2024 يونيو/جوان 24 - تم تعديله في [التاريخ]

مكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬انطلقت‭ ‬شرارتها‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭


الافـتتاحية‭


احتفل‭ ‬العالم‭ ‬يوم‮ ‬‭‬18‭ ‬يونيو‭ ‬الجاري، ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬الذي‭ ‬أقرته‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬اعتمدته‭ ‬بشأن‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬والتسامح،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الانتشار‭ ‬المتسارع‭ ‬لخطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬و‭‬أعلن‭ ‬القرار‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬يونيو‭ ‬يوماً‭ ‬دولياً‭ ‬لمكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ .‬واحتفل‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬سنة 2022.

‮ ‬وتستند‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الأممية‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجية‭ ‬و‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬مكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يونيو‭ ‬سنة‭ ‬،2019‭ ‬كما‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ( ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬الرباط‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الكراهية‭ ‬القومية‭ ‬أو‭ ‬العنصرية‭ ‬أوالدينية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تحريضاً‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬أوالعداء‭ ‬أو‭ ‬العنف‭) .‬واعتمدت‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬اجتماعات‭ ‬الخبراء‭ ‬التي‭ ‬عقدتها‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭‬، ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جنيف‭ ‬وفيينا‭ ‬ونيروبي‭ ‬وبانكوك‭ ‬وسانتياغو‭ ‬دي‭ ‬شيلي،‭ ‬واعتمدت‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬يومي4‭ ‬و5‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬2012‭ .‬

وتقترح‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬الرباط‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬القاعدة‭ ‬القانونية‭ ‬الأساس‭ ‬لليوم‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬معايير‭ ‬صارمة‭ ‬لتحديد‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬الكراهية،‭ ‬وتطبيق‭ ‬المادة‭ ‬20‭ ‬من‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭.‬

‬واحتفالاً‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬نظمت‭ ‬البعثة‭ ‬الدائمة‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمكتب‭ ‬الأممي‭ ‬لمنع‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬حدثاً‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى،‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي،‭ ‬بمقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ (‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬ومكافحته‭) ‬،‭ ‬وأبرز‭ ‬عمر‭ ‬هلال‭ ‬السفير‭ ‬المندوب‭ ‬الدائم‭ ‬المغربي‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬له‭ ‬بالمناسبة،‭ ‬العناية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يوليها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس، ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬للشباب‮ ‬‭ ‬المغاربة‭ ‬،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬الكريم،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬أعطى‭ ‬تعليماته‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬أي‭ ‬استراتيجية‭ ‬تنموية‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬مبادئ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والتعليم‭ ‬ذي‭ ‬الجودة‭ ‬والتربية‭ ‬على‭ ‬المواطنة‭ ‬والتمكين‭ ‬الثقافي‭ ‬والمهني،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬جمعية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تشمل‭ ‬التعليم‭ ‬والإدماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والصحة‭ ‬والرياضة‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتنمية‭ ‬الشباب،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحصين‭ ‬الشباب‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬آفة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬وتعزيز‭ ‬دورهم‭ ‬باعتبارهم‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬التغيير‭.‬

‭‬وتأكيداً‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى،‭ ‬الذي‭ ‬نظم‭ ‬تحت‭ ‬الرئاسة‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬باعتبار‭ ‬جلالته‭ ‬رائداً‭ ‬إقليمياً‭ ‬و‭ ‬دولياً‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬قدم‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬رسالة‭ ‬صوتية‮ ‬‭ ‬بالمناسبة،‭ ‬أبرز‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يكونون‭ ‬الفئة‭ ‬الأكثر‭ ‬تضرراً‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الحل‭. ‬بينما‭ ‬شدد‭ ‬دينيس‭ ‬فرانسيس‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تجسيد‭ ‬قيم‭ ‬الوئام‭ ‬والتسامح‭ ‬والتفاهم‭ ‬والاحترام،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أساساً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مجتمعات‭ ‬سليمة‭.‬

‮ ‬إن‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬خطر‭ ‬محدق‭ ‬بالجميع،‭ ‬ولذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مكافحته‭ ‬فرضاً‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭. ‬ وإن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬انطلقت‭ ‬الشرارة‭ ‬الأولى‭ ‬لمكافحة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‮‬‭ ‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬تؤكد،‭ ‬وفي‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬مناسبة،‭ ‬أن‮ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬السامية،‭ ‬وتجاوز‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وخرق‭ ‬مقاصد‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬الدواعي‭ ‬لانتشار‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‮ ‬‭ ‬وتفشيه‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المعاصرة‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬و‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‮ ‬‭ ‬،‭ ‬ويهدد‭ ‬السلام‭ ‬الإنساني‭.‬

*العلم*



في نفس الركن