العلم الإلكترونية - أنس الشعرة
قالت الوزيرة الإسبانية السابقة، ماريا أنطونيا تروخيو، إنّ "الخبراء المزيفون سمموا العلاقات المغربية الإسبانية"، وأضافت "أن المغاربة يعرفون الإسبان والإسبانية جيدًا، لكن الإسبان ينقصهم معرفة المغرب والمغاربة"، أتى ذلكَ خلال الندوة الدولية التي نظمت بمدرج الشريف الإدريسي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة محمد الخامس-، تحت شعار: "العلاقات المغربية الإسبانية: رؤى متقاطعة"، المنظمة على مدار يومي الأربعاء 16 والخميس 17 نونبر، من طرف جمعية مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم.
قالت الوزيرة الإسبانية السابقة، ماريا أنطونيا تروخيو، إنّ "الخبراء المزيفون سمموا العلاقات المغربية الإسبانية"، وأضافت "أن المغاربة يعرفون الإسبان والإسبانية جيدًا، لكن الإسبان ينقصهم معرفة المغرب والمغاربة"، أتى ذلكَ خلال الندوة الدولية التي نظمت بمدرج الشريف الإدريسي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة محمد الخامس-، تحت شعار: "العلاقات المغربية الإسبانية: رؤى متقاطعة"، المنظمة على مدار يومي الأربعاء 16 والخميس 17 نونبر، من طرف جمعية مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم.
وأضافت تروخيو، أنه يجب تحرير العلاقات المغربية الإسبانية، منَ الأوهام ومنَ السموم التي يبثها من ليسَ له علاقة بمصلحة البلدين، وأكدت موقفها الداعم لقضية الصحراء المغربية، و تمسكَ حكومةَ بلدها بالموقف الذي اتخذته.
وأبرزت الوزيرة السابقة، أنه يجب استبدال التصورات الخاطئة عن المغرب والمغاربة، مؤكدةً أن عدم الفهم لا يحضر في الأواسط السياسية الإسبانية فقط، بل هو ممتد أيضًا إلى الأواسط الأكاديمية التي ينبغي أن تبذلَ مجهودًا لفهم تاريخ وطبيعة هذا البلد.
وأشادت المتحدثة كثيرًا، بالتطور الاقتصادي الذي عرفته المملكة، مقارنة بمجموعة من الدول العربية، مؤكدة أن القفزة الاقتصادية والتقدم الذي عرفه المغرب، يعودُ إلى استراتيجية دقيقة تنحو منحى التقدم. كما نوهت بحضور المرأة في المجتمع المغربي والمؤسسات الرسمية والعمومية، و دليل على تقدم المجتمع المغربي.
وفي الختام أكدت تروخيو، على ضرورة تعميق ما هو مشترك بينَ البلدين، داعية إلى تجاوز الأفكار الجاهزة التي أضرت علاقة البلدين بشكل كبير، والاهتمام بما يجمع بينهما من مصالحَ مشتركة، مضيفة أنه يجب النظر برؤية ثقافية للقرن الواحد والعشرين، عبر إشراك مؤسسات المجتمع المدني، ودعم قطاعي السياحة والتعليم.
البشير الدخيل: المصالح المشتركة بينَ البلدين جعلتهما يطرقان باب الحوار
من جانبه، قال البشير الدخيل، باحث ورئيس منتدى البدائل الدولية، إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا، توحدهما روابط إنسانية واتفاقيات تخدم مصالحهما المشتركة، لذلك فضلاَ على الدوام الحوار والنقاش كوسيلة لحل الأزمات.
وأكد رئيس منتدى البدائل، أن الحل الحقيقي لقضية الصحراء المغربية، الذي لا يتحدث عنه اليوم إلا القليل، يكمن في الحل الذي طرحَ سنة 1975، القاضي بمغربية الصحراء دونَ اللجوء إلى مشروع الحكم الذاتي. وأضاف المتحدث "ليست هناك دولة صحراوية، بل هناك قبائل، والمينورسو يتعامل مع قبائل منظمة فقط، وهؤلاء موزعون بين العديد من البلدان منها المغرب، والجزائر، وإسبانيا وكوبا".
وحذر البشير من ظاهرة استغلال بعض الأحزاب السياسية الإسبانية، قضية الصحراء المغربية لصالح نشطاء من البوليساريو، مضيفًا أن إسبانيا وحدها تضم 400 جمعية نشيطة تعمل مع البوليساريو، فيما لا يتوفر المغرب إلا على جمعيتين بشأن هذه القضية.
عبد الواحد أكمير: موقف الحزب الاشتراكي من القضية هيكلي بنيوي وليسَ ظرفيا
وفي سياق الحديث عن الموقف الجديد لإسبانيا من قضية الصحراء المغربية، أكد عبد الواحد أكمير، المؤرخ والباحث، أن "موقف الحزب الاشتراكي وبيدرو سانشيز، هو موقف هيكلي بنيوي، وليسَ موقفا ظرفيًا (موقف دولة لن يتغير بتغير الحكومات)".
وتناول المؤرخ ، هذه القضية من جانبين: تأريخية الصحراء، وتاريخ الزمن الراهن، حيث أبرزَ أن تناول المؤرخ المهتم بتاريخ الزمن الراهن، يهتم بالتحول الذي طرأ في الموقف الإسباني، وأكد أن عليه اعتمادُ دعامتين، الأولى تـأريخية السياق، والثانية الجغرافيا التاريخية، فمؤرخ الزمن الراهن لابد له من تاريخ مفصلي ينطلق منه، لبحث الواقعة التاريخية، منبهًا إلى أن تاريخ الزمن الراهن هو زمن اعتباطي يندرج ضمنَ سياقات معينة، وبالنسبة للمغرب فإن تاريخ الزمن الراهن ينطلق من لحظة الاستقلال، نظرًا للتحولات التي طرأت على بنياته الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، أما بالنسبة لإسبانيا فإن تاريخ الزمن الراهن يبدأ في لحظة 1975، لأن التحول الديمقراطي انطلقَ بعد انتهاء أربعة عقود من الديكتاروية، إلى الملكية الدستورية.
وأشار أكمير، إلى أن دراسة قضية الصحراء المغربية، مرت بمحطات أساس: الأولى ما قبل سنة 1975، (من 1975 إلى 1982) وقد تميزت هذه المرحلة بالحياد السلبي من طرف الإسبان، والثانية من 1982 إلى 2008 وتميزت بالحياد الإيجابي، والثالثة من 2008 إلى 2022، وهي مرحلة سادتَ فيها الواقعية السياسية من خلال الدعم الكامل لملف الصحراء المغربية.
محمد الدرويش: اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء أعطى انطلاقة متجددة للعلاقات الثنائية بين البلدين
من جهته، أكد محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، أن المغاربة تلقوا باعتزاز كبير وبأهمية بالغة القرار الأممي رقم 2654 الذي أصدره مجلس ألأمن الدولي بخصوص الصحراء المغربية و الذي بمقتضاه يتم التأكيد على سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي تسويةً للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأضاف محمد الدرويش، أن شهر نونبر حافل بالأحداث و المواقف و الذكريات المغربية والإسبانية و الأممية، و هو ما دفعنا لاختياره، تاريخًا للإلتئام حول هاته الندوة لما لها من دلالات عميقة في تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية، التي انتهت بالطي النهائي لصفحة سوء التفاهم، بين حكومتي البلدين مباشرة بعد إعلان الحكومة الإسبانية الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء من خلال دعم مبادرة الحكم الذاتي بالمنطقة و هو ما أعطى انطلاقة متجددة للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتعد هذه الندوة وفق منظميها، فرصة حقيقية لتعزيز التعاون بينَ البلدين، وتسليط الضوء على الملفات العالقة، وتدارس مجموعة من القضايا، ذات البعد الاستراتيجي، والأمني، والاقتصادي، والثقافي، وعرفت هذه الندوة حضور شخصيات سياسية وأكاديمية من المغرب وإسبانيا.
وبهذه المناسبة، وقعت جمعية مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم اتفاقيةَ شراكة مع جمعية التعاون الكناري- المغربي، وأكد محمد الدريوش أن هذه الاتفاقية، هي بداية مهمة للتعاون والتنسيق المحكم بينَ الجمعيتين.