العلم الإلكترونية - الرباط
حلت نهاية الأسبوع الماضي بالجزائر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكي لشؤون المنظمات الدولية السفيرة "ميشيل سيسون" في إطار جولة عمل ستقودها خلال الأسبوع الجاري الى المغرب .
حلت نهاية الأسبوع الماضي بالجزائر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكي لشؤون المنظمات الدولية السفيرة "ميشيل سيسون" في إطار جولة عمل ستقودها خلال الأسبوع الجاري الى المغرب .
وكان بيان صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية قد أفاد الجمعة الماضي أن المسؤولة الأمريكية ستناقش الأولويات المشتركة متعددة الأطراف عبر منظومة الأمم المتحدة، مع التركيز على أهمية حقوق الإنسان، وخاصّة مع انضمام المغرب والجزائر إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وستلتقي مساعدة وزير الخارجية سيسون، خلال زيارتها للجزائر والمغرب، مع كبار المسؤولين الحكوميين وممثلي الأمم المتحدة وقادة المجتمع المدني.
الخارجية الجزائرية أوضحت أن محادثات لعمامرة مع المسؤولة الأمريكية تركزت حول “العلاقات الثنائية وآفاق تعزيز الحوار الاستراتيجي والتعاون الاقتصادي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة الى المسائل المتعلقة بالمستجدات الإقليمية والدولية. فضلا عن الجوانب ذات الصلة بالدبلوماسية متعددة الأطراف.
رهان أجندة زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة لا يبدو على أهمية قصوى أو ذا صلة مباشرة بمستجدات الوضع الإقليمي وزاوية نظرة البيت الأبيض اليها , سيما و أن السيدة سيسون أعلنت مسبقا أنها ستطلب دعم الرباط والجزائر لمرشحتين أمريكيتين لمنصبي محكمة العدل الدولية، والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة.
على أن تركيز فقرة من بيان الخارجية الأمريكية أن مساعدة وزيرة الخارجية ستؤكد في اجتماعاتها على دعم الولايات المتحدة لبعثة المينورسو الأممية ولجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا في قيادة العملية السياسية للأمم المتحدة يؤكد أن الدبلوماسية الأمريكية تحمل رسائل سياسية من البيت الأبيض الى مسؤولي المغرب و الجزائر تترجم قناعات و توجهات إدارة الرئيس السابق ترامب في تدبير عدد من القضايا السياسية و الاقتصادية والجيوستراتيجية الحساسة بالنسبة لأجندة البيت الأبيض .
و من الواضح أن الجزائر وواشنطن لا يتقاسمان نفس التصور و المواقف من عدد من الملفات , و في صدارتها ردة فعل غير المحسوبة و المستفزة لقصر المرادية على اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه قبل ثلاث سنوات , و التي ترجمت الى ترامي قصر المرادية في حضن موسكو و طلبها رسميا الانضمام الى مجموعة بريكس التي تقودها الصين و روسيا وذات الأهداف المعارضة للأجندة الأمريكية .
الخارجية الجزائرية اعتبرت أن هذه القرارات المستفزة بالإضافة الى سلاح الغاز و النفط و صفقات التسليح الضخمة التي تبرمها مع موسكو كافية لابتزاز البيت الأبيض و دفعه عن طريق اللوبي الجزائري بواشنطن الذي يقوده السيناتور الجمهوري اينهوف, الى تجميد خطوات تقاربها مع الرباط و التخلي عن مسلسل منظومة التعاون الاستراتيجي االذي يربط منذ عقود بين الرباط وواشنطن.
على أن حسابات قصر المرادية المبنية أساسا على منطق المقايضة السياسية المباشرة , سرعان ما انهارت بعد أن قدم اعضاء نافذون بالكونغرس الأمريكي طلبا لوزير الخارجية بلينكن لإنزال عقوبات على الجزائر التي تقدم بصفقات التسليح المتسلسلة مع روسيا دعما مباشرا لنظام بوتن في حربه ضد أوكرانيا و الحلف الأطلسي .
و مع أن البيت الأبيض و الخارجية الأمريكية لم تفصح الى حدود اليوم عن مواقف مناوئة للجزائر , فتظل مع ذلك جملة من القرارات التي اتخذتها واشنطن معبرة ضمنيا عن عدم رضاها عن التوجهات الجزائرية التي تتعارض في العمق مع أجندات البيت الأبيض و تهدد مصالحه الحيوية بالمنطقة .
الرئيس جو بايدن أجاز قبل شهر ميزانية الدفاع لعام 2023 خالية من أية قيود على برامج تعزيز التعاون العسكري الأمريكي المغربي ، كما أبقى على تمارين مناورات “الأسد الإفريقي 2023” في المغرب، إلى جانب دول إفريقية أخرى، خلال النصف الثاني من العام المقبل.
و قبل ذلك زكى البنتاغون الأمريكي على صفقة بين شركة “لوكهيد مارتن” ,أكبر منتج للأسلحة في العالم والمغرب لتزويده بنظام متطور للدفاع الجوي. تتضمن منظومة الدفاع الجوي “باتريوت .
و في مقابل رفض البنتاغون الأمريكي لعدد من طلبات التسليح التي قدمتها الجزائر , يحقق التعاون و الشراكة الأمريكية المغربية خطوات جبارة في مجال الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الحليفين , و التي ستتطور الى مستوى غير مسبوق قد يصل كما أوردت تقارير صحفية أمريكية قبل أيام عن عزم واشنطن تشييد منصة صناعية عسكرية ضخمة بالصحراء المغربية لمواجهة المد الصيني و الروسي عبر الجزائر الذي أضحى مصدر قلق لمسؤولي البيت الأبيض .