان كرامتهن وإدماجهن الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.

وتساءلت الفيدرالية عن سبب اشتغال عاملات «الفراولة» يوم فاتح ماي، داعية في هذا السياق إلى ضمان حقهن في التنظيم النقابي للعاملات الموسميات أسوة بباقي العمال والعاملات.

من جانبه، اعتبر عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية لحقوق الإنسان، أن تشغيل العاملات خلال فاتح ماي، الذي يصادف الاحتفالات الأممية بعيد الشغل يعد «احتقارا» للعاملات وللمرأة المغربية بشكل عام، ويكشف التعامل المهين الذي تتعامل به «الباطرونا» في الجارة الإيبيرية مع العاملات الموسميات المغربيات.

وقال تشيكيطو، إن الحادث المأساوي الذي وقع يوم الإثنين يعيد إلى الأذهان كل الأسئلة المتعلقة بالضمانات الحقوقية والقانونية التي يجب أن تستفيد منها هذه الفئة، مذكرا في هذا الصدد بأن الصحة والسلامة المهنية تعدان مبدأ أساسيا من مبادئ منظمة العمل الدولية، ولا يصح بأي حال من الأحوال أن يتم خرقها.

ولم يفت رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان أن يدعو إلى ضرورة حماية العاملات المغربيات من مختلف المخاطر المرتبطة بالعمل في حقول «الفراولة» وتحري الظروف التي يشتغلن فيها، ناهيك عن توفير الشروط الدنيا لضمان إقامتهن بشكل يحفظ كرامتهن.



في نفس الركن