2022 نونبر 9 - تم تعديله في [التاريخ]

محمد زيدوح يتباحث مع القائم بأعمال السفارة الفرنسية

تأكيد إرادة التعاون والدفع بالعمل الدبلوماسي، وتطلع إلى عودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي


العلم الإلكترونية - سمير زرادي

احتضن مقر مجلس المستشارين زوال الاثنين الماضي لقاء جمع رئيس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية الأستاذ محمد زيدوح والقائم بأعمال السفارة الفرنسية السيد أرنو بيشو، حيث عرف تباحث جملة من المواضيع ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، وسبل تعزيز آليات الدبلوماسية البرلمانية.

وقد أبرز المستشار البرلماني محمد زيدوح الذي كان مصحوبا بالسيد محمد عرشان نائب رئيس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية الروابط المتميزة التي تجمع بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ الفرنسي، ووقف عند مختلف المحطات التي توجت بزيارات بين الجانبين سواء في الرباط أو باريس استهدفت إبراز الصلات التاريخية بين البلدين، والرؤى المشتركة فيما يخص القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأكد السيد محمد زيدوح على تجليات الطفرة المتعددة التي يشهدها المغرب، والمدعومة بالخيار الديمقراطي للمغرب، ومسلسل الإصلاحات الذي انخرطت فيه المملكة منذ أزيد من عقدين، تعمل الحكومة الحالية بمكوناتها الثلاثة المنبثقة عن صناديق الاقتراع، والمجسدة لإرادة الناخبين على تعزيزها ببرنامج حكومي طموح، يشمل عدة أوراش صناعية واجتماعية، ومن ضمنها تنزيل الورش الملكي المتمثل في الحماية الاجتماعية وضمان التغطية الصحية لفئات عريضة من المجتمع المغربي.

وسجل أن المغرب بفضل انفتاحه على العالم وعلى شركائه التقليديين يظل شريكا موثوقا مثلما يعتبر فرنسا شريكا موثوقا، يؤسس علاقاته الخارجية على الوضوح والالتزام والاحترام المتبادل، ويعرب عن إرادته في تمتين أواصر التعاون السياسي والاقتصادي، وفي هذا السياق طالب بضرورة توخي رؤية واضحة فيما يتصل بملف استراتيجي يهم الوحدة الترابية والسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، مذكرا بالموقف الصريح في هذا الشأن للولايات المتحدة الأمريكية واعترافها بالسيادة المغربية، مضيفا في هذا الصدد رفض وجود كيان مصطنع من شأنه ان يزعزع الاستقرار بالمنطقة، خاصة في ظل استغلال مأساوي لوضعية المحتجزين في تندوف، والاتجار اللاإنساني بهم، وهو ما قد يشكل تربة خصبة للإرهاب والاتجار في البشر والأسلحة، في الوقت الذي يتطلع فيه الجانبان المغربي والفرنسي إلى استباب الأمن والاستقرار في منطقة الساحل.

وبعدما لفت إلى المشترك التاريخي بين البلدين والتضحيات الجسيمة التي أبان عنها المغاربة خلال الحرب العالمية الأولى والثانية فوق التراب الفرنسي، استعرض جملة من الأوراش الاستراتيجية التي يشهدها المغرب على مستوى المهن العالمية الجديدة، وكذا في مجال الطاقات المتجددة من خلال محطات نور1 ونور2، والتزام المغرب بالإنتاج الخالي من الكربون، وتوجهه نحو الهيدروجين الأخضر كطاقة نظيفة، بما يحقق انخراط المغرب في الحد من التقلبات المناخية، وهي مخططات تنسجم مع رؤية فرنسا فيما يتصل بحماية الكوكب وضمان تنمية بيئية مستدامة.

وأشار إلى أنه رغم ما تشهده العلاقات الثنائية من اهتزازات فإن القاعدة تظل صلبة، سيما وأن قنوات التواصل لاتزال قائمة على مستوى التبادل الطلابي، والعلاقات بين رجال الأعمال المغاربة والفرنسيين، ووجود 8 آلاف طبيب مغربي بفرنسا، وعلى مستوى التعاون الدبلوماسي وتبادل الزيارات الذي يتوج بعلاقات التوأمة، وضمن هذا ينخرط المعرض التفاعلي الذي ينظم بشراكة بين المعهد الفرنسي والمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان خلال شهر نونبر الحالي بمناسبة الاحتفال بمرور 25 سنة على تأسيس مجلس المستشارين.

من جانبه أعرب السيد أرنو بيشو عن تطلعه إلى عودة العلاقات المغربية الفرنسية إلى وضعها الطبيعي، معلنا تفهمه للموقف المغربي من فرنسا، وليؤكد بعد ذلك أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يدشن سنتين فقط، بينما عمر الدعم الفرنسي لمبادرة الحكم الذاتي 15 سنة كموقف وحيد مسجل على المستوى الدولي، وبالتالي لا ضير من منح فرنسا بعض الوقت لتحديد موقفها.

كما أبرز أن العلاقات بين البلدين كانت ممتدة في الزمن ومن الضروري أن تحافظ على قيمتها التاريخية وعمقها السياسي، وبالتالي لن تؤثر عليها شرارات قد تبرز من حين لآخر، ليؤكد ان السفارة الفرنسية يحذوها نفس الطموح للدفع بالعلاقات، آملا في أن يساهم الاتصال الهاتفي بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تذويب الخلاف في أفق زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب، بما يتيح فتح صفحة جديدة في العلاقات المغربية الفرنسية.




في نفس الركن