العلم الإلكترونية - عادل الدريوش
نظمت جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الأمير مولاي رشيد بالمركز الثقافي بمشرع بلقصيري مساء السبت 9 شتنبر 2023 نشاطا إشعاعيا تضمن محاضرة فكرية بعنوان "مسارات السرد و النقد في الرواية المغربية المعاصرة" تقديم الدكتور سعيد يقطين ، و توقيع كتابه "اللغة ، الثقافة ، المعرفة :إشكالات و رهانات" و بالموازاة مع ذلك قدم الباحث عبد الجليل الشافعي قراءة نقدية للكتاب .
قبل بداية هذا النشاط الفكري تمت قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب بلدنا المغرب الحبيب ، و كانت الفرصة سانحة للتذكير بقيم التضامن و التكافل في ظل هذه الفاجعة الأليمة .
و ابتدأت المحاضرة بوقوف الدكتور سعيد يقطين صاحب المشروع السردي النقدي على ثلاث مسارات طبعت الخط الإبداعي الروائي
1- مسار البدايات ، باعتباره المنطلق الأول لتشكل البعد الواقعي .
2- مسار الوعي الجديد ، الذي تبلور بعد هزيمة 1967.
3- مسار التسيب الذي اتسم بغياب الرؤيا ، داعيا إلى تبني خيط ابداعي يستنبت العمق الانساني ، و يستند على مشروع متكامل يروم إبراز أن الذات المبدعة تستنفر الإنسان لكي يحيى و يحس بوجوده و قيمته، و النقد يكون أكثر جودة أمام النصوص القوية ، لأن النقد ورغم ما راكمه من حصافة و نجاعة لا زال يتعاطى مع أعمال منتقاة دون أن يطبع فترة أو عصرا معينا بمتابعة أكاديمية رصينة .
بعدها و تفاعلا مع الأستاذ المحاضر سعيد يقطين تدخل مجموعة من الأساتذة، حيث طرح الأستاذ عبد القادر الدحمني إشكالية النوع و التوصيف في الرواية المغربية ، و توقف الأستاذ جمال الفقير عند مصداقية الجوائز و دورها في التأثير على الفعل الابداعي ، كما نبه الأستاذ محمد بنعياد إلى ضرورة مضاهاة النص الأصلي في عملية النقد لخلق حركة تأويلية تنتج الفهم العالي ، و بدوره تساءل الأستاذ إلياس التيار عن جدوى حجم الرواية ، و هل البدانة السردية ضرورية لحجز صفة روائي ؟ و كان تدخل الأستاذ محمد الفاضل موفقا عندما ألح على أهمية الاحتفاء باللغة العربية باعتبارها الحامل الأساسي لهموم و طموحات الشعوب العربية ؟.
و في رده على أسئلة الحضور اعتبر الدكتور سعيد يقطين أن الحق في الحلم هو بوصلة الروائي الناجح، و الرواية هي الوحيدة التي تقبض ما لا يقبض وهي نبراس المسرح و السينما...و العلاقة بين السرد والنقد تقوم على معادلة 'اعطني نصا جيدا أعطيك نقدا جيدا '.
و قبل توقيع الكتاب قدم الباحث عبد الجليل الشافعي قراءة نقدية استهلها بتأثيث مفاهيمي، ليتساءل عن جدوى الأدب في ظل تحولات الواقع المغربي و تغيرات الوضع العالمي ، و هل لا زالت الرواية ابنة المدينة ؟ و حدود التباعد بين المثقف والمؤثر الافتراضي ؟ وهل لازال الابداع لصيقا بالتوجه اليساري ، أم أنه أخذ تلوينات جديدة تبعا لإكراهات و إفرازات النظام الدولي الحديث و المعاصر؟.
و اختتم هذا النشاط بتسليم رئيس جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الأمير مولاي رشيد بمشرع بلقصيري رضوان مصطافي هدية رمزية للدكتور سعيد يقطين اعترافا بدوره في تنمية الحس الثقافي و تقديرا لسلوكه النبيل في الانفتاح على أنشطة الجمعيات المدنية.