2023 مارس 3 - تم تعديله في [التاريخ]

مقام عبد الله بن ياسين من ضريح إلى إسطبل

من مكان تاريخي ومقدس إلى حظيرة للبهائم والمواشي يتحول مرقد أول مؤسس للدولة المرابطية وبنسعيد والتوفيق أولا المسؤولين


العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي 

قلائل هم من سيستشفون قوة وقيمة اسم "عبد الله بن ياسين" إن ذكر أمامهم، وكثير هم من سيجهلونه، حتى إذا ما شرحت وفصلت في شخصه وربطت شخصيته ودورها في نشأة دولة المرابطين، فآنئذ يمكن للغمام أن ينجلي من أمام أعينهم، ويفهمون أنهم أمام قامة وعلامة وإمام، وتقي ورع، وقائد روحي وسياسي مغربي محنك، صنع من أرض المغرب التي تناحرتها الإمارات المتفرقة، وسطى عليها نفوذ المشارقة، إمبراطورية أركعت العوالم في العصر الوسيط، وقبضت براحتيها على العدوتين، ووحدتهما تحت ظل دولة واحدة، تجري الخيول والجمال فيها من وادي السنغال جنوبا بإفريقيا إلى جبال بيرينيس في شمال أوروبا كسيل نهر لا ينضب. 

وما نشهده اليوم من تبدل الأحوال وتشوه المعالم، راجع لجهل أهل المنطقة بتاريخ من يرقد بذاك الضريح، بل وجهلهم حتى بقيمة ما مكن به المغاربة، أمازيغ وعربانا، كأول واضع للبنة الأساس لدولة أمازيغية مركزية وحدت المغرب الأقصى من شماله إلى جنوبه، وذادت عن حياض الوطن وحوزة الإسلام في الغرب الإسلامي والأندلس، فحولوا مرقده إلى حظيرة، ربما لأنهم يعرفونه بضريح ولي اعتادوا على سماع تعدد أسمائهم لكثرتهم، لكن الوزر على من لم يُعرّف بقيمته التاريخية، ودوره الوطني الكبير، الذي كلما تحدثنا بالمغرب في المحافل الدولية والمنابر الإعلامية نستحضره دون أن نشير إلى شخصه، ونقول ".. إن للمغرب جذور ضاربة في عمق التاريخ لأزيد من 12 قرنا، وهو دولة كبيرة وقوية..." ، إثنا عشر قرنا إذا... عبد الله بن ياسين هو واضع حجر الأساس لهذه الدولة منذ 12 قرنا، وهو ملهم المرابطين، بحفنة من رجال رابطوا معه في وادي السنغال، وانتقلوا بعدها للدعوة إلى الجهاد والتوحيد وجمع كلمة الإسلام، وتحت راية أول دولة يعرفها المغرب.

إن سقط الوزر عن من يجهلون أمره وقيمته، فهل يسقط عن القائمين عن الشأن الديني بالمنطقة وعن المسؤولين عن القطاع الثقافي والتراثي حتى يتحول ضريح أقوى شخصية أركع فكرها السياسي والديني أوروبا، إلى حظيرة وملجأ لمواشي وبهائم أبناء المنطقة؟




في نفس الركن