2024 أكتوبر 17 - تم تعديله في [التاريخ]

ماذا‭ ‬بعد‭ ‬خطاب‭ ‬11‭ ‬أكتوبر؟


العلم الإلكترونية - الرباط 

رسم‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده‭ ‬،‭ ‬يوم‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري‭ ‬،‭ ‬بمناسبة‭ ‬افتتاح‭ ‬الدخول‭ ‬البرلماني‭ ‬،‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬الطريق‭ ‬للعمل‭ ‬السياسي‭ ‬الوطني‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬والمراحل‭ ‬التي‭ ‬تليها‭ . ‬واستلفت‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬مرحلة‭ ‬التغيير‭ ‬‮ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬داخلياً‭ ‬و‭ ‬خارجياً‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬مقبل‭ ‬على‭ ‬تغييرات‭ ‬لا‭ ‬تشمل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬فحسب‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬ستهم‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬‮ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬دون‭ ‬آخر‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الوطني‭ ‬و‭ ‬الدولي‭ .‬و‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قضية‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬‮ ‬تتصدر‭ ‬قمة‭ ‬الانشغالات‭ ‬‮ ‬،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬المقبلة‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬شتى‭ ‬المستويات‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬المركزية‭ ‬و‭ ‬ترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬،‭ ‬يشكلان‭ ‬أهم‭ ‬‮ ‬ملامح‭ ‬مرحلة‭ ‬التغيير‭ ‬داخلياً‭ ‬،‭ ‬باعتباره‭ ‬رديفاً‭ ‬للتغيير‭ ‬خارجياً‭ ‬،‭ ‬بحكم‭ ‬الترابط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬الاتجاهين‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬و‭ ‬الاقتصادي‭ ‬و‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮ ‬،‭ ‬يعد‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬جميع‭ ‬الوجوه‭ ‬،‭ ‬مكملاً‭ ‬للعمل‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬وحدتنا‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬حمايةً‭ ‬لحقوقنا‭ ‬التاريخية‭ ‬المشروعة‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتصرف‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬حفظاً‭ ‬لأمننا‭ ‬القومي‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إرساء‭ ‬القواعد‭ ‬المتينة‭ ‬للوئام‭ ‬الأهلي‭ ‬،‭ ‬وللعيش‭ ‬المشترك‭ ‬،‭ ‬بكل‭ ‬دلالات‭ ‬الكلمة‭ .‬
 
فالانتقال‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التدبير‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بسلام‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬ملموس‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬محدوداً‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التغيير‭ ‬داخلياً‭ ‬و‭ ‬خارجياً‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬أبعاد‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬عملية‭ ‬وطنية‭ ‬متداخلة‭ ‬و‭ ‬مترابطة‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬،‭ ‬تتم‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الملكية‭ ‬الرشيدة‭ ‬،‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬وفقه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الانسجام‭ ‬و‭ ‬التناغم‭ ‬و‭ ‬التعاون‭ ‬و‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المتدخلين‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬،‭ ‬والبرلمان‭ ‬،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحزبية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬المركزيات‭ ‬النقابية‭ ‬،‭ ‬والغرف‭ ‬التجارية‭ ‬و‭ ‬الصناعية‭ ‬و‭ ‬الفلاحية‭ ‬و‭ ‬الخدماتية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الروابط‭ ‬العلمية‭ ‬و‭ ‬المهنية‭ ‬والثقافية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬النخب‭ ‬الفكرية‭ ‬و‭ ‬الأكاديمية‭ . ‬بحيث‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬الواسعة‭ ‬،‭ ‬الدعامةَ‭ ‬المتينةَ‭ ‬‮ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬المشروع‭ ‬الحضاري‭ ‬الكبير‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬انبثق‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬الواضحة‭ ‬و‭ ‬الصافية‭ ‬و‭ ‬المتبصرة‭. ‬‮ ‬وهو‭ ‬التأصيل‭ ‬التجريدي‭ ‬لمفهوم‭ ‬التغيير‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬نقيض‭ ‬التدبير‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬ترتبط‭ ‬به‭ ‬،‭ ‬وتدور‭ ‬حوله‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تنطوي‭ ‬عليه‭ ‬‮ ‬‭. ‬و‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الشروط‭ ‬الموضوعية‭ ‬للانتقال‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬انتهت‭ ‬و‭ ‬انقضت‭ ‬و‭ ‬تولت‭ ‬‮ ‬وصارت‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الفعل‭ ‬المؤثر‭ ‬،‭ ‬والقرار‭ ‬المُحكَم‭ ‬،‭ ‬والمبادرة‭ ‬الرائدة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬السياسة‭ ‬الرصينة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬راسخة‭ ‬،‭ ‬والرهان‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬المستقبل‭.‬
 
وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬من‭ ‬التأصيل‭ ‬المنضبط‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬السياسية‭ ‬،‭ ‬والفكر‭ ‬المستنير‭ ‬،‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬خطاب‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬الشروع‭ ‬،‭ ‬وبقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وفق‭ ‬خريطة‭ ‬الطريق‭ ‬،‭ ‬والارتقاء‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الآمال‭ ‬المعقودة‭ ‬على‭ ‬‮ ‬انطلاق‭ ‬مرحلة‭ ‬التغيير‭ ‬،‭ ‬لتعزيز‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لتوسيع‭ ‬الدعم‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬والاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬موازاةٍ‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬إرساء‭ ‬الأسس‭ ‬الراسخة‭ ‬للدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬المستقبل‭ ‬المزدهر‭ ‬لمغرب‭ ‬حر‭ ‬قوي‭ ‬ومتضامن‭ ‬،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬أدام‭ ‬الله‭ ‬عزه‭ ‬و‭ ‬مجدَه‭ .‬
 



في نفس الركن