العلم الإلكترونية - سعيد جلدي
في مشهد أعاد للجامعة المغربية زخمها التاريخي في الانخراط بقضايا الأمة، تحولت ساحة الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، يوم أمس، إلى منبر حي لنصرة القضية الفلسطينية، حيث نظم طلبة من مختلف مناطق الإقليم—القصر الكبير، العرائش والعوامرة—فعالية تضامنية ضمن إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (UNEM).
الفعالية التي بدأت بوقفة رمزية، حملت في تفاصيلها ما هو أعمق من الشعارات، إذ لم تلبث أن تحولت إلى مسيرة حاشدة، رسمت لوحة التقاء بين قناعة الجيل الشاب وعدالة القضية. عشرات الطلبة، من مختلف التخصصات، لبوا نداء الضمير، رافعين الأعلام الفلسطينية ومنشدين شعارات تحيي المقاومة وتدين أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
غير أن ما ميز الحدث، لم يكن فقط حجمه أو صوته، بل روحه. فقد عبر المشاركون عن مواقف تتجاوز البعد السياسي، مؤكدين أن القضية الفلسطينية بالنسبة لهم ليست مجرد ملف إقليمي، بل التزام أخلاقي يتقاطع مع الوجدان الديني والإنساني. "أن تكون مع فلسطين، هو أن تكون مع الحق حيثما كان"، بهذه العبارة لخص أحد الطلبة الموقف الجامعي العام.
الرسالة كانت واضحة: من العرائش، صدح صوت طلابي مغربي يقول إن فلسطين ليست ذكرى، بل نبض حي لا يموت، وإن الجامعة، رغم ما تعانيه من ضغوط وإكراهات، ما زالت تملك القدرة على أن تكون جبهة فكرية في وجه الظلم والنسيان.