2024 نونبر 7 - تم تعديله في [التاريخ]

منصف الطوب: هذا ما تحتاجه السياحة لتواصل صورتها اللامعة


تعزيز وجهة تطوان في المسارات السياحية ودعم النقل السياحي وتوفير التكوينات وإنقاذ الحرف التقليدية المهددة على رأس المطالب


*العلم الإلكترونية: سمير زرادي*

ناقش النائب البرلماني منصف الطوب من موقعه كفاعل في المجال السياحي يومه الثلاثاء 05 نونبر، الميزانية الفرعية لقطاع السياحة والصناعة والتقليدية، حيث اعتبر أن المكانة التي يعشها القطاع السياحي حاليا تستحق كل التنويه بفضل إنجازات مشهودة ساهمت في تحسين كل المؤشرات وعلى رأس ذلك عدد السياح والمداخيل من العملة الصعبة، من خلال خارطة طريق ناجحة بكل مقاييس.


 وقال بحضور السيدة "فاطمة الزهراء عمور" وزيرة السياحة والسيد "لحسن السعدي" كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية "الأجدر أن نضع في الميزان الإقلاع الذي حققته وزارة السياحة بعد كوفيد، وقد كنت شخصيا من المشككين في أنه بمقدور الوزارة أن تضع القطاع على سكة المنجزات، وأنا أعترف بأن ما بذلته من جهود فاجأنا صراحة من حيث تدبير الازمات". 


وتابع على سبيل المثال بأنه عند حدوث زلزال الحوز كان يبدو طبيعيا للفاعلين تراجع أعداد السياح، ولكن في العمق كان عمل كبير وتخطيط محكم ومجاهدة لإقناع السائح الأجنبي بزيارة المغرب، معتبرا أن العملية صعبة لأن السياح ومعهم المنعشون العقاريون لهم عقلية أخرى وتخوفات سريعة وتردد حيال بعض الأحداث.


الإنجازات تتراكم ومعها تكبر الطموحات 


وسجل في ضوء المكاسب المحققة في الفترة الأخيرة بأن التدبير كان هائلا من طرف المكتب المغربي للسياحة وشركة التنمية السياحية، ولكن من الطبيعي أن تكبر الانتظارات وتزداد المطالب رغم النجاحات التي لم تقتصر في رأيه على جهود الأطر والفاعلين فقط، بل هناك سياقات أخرى لعبت دورها في إشعاع الوجهة المغربية كمونديال قطر 2022 والإنجاز المميز للمنتخب الوطني، ولذا يقول النائب البرلماني منصف الطوب "لا مجال للإفراط في الثقة، ومن الضروري مضاعفة وتيرة العمل، وخاصة توفير تكوينات لأن وزارة السياحة رفعت يدها عن هذا الجانب ولم يعد تحت وصايتها سوى معهدان أو ثلاثة، ومادات بلادنا تستشرف رهانات سياحية طموحة، من الضروري أن تواكب الوزارة هذه الرؤية على مستوى التكوينات وتأهيل العنصر البشري من خلال ميزانية مخصصة لهذا المجال، سيما وأن بعض الوظائف لا يجد الفاعلون السياحيون من سيشغلها، علما أن السائح حين يحل ببلد معين فهو يقيس 42 مهنة، بمعنى أن 42 مجالا مباشر وغير مباشر يستفيد من زيارات السياح، ولهذا وفي ظل مؤشر البطالة المرتفع، ينبغي أن تهتم الوزارة الوصية بتكوين الشباب والاستجابة لطلبات سوق الشغل السياحي".


النقل السياحي وموقعه ضمن المحطات الرياضية المقبلة

إلى ذلك تناول المتحدث ملف النقل السياحي الذي تتدخل فيه كل من  وزارة السياحة ووزارة النقل، معتبرا أن المغرب مقبل على استحقاقات كبيرة ينبغي الاستعداد لها على كل الواجهات بما في ذلك تقوية مكانة النقل السياحي، وهو ما يتطلب توفير بيئة عمل  مناسبة للناقلين السياحيين من خلال ميزانية خاصة وتحفيزات تهم أسطول النقل السياحي، لتغطية مختلف الأنشطة والتظاهرات عوض الاستعانة بشركات من الخارج لتوفير الحافلات.


كما دعا إلى الاشتغال على مسارات سياحية جديدة وعدم الاكتفاء بالتقليدية أو الروتينية التي قد تخلف مللا لدى السياح على غرار ما حدث في تركيا.


تعزيز الخطوط الداخلية دعامة للحركية السياحية

وقال بخصوص النقل الجوي إن الرحلات الأجنبية تأخذ طريقها الصحيح، ولكن الربط بين المدن المغربية والرفع من عدد الخطوط الداخلية مهم جدا كذلك، وذلك من أجل الدفع بالحركية السياحية في بعض الأقاليم على غرار تطوان وخنيفرة وبني ملال، وإدراجها في المسارات السياحية الناشئة معتبرا أن مثل هذه الأقاليم منسية ولها تقاليد ومؤهلات وموروث ثقافي وتاريخي مهم.

 
وزاد بأن تطوان لا تدخل في مدارات المدن التاريخية، ولهذا لا بد من تغيير النظرة للمعايير المعتمدة، حيث كانت تتوفر على رحلة واحدة، وأصبحت لها 34 رحلة في الأسبوع، مما ساهم في التغلب على الطابع السياحي الموسمي والوصول اليوم إلى 70 بالمائة من الإيواء طول السنة نتيجة حركية المطار.


السياحة القروية واستثمار سحر المواقع الطبيعية

الفرصة كانت سانحة لكي يترافع عن السياحة في العالم القروي مذكرا في هذا الإطار "نريد أن تبقى الساكنة في هذا الوسط، ولكننا لم نهيء لها الظروف من ماء وكهرباء ووسائل تضمن لها الدخل والاستقرار. وبما أن بلادنا نجحت في السياحة فعلينا استثمار الرصيد الخلاب والساحر من المواقع الطبيعية واعتماد مخططات خاصة بالعالم القروي  والجبلي ودعم المآوى السياحية، حتى تخرج من المجال العشوائي أو غير المهيكل.


فبعض البلدان تتوفر على قرى سياحية مذهلة، ونريد السيدة الوزيرة أن نرى بصمتك لإخراج قرية سياحية نموذجية للوجود، تكون قاطرة ومثالا لمشاريع أخرى سيما في ظل الجفاف".


الصناعة التقليدية جزء من الهوية المغربية

وبالنسبة لقطاع الصناعة التقليدية فقد أفاد النائب البرلماني منصف الطوب بأنها لم تأخذ حقها من الاهتمام، وفي ظل تخصيص كتابة دولة للمجال في الهندسة الحكومية الجديدة فالأمل يحذو الفاعلين في أن تحقق الإقلاع المنشود، مؤكدا أنها على غرار الصحراء المغربية تمثل هوية المغرب ولا بد من الحفاظ عليها وتسويقها، وحماية عدد من الحرف المعرضة للاندثار على غرار البلغة التطوانية التي يصنعها شخص واحد فقط في تطوان، وتوفير التكوينات المطلوبة لأن "الصنعة" كما جاء على لسانه يتعلمها المهتمون في الأحياء القديمة بالمدن العتيقة والوسط القروي والفئة البسيطة، ولذلك لا بد من آلية لضمان تشجيع مادي ورصد جوائز تحفيزية، على ألا تقتصر الجوائز على أعلى مستوى، بل جعلهها جوائز بسيطة تقيس الحرفيين البسطاء تُوزع على المستوى المحلي والجهوي، داعيا في الأخير إلى الاهتمام بالمنتجات المجالية للتعاونيات، والارتقاء بثقافة التلفيف وتسويق المنتوج.




في نفس الركن