2023 فبراير 6 - تم تعديله في [التاريخ]

مدير‭ ‬يومية‭ ‬لارثون‭ ‬الإسبانية يوجه مقال رأي شديد اللهجة للبرلمان الأوروبي

‬‮«‬أرفض‭ ‬الغطرسة‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاهَ‭ ‬جار‭ ‬وحليف‭ ‬لنا‭ ‬مثل‭ ‬المغرب‮»‬


العلم الإلكترونية - أنس الشعرة

قال‭ ‬فرانشيسكو‭ ‬ماريهوندا،‭ ‬مدير‭ ‬اليومية‭ ‬الإسبانية‭ ‬‮«‬لارثون‮»‬‭ ( ‬La RazOn‭ ) ‬، ‬في‭ ‬مقال‭ ‬رأي‭ ‬نشره‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية،‭ ‬عبر‭ ‬المنبر‭ ‬الإعلامي‭ ‬ذاته،‭ ‬‮«‬نحنُ‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التوافق‭ ‬معَ‭ ‬المغرب،‭ ‬وزيادة‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬المبادلات‭ ‬معه‮»‬‭.‬
 
وتابعَ‭ ‬مدير‭ ‬‮«‬لارثون‮»‬،‭ ‬‮«‬لطالما‭ ‬بدت‭ ‬لي‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬تجاهَ‭ ‬المغرب‭ ‬عنصرية،‭ ‬واستعمار‭ ‬جديد‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬التفسير‭ ‬الوحيد،‭ ‬لنزعةِ‭ ‬التفوق‭ ‬الذي‭ ‬نظهرها‭ ‬نحن‭ ‬الأوروبيين‭ ‬تجاه‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحتَ‭ ‬سيطرتنا‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬مزعج‭ ‬للغاية،‭ ‬كما‭ ‬إنها‭ ‬إهانة‭ ‬للذكاء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‮»‬‭.‬
 
وانتقد‭ ‬بشدة‭ ‬فرانشيسكو‭ ‬ماريهوندا،‭ ‬تدخل‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدينا‭ ‬أبدا‭ ‬أي‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التدخل،‭ ‬لا‭ ‬نحن‭ (‬إسبانيا‭)‬‭ ‬ولا‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ (‬السياسية‭) ‬المغربية‮»‬‭.‬
 
وأبرزَ‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬توسع‭ (‬استعمار‭) ‬وهو‭ ‬سمة‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬وقد‭ ‬استمر‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬اللحظة‭ ‬المعاصرة‭. ‬وأضاف،‭ ‬شرعنا‭ ‬نحن‭ ‬الأوروبيين‭ ‬منذ‭ ‬قرون‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬مناطق‭ ‬جديدة،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬المنطق‭ ‬مرفوض،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مقبولا‭ ‬أبداً‭.‬
 
وأكد‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬أنتقده‭ ‬بشدة‭ ‬تلكَ‭ ‬الغطرسة‭ ‬عند‭ ‬تحليل‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬جار‭ ‬وحليف‭ ‬لنا‭ ‬مثل‭ ‬المغرب،‭ ‬إنه‭ ‬بلد‭ ‬عظيم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬النواحي‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬كل‭ ‬المغاربة،‭ ‬فإن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬أتيحت‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬لمقابلتهم‭ ‬تركوا‭ ‬دائمًا‭ ‬انطباعًا‭ ‬ممتازًا‭ ‬لدي،‭ ‬وحدث‭ ‬نفس‭ ‬الأمرعندما‭ ‬عرفت‭ ‬جيدًا‭ ‬المغرب‮»‬‭.‬
 
بالمقابل‭ ‬أثنى‭ ‬المتحدث‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نقدر‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭ ‬التحول‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬العميق‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬ولكن‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬والده،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬ملكا‭ ‬عظيماً،‭ ‬وأوقف‭ ‬المتطرفين‭ ‬باسم‭ ‬الإسلام‭ ‬‮«‬‭.‬
 
وفي‭ ‬ختام‭ ‬مقالته،‭ ‬قال‭ ‬فرانشيسكو‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الغطرسة‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجعلنا‭ ‬ننسى‭ ‬أننا‭ ‬عشنا‭ ‬لقرون‭ ‬عديدة،‭ ‬خاضعين‭ ‬للأنظمة‭ ‬الاستبدادية،‭ ‬وأننا‭ ‬تسببنا‭ ‬في‭ ‬حربين‭ ‬عالميتين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الصراعات‭ ‬الدينية‭ ‬والحروب‭ ‬والغزوات،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬شائعة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬منذ‭ ‬ألفي‭ ‬عام‮»‬‭.‬
 
وأوضح،‭ ‬نحن‭ ‬الأن‭ ‬قد‭ ‬أصبحنا‭ ‬أغنياء‭ ‬وأقوياء‭ ‬وديمقراطيين‭. ‬لذلك،‭ ‬صرنا‭ ‬نعطي‭ ‬دروسًا‭ ‬للجميع‭. ‬إننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التوافق‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬وزيادة‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬المبادلات‭ ‬معه،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إشباع‭ ‬أنانيتنا‭ ‬فقط‭. ‬وفي‭ ‬تقديري،‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الاقتناع‭ ‬والولاء‭ ‬والمودة‭ ‬تجاه‭ ‬بلد‭ ‬صديق‭ ‬وحليف،‭ ‬إنه‭ ‬جزء‭ ‬أساس‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬الكبير‭.‬



في نفس الركن