2023 يناير 24 - تم تعديله في [التاريخ]

مسؤولة‭ ‬بالخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تزور‭ ‬الرباط‭ ‬بعد‭ ‬الجزائر‭

واشنطن‭ ‬تدرك‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬الجيوستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تدفعها‭ ‬للثقة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬حليفها‭ ‬و‭ ‬شريكها‭ ‬التاريخي


العلم الإلكترونية - الرباط 

حلت‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بالجزائر‭ ‬مساعدة‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬لشؤون‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬السفيرة‭ ‬"ميشيل‭ ‬سيسون"‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جولة‭ ‬عمل‭ ‬ستقودها‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬الى‭ ‬المغرب‭ .‬
 
وكان‭ ‬بيان‭ ‬صحفي‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬قد‭ ‬أفاد‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬المسؤولة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ستناقش‭ ‬الأولويات‭ ‬المشتركة‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬عبر‭ ‬منظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وخاصّة‭ ‬مع‭ ‬انضمام‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وستلتقي‭ ‬مساعدة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬سيسون،‭ ‬خلال‭ ‬زيارتها‭ ‬للجزائر‭ ‬والمغرب،‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحكوميين‭ ‬وممثلي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وقادة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬
 
الخارجية‭ ‬الجزائرية‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬محادثات‭ ‬لعمامرة‭ ‬مع‭ ‬المسؤولة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تركزت‭ ‬حول‭ ‬“العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬وآفاق‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمستجدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الجوانب‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالدبلوماسية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭.‬
 
رهان‭ ‬أجندة‭ ‬زيارة‭ ‬مساعدة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬للمنطقة‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬أو‭ ‬ذا‭ ‬صلة‭ ‬مباشرة‭ ‬بمستجدات‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬وزاوية‭ ‬نظرة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬اليها‭ , ‬سيما‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬السيدة‭ ‬سيسون‭ ‬أعلنت‭ ‬مسبقا‭ ‬أنها‭ ‬ستطلب‭ ‬دعم‭ ‬الرباط‭ ‬والجزائر‭ ‬لمرشحتين‭ ‬أمريكيتين‭ ‬لمنصبي‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬للمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭.‬
 
على‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬فقرة‭ ‬من‭ ‬بيان‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬مساعدة‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬ستؤكد‭ ‬في‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لبعثة‭ ‬المينورسو‭ ‬الأممية‭ ‬ولجهود‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ستافان‭ ‬دي‭ ‬ميستورا‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحمل‭ ‬رسائل‭ ‬سياسية‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الى‭ ‬مسؤولي‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬الجزائر‭ ‬تترجم‭ ‬قناعات‭ ‬و‭ ‬توجهات‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والجيوستراتيجية‭ ‬الحساسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأجندة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ .‬
 
و‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬وواشنطن‭ ‬لا‭ ‬يتقاسمان‭ ‬نفس‭ ‬التصور‭ ‬و‭ ‬المواقف‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ , ‬و‭ ‬في‭ ‬صدارتها‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬غير‭ ‬المحسوبة‭ ‬و‭ ‬المستفزة‭ ‬لقصر‭ ‬المرادية‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ ‬أمريكا‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬صحرائه‭ ‬قبل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ , ‬و‭ ‬التي‭ ‬ترجمت‭ ‬الى‭ ‬ترامي‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬موسكو‭ ‬و‭ ‬طلبها‭ ‬رسميا‭ ‬الانضمام‭ ‬الى‭ ‬مجموعة‭ ‬بريكس‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬الصين‭ ‬و‭ ‬روسيا‭ ‬وذات‭ ‬الأهداف‭ ‬المعارضة‭ ‬للأجندة‭ ‬الأمريكية‭ .‬
 
الخارجية‭ ‬الجزائرية‭ ‬اعتبرت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬المستفزة‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬سلاح‭ ‬الغاز‭ ‬و‭ ‬النفط‭ ‬و‭ ‬صفقات‭ ‬التسليح‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬تبرمها‭ ‬مع‭ ‬موسكو‭ ‬كافية‭ ‬لابتزاز‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬و‭ ‬دفعه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اللوبي‭ ‬الجزائري‭ ‬بواشنطن‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬السيناتور‭ ‬الجمهوري‭ ‬اينهوف‭, ‬الى‭ ‬تجميد‭ ‬خطوات‭ ‬تقاربها‭ ‬مع‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬مسلسل‭ ‬منظومة‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬االذي‭ ‬يربط‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬وواشنطن‭.‬
 
على‭ ‬أن‭ ‬حسابات‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬المبنية‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬منطق‭ ‬المقايضة‭ ‬السياسية‭ ‬المباشرة‭ , ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انهارت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدم‭ ‬اعضاء‭ ‬نافذون‭ ‬بالكونغرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬طلبا‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بلينكن‭ ‬لإنزال‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬بصفقات‭ ‬التسليح‭ ‬المتسلسلة‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬دعما‭ ‬مباشرا‭ ‬لنظام‭ ‬بوتن‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬أوكرانيا‭ ‬و‭ ‬الحلف‭ ‬الأطلسي‭ .‬
 
و‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬و‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لم‭ ‬تفصح‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬مناوئة‭ ‬للجزائر‭ , ‬فتظل‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬واشنطن‭ ‬معبرة‭ ‬ضمنيا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬رضاها‭ ‬عن‭ ‬التوجهات‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬تتعارض‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬مع‭ ‬أجندات‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬و‭ ‬تهدد‭ ‬مصالحه‭ ‬الحيوية‭ ‬بالمنطقة‭ .‬
 
الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أجاز‭ ‬قبل‭ ‬شهر‭ ‬ميزانية‭ ‬الدفاع‭ ‬لعام‭ ‬2023‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أبقى‭ ‬على‭ ‬تمارين‭ ‬مناورات‭ ‬“الأسد‭ ‬الإفريقي‭ ‬2023”‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى،‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭.‬
 
و‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬زكى‭ ‬البنتاغون‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬صفقة‭ ‬بين‭ ‬شركة‭ ‬“لوكهيد‭ ‬مارتن”‭ ,‬أكبر‭ ‬منتج‭ ‬للأسلحة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬والمغرب‭ ‬لتزويده‭ ‬بنظام‭ ‬متطور‭ ‬للدفاع‭ ‬الجوي‭. ‬تتضمن‭ ‬منظومة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬“باتريوت‭ .‬
 
و‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬رفض‭ ‬البنتاغون‭ ‬الأمريكي‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬طلبات‭ ‬التسليح‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الجزائر‭ , ‬يحقق‭ ‬التعاون‭ ‬و‭ ‬الشراكة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المغربية‭ ‬خطوات‭ ‬جبارة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬البلدين‭ ‬الحليفين‭ , ‬و‭ ‬التي‭ ‬ستتطور‭ ‬الى‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬كما‭ ‬أوردت‭ ‬تقارير‭ ‬صحفية‭ ‬أمريكية‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬عن‭ ‬عزم‭ ‬واشنطن‭ ‬تشييد‭ ‬منصة‭ ‬صناعية‭ ‬عسكرية‭ ‬ضخمة‭ ‬بالصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬لمواجهة‭ ‬المد‭ ‬الصيني‭ ‬و‭ ‬الروسي‭ ‬عبر‭ ‬الجزائر‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬لمسؤولي‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ . ‬



في نفس الركن