العلم الإلكترونية - بقلم أنس الشعرة
عن أي تصنيف يتحدث عنه المغاربة اليوم لجامعتهم؟ وفي أي من معايير التصنيف يمكن أن تلج منه إحدى جامعتنا؟ وماذا أعدت سياستنا التعليمية على مستوى التصنيف العالمي؟ ألا يدرك هؤلاء أنّ الجامعات المغربية تفتقد لأدنى شروط البحث الأكاديمي؟ ماهي نسبة مساهمات الجامعات المغربية اليوم في البحث العلمي عربيا ودوليا؟ وهل هناك تأثير لهذه الأبحاث إن وجدت؟ ماهي عدد الدراسات المفهرسة التي ينشرها الباحثون؟ وماهي عدد المقالات المحكمة؟ وهل يشاركُ الأساتذة الباحثون خبراتهم البحثية مع طلبتهم؟
هذه أسئلة وهناكَ المزيد، لكن حسبي ما طرحت من سؤال، ذلكَ أنّ الاسترسالَ في السؤال يدخلنا متاهةَ المسألة، وأنا في هذا المقام، لا أقوم بدورِ الجلاّد، بقدر أرصدُ ركامًا مترابطًا منَ الأزمات، انهالت على قَفى جامعتنا تباعًا، حتى صارَت متوالية الإصلاح الجامعي، متلازمة الإصلاح الجامعي في المغرب!
كثيرونَ حولَ إصلاح وتطوير منظومة التعليم العالي، وقليلون من يتحدثونَ عن الأزمة البنيوية للتعليم العالي. لِنتيقظ من لغة رجل التكنوقراطية، ولنحذر داعية التقنية، هم معًا، تلكَ صرخة العروي في "إيديولوجيته". أولئكَ المفتنون اليوم بلغة البرمجيات والمصفوفات وكذا المهارات الحياتية، سيكون مآلهم حسيرًا، وهم يعيدون البصرة كرة أو كرتين، في سجلّ أعمالهم يومًا ما، في واحدة من أجسمِ المهمات التي يمكن أن يبتلى بها المرء، وسيخلدها التاريخ، وسيتناقلها الأجيال فردًا فردًا.
لا يدري أولئكَ الذين ينعونَ الجامعة اليوم، أنّها احتضرت أمامَ أعينهم، في اللّحظة التي سمحوا، لجميع أنواع الموبقات والممارسات المشبوهة بالمرور أمام أعينهم، وكأنهم يقتبسون من مسرحية عادل إمام درو: شاهد لم يشاهد شيئًا! وكذلكَ كان، عندما أدار الزمن دورته. وبالمناسبة إن التاريخ لا يعيد نفسه إلا على شاكلتين: الأولى على شاكلة مأساة، وهي مأساتنا جميعًا، وتدفع الأجيال مكوسها تباعًا، والثانية على شاكلة مهزلة، وهي مهزلة تفسر أي مستقبل تنتظره الجامعة، أو في الحقيقة، أي غد ينتظره المغاربة.
إن الداء قديم، والعطب بلغَ مبلغا غائرًا في جسد الجامعة اليوم، ولو عددنا المشكلة تلوى الأخرى، لَحرنا جوابًا في ذلك، يكفي أن يستدعي أحدنا ذاكرته وهو في الجامعة، كي يخرجَ لنا كمًا هائلا من الأزمات، ولربما كل طالب مغربي قضى في الجامعة المغربية ردحًا من الزّمن، وجوده بها هو بحدّ ذاته تاريخ من مشاكل الجامعة برمتها، سجل من الأزمات يمشي على الأرض، كل طالب يحمل ذاكرته كمًا منَ الأزمات، وبالتالي؛ أمامَ هذه الوضعية لا داعي، أن يشجبَ المضللون من هنا وهناك، ويلوحون بشعاراتٍ أشباه بنواح الثكلى: "المغرب خارجَ تصنيف شنغهاي"، "جامعات المغرب خارج تصنيف شنغهاي لأفضل ألف جامعة عبر العالم"، أو هكذا قيل! من الأجدر أن يوضع الأصبع على الداء، وأن يتم الاستثمار في قطاع التربية والتعليم أساسًا، والهروب من فخاخ التكنوقراط ومتلازمة الإصلاح المتوالية، التي ما فتئت عنوانًا بارزًا لما نسميه تعليمًا عاليًا ببلادنا.
عن أي تصنيف يتحدث عنه المغاربة اليوم لجامعتهم؟ وفي أي من معايير التصنيف يمكن أن تلج منه إحدى جامعتنا؟ وماذا أعدت سياستنا التعليمية على مستوى التصنيف العالمي؟ ألا يدرك هؤلاء أنّ الجامعات المغربية تفتقد لأدنى شروط البحث الأكاديمي؟ ماهي نسبة مساهمات الجامعات المغربية اليوم في البحث العلمي عربيا ودوليا؟ وهل هناك تأثير لهذه الأبحاث إن وجدت؟ ماهي عدد الدراسات المفهرسة التي ينشرها الباحثون؟ وماهي عدد المقالات المحكمة؟ وهل يشاركُ الأساتذة الباحثون خبراتهم البحثية مع طلبتهم؟
هذه أسئلة وهناكَ المزيد، لكن حسبي ما طرحت من سؤال، ذلكَ أنّ الاسترسالَ في السؤال يدخلنا متاهةَ المسألة، وأنا في هذا المقام، لا أقوم بدورِ الجلاّد، بقدر أرصدُ ركامًا مترابطًا منَ الأزمات، انهالت على قَفى جامعتنا تباعًا، حتى صارَت متوالية الإصلاح الجامعي، متلازمة الإصلاح الجامعي في المغرب!
كثيرونَ حولَ إصلاح وتطوير منظومة التعليم العالي، وقليلون من يتحدثونَ عن الأزمة البنيوية للتعليم العالي. لِنتيقظ من لغة رجل التكنوقراطية، ولنحذر داعية التقنية، هم معًا، تلكَ صرخة العروي في "إيديولوجيته". أولئكَ المفتنون اليوم بلغة البرمجيات والمصفوفات وكذا المهارات الحياتية، سيكون مآلهم حسيرًا، وهم يعيدون البصرة كرة أو كرتين، في سجلّ أعمالهم يومًا ما، في واحدة من أجسمِ المهمات التي يمكن أن يبتلى بها المرء، وسيخلدها التاريخ، وسيتناقلها الأجيال فردًا فردًا.
لا يدري أولئكَ الذين ينعونَ الجامعة اليوم، أنّها احتضرت أمامَ أعينهم، في اللّحظة التي سمحوا، لجميع أنواع الموبقات والممارسات المشبوهة بالمرور أمام أعينهم، وكأنهم يقتبسون من مسرحية عادل إمام درو: شاهد لم يشاهد شيئًا! وكذلكَ كان، عندما أدار الزمن دورته. وبالمناسبة إن التاريخ لا يعيد نفسه إلا على شاكلتين: الأولى على شاكلة مأساة، وهي مأساتنا جميعًا، وتدفع الأجيال مكوسها تباعًا، والثانية على شاكلة مهزلة، وهي مهزلة تفسر أي مستقبل تنتظره الجامعة، أو في الحقيقة، أي غد ينتظره المغاربة.
إن الداء قديم، والعطب بلغَ مبلغا غائرًا في جسد الجامعة اليوم، ولو عددنا المشكلة تلوى الأخرى، لَحرنا جوابًا في ذلك، يكفي أن يستدعي أحدنا ذاكرته وهو في الجامعة، كي يخرجَ لنا كمًا هائلا من الأزمات، ولربما كل طالب مغربي قضى في الجامعة المغربية ردحًا من الزّمن، وجوده بها هو بحدّ ذاته تاريخ من مشاكل الجامعة برمتها، سجل من الأزمات يمشي على الأرض، كل طالب يحمل ذاكرته كمًا منَ الأزمات، وبالتالي؛ أمامَ هذه الوضعية لا داعي، أن يشجبَ المضللون من هنا وهناك، ويلوحون بشعاراتٍ أشباه بنواح الثكلى: "المغرب خارجَ تصنيف شنغهاي"، "جامعات المغرب خارج تصنيف شنغهاي لأفضل ألف جامعة عبر العالم"، أو هكذا قيل! من الأجدر أن يوضع الأصبع على الداء، وأن يتم الاستثمار في قطاع التربية والتعليم أساسًا، والهروب من فخاخ التكنوقراط ومتلازمة الإصلاح المتوالية، التي ما فتئت عنوانًا بارزًا لما نسميه تعليمًا عاليًا ببلادنا.