العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي/تونس
مباشرةً عقِبَ افتتاح أشغال المنتدى الدولي الثاني للصحافة في تونس بمشاركة حوالي 700 صحافية وصحافي من 30 دولة من مختلف بقاع المعمور، بدأت أولى جلسات النقاش المبرمجة ضمن 150 نشاطا، وكانت حول موضوع: "الصحافة في مواجهة الطوارئ الصحية؛ أي حوار بين الصحافيين والباحثين؟".
مباشرةً عقِبَ افتتاح أشغال المنتدى الدولي الثاني للصحافة في تونس بمشاركة حوالي 700 صحافية وصحافي من 30 دولة من مختلف بقاع المعمور، بدأت أولى جلسات النقاش المبرمجة ضمن 150 نشاطا، وكانت حول موضوع: "الصحافة في مواجهة الطوارئ الصحية؛ أي حوار بين الصحافيين والباحثين؟".
الجلسة المنظمة صباح الخميس 17 مارس 2022 بمدينة الثقافة في العاصمة التونسية، شارك فيها ضيفان هما ربى عنباوي، صحافية استقلالية بمجلة آفاق البيئية من فلسطين، والهاشمي الوزير، المدير العام لمعهد باستوري في تونس، بينما عادت مهمة التسيير لنهى بلعيد، عن الرابطة العربية للصحافة العلمية بتونس.
في هذا السياق، قالت الصحافية الفلسطينية، إن الاهتمام بالصحافة البيئية والعلمية عموما في بلادها كان ضعيفا مقارنة بنظيرتها السياسية أو الرياضية، علما أنه لا يمكن بحسبها الفصل بين العمل البيئي والسياسي في الإعلام لاسيما في الحالة الفلسطينية الموسومة باستمرار الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود.
وقالت عنباوي، إنه على الرغم من محدودية جمهور الصحافة البيئية بالنظر لكونه جمهورا متخصصا بالأساس، فإن أزمة كورونا أبرزت الصحافة العلمية والدور المهم الذي تلعبه، معتبرة أن "محنة كوفيد-19 استبطنت منحة هي سطوع نجم الصحافة العلمية".
وذكّرت المتحدثة، باشتغالها على عدة تحقيقات استقلالية في مجال الصحافة البيئية، والعراقيل التي تعترض هذا العمل ومنها صعوبات الترجمة من اللغات الأجنبية وعلى رأسها الإنجليزية، وطبيعة المصطلحات العلمية التي تتطلب التبسيط، إلى جانب البيروقراطية الحكومية التي منعتها من مصادر المعلومة في فلسطين.
وفي جوابها عن سؤال: ما المطلوب ليكون الصحافي مبدعا في مجال الصحافة العلمية؟ تطرقت الصحافية الاستقصائية ذاتها، لنقطتين أساسيتين هما: أولاً؛ ما سمته الشغف والرغبة والإيمان بدور هذه الصحافة في تغيير الواقع نحو الأفضل، ثانياً؛ ملامسة اهتمامات الناس، وذلك بربط قضايا الصحافة العلمية ومنها المناخ بالواقع المعيش، منتقدةً تبني بعض الصحافيين ل"نظرية المؤامرة".
من جهته، شدّد الوزير، على أن العالم كان مضطرا لانتظار جائحة كورونا من أجل بروز صحافة علمية متخصصة. وتوقع أن تستمر هذه الصحافة، لأن البشرية في حاجة ماسة للاستعداد لما هو آت من مفاجئات بتكاوين مستمرة للصحافيين في عدد من المجالات العلمية، حتى يكونوا على دراية بها مما يساعد في عملية التواصل والشرح والتفسير خلال نقل المعلومات العلمية.
وطالب الخبير نفسُه، بضرورة أن تصبح الصحافة العلمية مثل نظيرتها السياسية أو الرياضية في ما يتعلق بالتحليلات والتناول الإعلامي. واعتبر أن اللغة الإنجليزية مفصلية اليوم في مجال العلوم والصحافة العلمية من أجل الترجمة.
ودعا المصدر عينُه، بعض الباحثين إلى عدم التهرب من الإعلام، والإقبال على القيام بمسؤولياتهم في التواصل مع الرأي العام خدمةً للمجتمع الذي يعيشون فيه بتمرير المعلومة العلمية الموثوقة، لا سيما في ظل إشكالية الوصول إلى المعلومة في بلداننا.
وضم برنامج المنتدى في الإطار نفسِه، جلسةً حوارية أخرى مماثلة حول الصحافة في مواجهة الطوارئ الصحية؛ أي لقاح ضد الأخبار الكاذبة؟ وكوكب الأرض في خطر، ماهي مسؤولية الصحافيين؟ مع ورشة عن كثب حول الحالة اللبنانية.