العلم الإلكترونية - محمد الحبيب هويدي
في إطار تعزيز الدينامية التنموية التي تشهدها جهة الداخلة وادي الذهب، وتماشياً مع مقتضيات القانون التنظيمي للجهات، انعقدت صباح اليوم، الاثنين 3 مارس 2025، الدورة العادية لمجلس الجهة، برئاسة السيد الخطاط ينجا، رئيس المجلس، وبحضور السيد علي خليل، والي الجهة، والسيد محمد رشدي، عامل إقليم أوسرد، إلى جانب أعضاء المجلس، ومسؤولي الإدارات اللاممركزة، وممثلي المجتمع المدني، ووسائل الإعلام الوطنية والجهوية.
افتُتحت الدورة بكلمة ألقاها السيد رئيس المجلس، استعرض فيها أهم المشاريع والأنشطة التي تم تنفيذها منذ الدورة السابقة، مبرزًا التحديات التي تم تجاوزها والإنجازات التي تحققت في مختلف القطاعات. كما أكد على أهمية الاستمرار في تكريس مبادئ الحكامة الجيدة وتحقيق التنمية المستدامة وفق التوجيهات الملكية السامية، خاصة في ظل الدينامية الاقتصادية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية.
وقد تميزت أشغال الدورة بمناقشة والمصادقة على مجموعة من الاتفاقيات والمشاريع ذات البعد الاستراتيجي، والتي تروم تعزيز البنية التحتية، وتطوير الخدمات العمومية، وتحسين ظروف عيش الساكنة. ومن بين النقاط التي حظيت بالنقاش والمصادقة، توقيع بروتوكول تعاون مع جهة "أوكيتاني" الفرنسية، وعقد برنامج بين الدولة والجهة للفترة 2024-2027، إضافة إلى اتفاقيات تتعلق بتسريع تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، وتعزيز الكفاءة الطاقية، وتحسين تدبير النفايات، وتوسيع شبكة النقل العمومي الحضري وما بين الجماعات، بما يضمن خدمات تنقل أكثر جودة واستدامة.
كما صادق المجلس على اتفاقية لدعم الربط الجوي لمدينة الداخلة، ما سيساهم في تعزيز جاذبية الجهة كوجهة سياحية واستثمارية واعدة. وشملت المصادقة أيضًا مشاريع تهدف إلى تمويل التعاونيات وبناء سوق تضامني بإقليم أوسرد، في إطار دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب دعم الشباب حاملي الشهادات العليا من خلال تمويل مشاريعهم الخاصة وتشجيعهم على ولوج عالم ريادة الأعمال.
وعلى مستوى تعزيز الخدمات الجهوية، تمت المصادقة على النظام الأساسي وميثاق المساهمين في الشركة الجهوية المتعددة الخدمات "الداخلة وادي الذهب ش.م."، فضلاً عن تأكيد التزام وزارة الداخلية بتحمل مساهمة الجهة في رأسمالها. كما ناقش المجلس ووافق على طلبات قروض لإنجاز مشاريع حيوية، مثل الطرق وتهيئة الكورنيش، مما يعكس الإرادة القوية في تحسين البنية التحتية وجعل الداخلة قطبًا اقتصاديًا وسياحيًا متكاملاً.
ولم تغب عن الدورة القضايا المرتبطة بالرياضة والثقافة، حيث تمت المصادقة على اتفاقيات لدعم الفعاليات الرياضية الكبرى، بما في ذلك شراكات مع جمعيات متخصصة في الرياضات البحرية كالكايْت سورف، واتفاقيات مع جمعيات ثقافية لتنظيم أنشطة تهدف إلى تعزيز الإشعاع الثقافي للجهة. كما تم إقرار دعم تنظيم مسابقة الرماية بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وهو ما ينسجم مع رؤية المجلس لتعزيز التنوع الرياضي والثقافي.
وفي بادرة تعكس التزام الجهة بالعمل الإنساني والتضامني، تمت المصادقة على اتفاقيات لدعم جمعية قرى الأطفال الفلسطينيين بالمغرب، إضافة إلى شراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي لدعم الفئات الهشة.
وفي ختام أشغال الدورة، تم التأكيد على أهمية تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين لتحقيق الأهداف المسطرة، وتمت تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، عربونًا على الوفاء والانخراط التام في مسيرة التنمية والتحديث التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.