2024 ماي 28 - تم تعديله في [التاريخ]

مرتكزات‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬لافريقيا‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ثلاثية‭ ‬الانتماء‭ ‬و‬المبادرة‭ ‬والالتزام



في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬أفريقيا‭ ‬الذي‭ ‬نظم‭ ‬بمقر‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي،‭ ‬أكد‭ ‬الوزير‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬له‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الأفريقية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬تعد‭ ‬سياسةَ‭ ‬انتماء‭ ‬ومبادرة‭ ‬والتزام‭ ‬راسخ‭ ‬بالتفاؤل‭ ‬الأفريقي،‭ ‬وتركز‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬الإجابات‭ ‬الأفريقية‭ ‬لتحديات‭ ‬القارة،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬تولي‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬لمبدأ‭ ‬التنمية‭ ‬المشتركة‭ ‬جنوب‭/ ‬جنوب‭ ‬متضامنةً‭ ‬ومستدامةً‭ ‬وللتعاون‭ ‬الأفريقي‭.

‬وهذه‭ ‬المرتكزات‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬إليها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬المغرب‭ ‬يضع‭ ‬أفريقيا‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الأولويات‭ ‬الدولية‭ ‬لبلادنا‭‬، ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يرجع‭ ‬لإيمان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وفقه‭ ‬الله،‭ ‬الراسخ‭ ‬بأفريقيا‭ .‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية،‭ ‬في‭ ‬بعدها‭ ‬الحضاري‭ ‬وعمقها‭ ‬التاريخي‬،‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬الانتماء،‭ ‬وليس‭ ‬الجوار‭ ‬فحسب،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬أفريقيا‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬جوار‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمغرب،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬أرض‭ ‬الانتماء‭ ‬الهوياتي‭ ‬والجغرافي‭ ‬والثقافي‭ ‬والتاريخي‭.‬ وهذا‭ ‬النوع‭ ‬الراقي‭ ‬من‭ ‬الانتماء‭ ‬الراسخ‭ ‬والدائم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬للتقلبات‭ ‬السياسية‭ ‬والتحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬و‬الدولية،‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬الصلبة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‮ ‬وتسهر‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬وتمتد‭ ‬آثارها‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الآفاق‭ ‬الدولية‭.‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬يتجلى،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬تجمعه‭ ‬بأفريقيا‭ ‬شبكة‭ ‬تعاقدية‭ ‬مكثفة‭‬، ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬آلية‭ ‬للتعاون،‭ ‬تربط‭ ‬المملكة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الأفريقية،‭ ‬تغطي‭ ‬مجالات‭ ‬متنوعة‭ ‬مثل‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وتكوين‭ ‬الأطر‭ ‬والصحة‭ ‬والبنيات‭ ‬التحتية‭ ‬والطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬ومياه‭ ‬الشرب‭.‬

وبحسب‭ ‬المعلومات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬الكلمة‭ ‬الوافية‭ ‬والمستفيضة‭ ‬لناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬‮‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬فإنه‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التعاون‭ ‬‮‬المغربي‭ ‬الأفريقي،‭ ‬تنفيذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬السوسيو‭ ‬اقتصادية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬والتي‭ ‬تتوجه‭ ‬أساساً‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭.‬ وتلك‭ ‬هي‭ ‬الدينامية‭ ‬الدافعة‭ ‬والفاعلة‭ ‬وروح‭ ‬المبادرة والجوهر‭ ‬الأصيل‭ ‬لدبلوماسية‭ ‬العمل‭ ‬والزخم،‭ ‬التي‭ ‬تراكم‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكاسب‭ ‬وتحرز‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬وينفرد‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬الإقليمي‭ ‬والقاري،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬المركز‭ ‬الدولي‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الصعد‭ .‬

إن‭ ‬العمق‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬المغربية‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عصور‭ ‬متطاولة‭ ‬من‭ ‬التاريخ،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يدعم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬ويمدها‭ ‬بعناصر‭ ‬القوة‭ ‬والصلابة‭ ‬والنجاعة‭ ‬والفاعلية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والتصدي‭ ‬لخصوم‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ .‬والمغرب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المؤسسة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬وجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬الخامس،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬المؤسسين‭ ‬للتكتل‭ ‬الأفريقي‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬باسم‭ ‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الأفريقية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭.‬ وتاريخ‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬خصوصاً‭ ‬منطقة‭ ‬غربي‭ ‬أفريقيا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬في‭ ‬‮ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬بالسودان‭ ‬الغربي،‭ ‬يشهد‭ ‬بأن‭ ‬سلاطين‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬كانوا‭ ‬أفارقة‭ ‬الروح‭ ‬والانتماء‭ ‬الوجداني‭ ‬والارتباط‭ ‬الثقافي‭ .‬فالعمق‭ ‬الأفريقي‭ ‬أصيل‭ ‬وليس‭ ‬طارئاً،‭ ‬والرافد‭ ‬الأفريقي‭ ‬أحد‭ ‬روافد‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬المغربية‭ ‬طبقاً‭ ‬للدستور‮ ‬‭.‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬ينبع‭ ‬التفاؤل‭ ‬الأفريقي‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬الذي‭ ‬وجهه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬إلى‭ ‬‮ ‬القمة‭ ‬الأفريقية‭ ‬‮‬السابعة‭ ‬والعشرين،‭ ‬بهذه‭ ‬العبارات‭ ‬القوية‭ ‬والمتفائلة‭" ‬إن‭ ‬أفريقيا‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬تم‭ ‬إهمالها‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬فاعلاً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهله. لقد‭ ‬ولى‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فيه‭ ‬أفريقيا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬موضوع‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬صارت‭ ‬قارة‭ ‬تؤكد‭ ‬وجودها‭ ‬و‭‬تتقدم‭ ‬وتتحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬‮على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬كطرف‭ ‬فاعل‭ ‬وجدير‭ ‬بالاحترام‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬الدائر‭ ‬حول‭ ‬الحكامة‭ ‬الدولية"‭ .‬

والتفاؤل‭ ‬الأفريقي،‭ ‬الذي‭ ‬يكرسه‭ ‬ويعززه‭ ‬المغرب،‭ ‬هو،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬أفريقيا،‭ ‬براغماتية‭ ‬أفريقية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬موضوعية‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬القارة‭ ‬تزخر‭ ‬بكل‭ ‬المؤهلات‭ ‬للبروز‭ ‬كأحد‭ ‬الأقطاب‭ ‬الكبرى‭ ‬للنمو‭ ‬العالمي،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬أفريقيا‭ ‬ستنجح‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنمائية‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

تلك‭ ‬إذن،‭ ‬مرتكزات‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬لأفريقيا‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أبعاد،‭ ‬الانتماء،‭ ‬المبادرة،‭ ‬الالتزام‭ ‬الراسخ‭ ‬بالتفاؤل‭ ‬الأفريقي.

*العلم*



في نفس الركن