العلم الإلكترونية - صلاح الدين الدمناتي
دعا رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، مسعود بوحسين، في إطار الدرس الافتتاحي الذي احتضنه مدرج الندوات يوم أمس السبت بكلية اللغات والآداب والفنون بالقنيطرة، إلى ضرورة الكف عن ترويج خطاب لا إنتاجية الثقافة قائلا: "الثقافة كلها أموال، فلتنسوا أمر من يقول إن ليس هناك أموال في الثقافة".
وحذَّرَ المتحدث في الوقت نفسه من خطورة أن يتبنى السياسي مثل هذه الرؤيا؛ لأنه إذا حدث، فإن "السياسي ينحى إلى تهميش الثقافة، أو الالتقاء في دائرة الانتهازية مع جماعة الفنانين والمثقفين الانتهازيين". كما أشار إلى أن الفن والثقافة في المغرب لم يسبق أن كانا موضوعا هيكليا، نظرا لغياب الاهتمام بالثقافة من منطق السياسات العمومية.
وفي باب الحديث عن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ميَّز "بوحسين" بين القانون، والواقع والممارسة، مُعتبرا أن أكبر مشكل يُواجهه القطاع الثقافي والفني بالمغرب يتجلى في غياب الهيكلة.
وفي معرض حديثه بين جنبات قاعة متوسطة الحجم، وبحضور ضمَّ إلى جانب طلبة الإجازة بعض الضيوف المشتغلين والباحثين في المجال الفني، تطرق أستاذ الفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لطبيعة ومميزات العمل الفني والثقافي؛ مبرزا أن جوهر الاختلاف بين الآثار الفنية وغيرها من الأعمال الأخرى، هو كون العمل الفني عمل إزدواجي القيمة؛ مادي ومعنوي.
وأضاف، أنه على نقيض الإنتاجات المادية مثل المواد والسلع، يتميز المنتج الفني من الناحية الاقتصادية، بالخطورة؛ لأنه منتج نسبي لا تتساوى قيمته لدى جميع الأشخاص، يخضع نجاحه للأذواق، وبناء عليه فإن مردوده الاقتصادي غير متوقع، ومُعرَّض لتهديد أكبر لأنه يرتبط بالذائقة الفنية للمتلقي، وقد يصيبُ مرة ويخيبُ مرات.
وارتباطا بمسألة القيمة والذوق، عرف المتحدث مفهوم القيمة في جواب على سؤال لأحد الحضور، بأنها هي «كل ما يستجيبُ لحاجة البشرية»، مبرزا أن عناصر القيمة أربعة، وهي: أولا حكم الذوق، وهو حكم توافقي اجتماعي تؤثر فيه الأيديولوجيات السائدة التي تصبغ القيمة على أشكال فنية دون أخرى. ثانيا حكم القيمة: وعلى خلاف حكم الذوق، يعد حكم القيمة حكما عقليا يعتمدُ المنطق في تقييم الإنتاجات الفنية والثقافية. ثالثا حكم الزمن: وهو عندما تكتسبُ الأعمال العادية قيمة بفعل الأقدمية، وهي الحالة التي نجدها مع الآثار التاريخية كمثال. رابعا: حكم الجغرافيا أو المكان: وهي مجموع الأعمال والأفعال التي تنتفي قيمتها عندما تغادر محيطها، أو العكس؛ أعمالٌ لا قيمة لها تكتسبُ قيمةً بتغيير الجغرافية، وهي في هذه الحالة تشبه المثال القائل: "ساكن الحي لا يُطرِب".
وختم "مسعود بوحسين" المحاضرة التي جاءت تحت عنوان "مهن الثقافة والفنون في المغرب: القانون، الواقع والرهانات"، مُنبها إلى ضرورة عدم أخذ ما يحدُث في الواقع الثقافي اليوم بنظرة تشاؤمية، مشيرا إلى أن قانون الفنان المغربي يُعَدُّ من أحسن القوانين على المستوى الدولي، ما حذا بدول مثل تونس والجزائر إلى الاقتباس منه.
دعا رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، مسعود بوحسين، في إطار الدرس الافتتاحي الذي احتضنه مدرج الندوات يوم أمس السبت بكلية اللغات والآداب والفنون بالقنيطرة، إلى ضرورة الكف عن ترويج خطاب لا إنتاجية الثقافة قائلا: "الثقافة كلها أموال، فلتنسوا أمر من يقول إن ليس هناك أموال في الثقافة".
وحذَّرَ المتحدث في الوقت نفسه من خطورة أن يتبنى السياسي مثل هذه الرؤيا؛ لأنه إذا حدث، فإن "السياسي ينحى إلى تهميش الثقافة، أو الالتقاء في دائرة الانتهازية مع جماعة الفنانين والمثقفين الانتهازيين". كما أشار إلى أن الفن والثقافة في المغرب لم يسبق أن كانا موضوعا هيكليا، نظرا لغياب الاهتمام بالثقافة من منطق السياسات العمومية.
وفي باب الحديث عن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ميَّز "بوحسين" بين القانون، والواقع والممارسة، مُعتبرا أن أكبر مشكل يُواجهه القطاع الثقافي والفني بالمغرب يتجلى في غياب الهيكلة.
وفي معرض حديثه بين جنبات قاعة متوسطة الحجم، وبحضور ضمَّ إلى جانب طلبة الإجازة بعض الضيوف المشتغلين والباحثين في المجال الفني، تطرق أستاذ الفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لطبيعة ومميزات العمل الفني والثقافي؛ مبرزا أن جوهر الاختلاف بين الآثار الفنية وغيرها من الأعمال الأخرى، هو كون العمل الفني عمل إزدواجي القيمة؛ مادي ومعنوي.
وأضاف، أنه على نقيض الإنتاجات المادية مثل المواد والسلع، يتميز المنتج الفني من الناحية الاقتصادية، بالخطورة؛ لأنه منتج نسبي لا تتساوى قيمته لدى جميع الأشخاص، يخضع نجاحه للأذواق، وبناء عليه فإن مردوده الاقتصادي غير متوقع، ومُعرَّض لتهديد أكبر لأنه يرتبط بالذائقة الفنية للمتلقي، وقد يصيبُ مرة ويخيبُ مرات.
وارتباطا بمسألة القيمة والذوق، عرف المتحدث مفهوم القيمة في جواب على سؤال لأحد الحضور، بأنها هي «كل ما يستجيبُ لحاجة البشرية»، مبرزا أن عناصر القيمة أربعة، وهي: أولا حكم الذوق، وهو حكم توافقي اجتماعي تؤثر فيه الأيديولوجيات السائدة التي تصبغ القيمة على أشكال فنية دون أخرى. ثانيا حكم القيمة: وعلى خلاف حكم الذوق، يعد حكم القيمة حكما عقليا يعتمدُ المنطق في تقييم الإنتاجات الفنية والثقافية. ثالثا حكم الزمن: وهو عندما تكتسبُ الأعمال العادية قيمة بفعل الأقدمية، وهي الحالة التي نجدها مع الآثار التاريخية كمثال. رابعا: حكم الجغرافيا أو المكان: وهي مجموع الأعمال والأفعال التي تنتفي قيمتها عندما تغادر محيطها، أو العكس؛ أعمالٌ لا قيمة لها تكتسبُ قيمةً بتغيير الجغرافية، وهي في هذه الحالة تشبه المثال القائل: "ساكن الحي لا يُطرِب".
وختم "مسعود بوحسين" المحاضرة التي جاءت تحت عنوان "مهن الثقافة والفنون في المغرب: القانون، الواقع والرهانات"، مُنبها إلى ضرورة عدم أخذ ما يحدُث في الواقع الثقافي اليوم بنظرة تشاؤمية، مشيرا إلى أن قانون الفنان المغربي يُعَدُّ من أحسن القوانين على المستوى الدولي، ما حذا بدول مثل تونس والجزائر إلى الاقتباس منه.