العلم الإلكترونية - محمد طارق حيون
أوردت وسائل إعلام إسبانية أمس، ونقلا عن مصادر في وزارة الدفاع، أن حكومة مدريد أرسلت سفنا حربية إلى ميناء مليلية والجزر الجعفرية المحتلة.
أوردت وسائل إعلام إسبانية أمس، ونقلا عن مصادر في وزارة الدفاع، أن حكومة مدريد أرسلت سفنا حربية إلى ميناء مليلية والجزر الجعفرية المحتلة.
كما قامت وزارة الدفاع الإسبانية بنشر صور للسفينة الحربية «أنفنتا كريستينا» وهي تجوب المناطق المحاذية للجزر الجعفرية على موقعها في «تويتر».
ويذكر أن الوزارة ذاتها قامت بنشر صور سفينة حربية بالقرب من سواحل الحسيمة، عندما اندلعت أزمة بين المغرب وإسبانيا خلال شهر ماي الماضي، نتيجة اقتحام أكثر من عشرة آلاف مغربي مدينة سبتة المحتلة.
ولقد اعتبر العديد من المتتبعين الخطوة العسكرية الإسبانية الجديدة رسالة تحذيرية موجهة إلى المغرب بغية ثنيه عن الاقتراب من الجزر الجعفرية، وذلك في سياق وجود خلاف بين الرباط ومدريد حول المزرعة الخاصة بتربية الأسماك التي أقامها المغرب بالقرب من الجزر الجعفرية المحتلة، والتي تعتبرها إسبانيا امتدادا للمياه الإقليمية لهذه الجزر.
وكانت شركة Morenot الإسبانية المتخصصة في تربية الأسماك التي يوجد مقرها الرئيسي بمدينة «طاراغونا» الكاطالونية، والتابعة لمجموعة نرويجية، قد قامت مؤخرا بصناعة وتركيب الأقفاص المائية لصالح الشركة المغربية صاحبة الامتياز في إقامة مزرعة الأسماك، وتم لحد الآن تركيب 16 قفصًا، الأمر الذي دفع السلطات الإسبانية إلى تهديد الشركة الإسبانية Morenot وإعطائها مهلة مدتها 20 يوما من أجل إزالة الأقفاص المذكورة، مشيرة إلى أنها ستتعرض لعقوبات قانونية في حال عدم امتثالها للأمر.
وفي نفس السياق، اعتبر رئيس الديبلوماسية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس إقامة المغرب لمزرعة للأسماك قرب الجزر الجعفرية «خطوة تمثل احتلالا غير قانوني للمياه الإقليمية الإسبانية، وخطرا على سلامة الملاحة وتهديدًا للبيئة».
وكانت حكومة مدريد قد تقدمت منذ أزيد من أسبوعين بمذكرة احتجاج شفوية إلى السفارة المغربية في مدريد، لكن مصالح وزارة الخارجية المغربية لم تصدر حتى الآن أي بيان توضيحي حول الحادث.
وكعادته، استغل الحزب الشعبي الإسباني هذا الحادث، لرمي سهامه على حكومة بيدرو سانشيز، حيث طالبت نائبته صوفيا أسيدو في جلسة لمجلس الشيوخ بداية الأسبوع الجاري بضرورة الرد الصارم والحازم على محاولات المغرب اقتحام المياه الإقليمية لثغر مليلية والجزر الجعفرية، ووصفت حكومة الائتلاف اليساري بزعامة الحزب الاشتراكي بالضعيفة.
كما هددت برفع شكاية إلى البرلمان الأوروبي في حال استمرار صمت حكومة مدريد.
وبدوره، استغل حزب فوكس المتطرف هذا الحادث ليتقدم بمجموعة من الأسئلة إلى حكومة سانشيز التي اتهمها بالتخاذل بشأن اتخاذ سياسة صارمة في مواجهة المغرب.
كما هدد الحزب ذاته بتنظيم مظاهرات احتجاجية بمدينة مليلية المحتلة ومدن إسبانية.
وكان حزب فوكس أول من أثار موضوع المزرعة السمكية البحرية منذ أسابيع، وكانت حكومة مدريد تنكر وجودها في البدء، لكنها تراجعت عن ذلك وقدمت بشأنها مذكرة احتجاج.
وعادة ما يقع توتر بين المغرب وإسبانيا حول المياه الفاصلة بين الأقاليم الصحراوية الجنوبية المغربية وجزر الكناري في الواجهة الأطلسية، لكن هذه المرة انتقل التوتر إلى الواجهة المتوسطية، حيث لا تعترف الرباط بوجود مياه إقليمية إسبانية، نظراً لاحتلالها لثغري سبتة ومليلية والجزر الجعفرية.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة، في ظل عدم عودة سفيرة المغرب في مدريد كريمة بنيعيش إلى منصبها، بعد الأزمة التي اندلعت خلال الصيف الماضي على خلفية نزاع الصحراء المغربية، وعقب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي بجواز سفر مزور.
وكان مرتقباً حدوث لقاء بين وزير الخارجية الإسبانية مانويل ألفاريس، والمغربي ناصر بوريطة في برشلونة خلال أعمال قمة الاتحاد من أجل المتوسط بداية الأسبوع الجاري، لكن الوزير المغربي أعلن عدم مشاركته، وفضل حضور قمة منتدى التعاون بين إفريقيا والصين في العاصمة السنغالية داكار.
وتحاول الحكومة الإسبانية في الأشهر الأخيرة، تفادي أي تصعيد جديد مع المغرب، وتدفع في اتجاه تجاوز الأزمة الدبلوماسية، التي لم تنته تداعياتها بعد بشكل نهائي، خاصة بعدما لم تقم حكومة الرباط بعد بتحديد موعد وتاريخ لزيارة وزير خارجية إسبانيا للمغرب.