2021 دجنبر 16 - تم تعديله في [التاريخ]

ماذا بعد تسجيل أول حالة إصابة بـ"أوميكرون" في المغرب؟

أثبتتِ النتائج المخبرية، أنّ المتحور الذي تم رصده الأربعاء في البيضاء "مغربي"، وتؤكد اللجنة العلمية أن البحث جارٍ للتحقق من كيفية تطوره، وأن الأهم حاليا هو تقوية سبل مواجهته.


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي

اخترق "أوميكرون" احترازات المغرب كلها، وسجلت منظومة الرصد الوبائي أمس الأربعاء، أولَ حالة إصابة مؤكدة لدى شابة بالدار البيضاء لا علاقة لها بالخارج. وفي جوابها كيف استطاع هذا المتحور الظهور في المملكة رغم إغلاق حدودها، تقول اللجنة العلمية إنه "أوميكرون مغربي"، وإن البحث جارٍ للتحقق من كيفية تطوره محليا، مشددة على أنّ الأهم الآن هو تقوية سبل مواجهته، وفي مقدمتها الحقنة الثالثة والرجوع إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تخلى عنها المواطنون.

في هذا السياق، قال وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، في تصريح صحفي، الأربعاء بالرباط، إنه عقب تتبع بؤرتين وبائيتين بمدينة الدار البيضاء، أفرزت النتائج المخبرية إصابة شابة مغربية دون الثلاثين بمتحور “أوميكرون”. وأوضح أنها ليست وافدة من الخارج، بل تقطن بالبيضاء، مشيرا إلى أنه ثبتت بالدلائل المخبرية، إصابة أفراد عائلتها بمتحور “دلتا”.

وأشارَ الوزير، إلى أنّ الأبحاث العلمية أثبتت تعزيزَ الحقنة الثالثة من اللقاح للمناعة ضد جميع المتحورات، بما فيها “أوميكرون”، وذلك بنسبة 75 في المائة، مجددا دعوة المواطنات والمواطنين إلى الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية الفردية والجماعية، من ارتداء الكمامة، والغسل المتكرر لليدين أو تعقيمهما بمطهر كحولي، والتباعد الجسدي، والإسراع بأخذ حقنات اللقاح الأولى والثانية والثالثة المعززة.

وبسبب ظهور المتحور في المغرب، قررت السلطات المعنية إنهاء العمل بإجراء تمكين المواطنين المغاربة الذين ظلوا عالقين بالخارج، من العودة إلى المملكة، وذلك في غضون أسبوع واحد، أي يوم الخميس 23 دجنبر 2012.

واعتبر البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية المتتبعة لكوفيد-19، أنه لا يوجد أي سبب يمنع ظهور "أوميكرون" في المغرب، لأن بلادنا ليست استثناء وكل ما يحدث في العالم يصل إلينا، موضحا أن الفائدة هي أن المنظومة الصحية المغربية تستفيد من أخذ الوقت الكافي للتعامل معه، والمهم في الوقت الحالي هو التعرف على خاصية هذا الفيروس حتى نتمكن من مواجهته.

وأضاف إبراهيمي، أنّ الإجابة عن سؤال كيف تطور هذا المتحور محليا يتطلب جوابا علميا للتحقق كيف جاء وكيف تطور وما مصدره، غير أن ذلك لا يقلل من أهمية الاستعداد لمن مواجهته.

وحذّر الباحث ذاته، من أن ظهور أول حالة يضعنا أمام العد العكسي لتطورها، والذي يمكن من نقل عدوى الفيروس إلى أشخاص متعددين. وأشار إلى الخط التصاعدي الذي يميز منحى إصابات وتحاليل هذا المتحور ما يعكس انتشاره بسرعة، وهيمنته على باقي السلالات. وقدّر أنه أمام المغرب حوالي خمسة أسابيع للمقاومة، ولديه جميع الأسلحة من أجل ذلك وعلى رأسها الإجراءات الاحترازية والحقنة الثالثة المعززة.

وفي جوابه عن سؤال مكمن خطورة هذا المتحور، أفاد إبراهيمي أن جميع الطفرات (32) التي عرفها تخص منطقة مهمة لدى الفيروس وهي التي تمكنه من اختراق الخلايا بسرعة، ووصوله إلى الأشخاص في وضعية هشاشة، وهو ما ينعكس بما يسمى علميا بـ"الهروب المناعي"، أي ضعف المناعة التي تمنحها الحقنتان الأولى والثانية، مما يملي الحقنة الثالثة التي تعطي حماية تصل إلى 75 في المائة.
 



في نفس الركن