2024 شتنبر 20 - تم تعديله في [التاريخ]

مؤشرات‭ ‬قوية‭ ‬دالة‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬أمنه‭ ‬و‭ ‬استقراره


العلم الإلكترونية - الرباط 

لصمود‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬‮ ‬أعداء‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية،‭ ‬ردودُ‭ ‬فعلٍ‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المستويات،‭ ‬يأتي‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬هذه‭ ‬الردود،‭ ‬وتقف‭ ‬متصديةً‭ ‬لكل‭ ‬جهد‭ ‬تبذله‭ ‬بلادنا‭ ‬لرفع‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الضاغطة،‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬‮ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬المضطربة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الإنسانية‭. ‬وبقدرما‭ ‬يترسخ‭ ‬الصمود‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬السياسة‭ ‬العدوانية‭ ‬المتواصلة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬القائمون‭ ‬عليها‭ ‬إلى‭ ‬الإخلال‭ ‬بالنظام‭ ‬العام،‭ ‬والمتآمرة‭ ‬ضد‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة،‭ ‬تزداد‭ ‬ضراوة‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬يوجهها‭ ‬الكارهون‭ ‬للمغرب،‭ ‬ويعلو‭ ‬سقف‭ ‬الحقد‭ ‬والضغينة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الذين‭ ‬‮ ‬يعدون‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬العدو‭ ‬الأول،‭ ‬ويتوهمون‭ ‬أنها‭ ‬مصدرٌ‭ ‬لكل‭ ‬خطر‭ ‬يترصد‭ ‬بهم‭ ‬ويلاحقهم‭. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬مقومات‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬لحكام‭ ‬القطر‭ ‬الجزائري‭.‬
 
ومن‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬تبدو‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لايمكن‭ ‬تجاهلها،‭ ‬وهي‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬تصاعد‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬صوب‭ ‬سبتة‭ ‬المحتلة،‭ ‬بوتيرة‭ ‬مطردة‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع،‭ ‬وبين‭ ‬ضلوع‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها‭. ‬‮ ‬وقد‭ ‬تبين‭ ‬ذلك‭ ‬بالوضوح‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬لمائة‭ ‬وأربعة‭ ‬وستين‭ (‬164‭) ‬مهاجراً‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭ ‬يحملون‭ ‬الجنسية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ثلاثمائة‭ ‬وثمانية‭ ‬عشرة‭ (‬318‭) ‬مهاجراً‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭ ‬ينحدرون‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سبعة‭ ‬وثلاثين‭ (‬37‭) ‬‮ ‬مهاجراً‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬أخرى‭ ‬تونسية‭ ‬وآسيوية‭. ‬وهؤلاء‭ ‬جميعاً‭ ‬مدفوعون‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬للتوجه‭ ‬نحو‭ ‬مدينة‭ ‬الفنيدق،‭ ‬لدعم‭ ‬حملة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬صوب‭ ‬سبتة‭ ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسباني‭.‬‭ ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬توقف‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬أفراداً‭ ‬من‭ ‬حاملي‭ ‬الجنسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزحف‭ ‬المنتهك‭ ‬للقانون‭ ‬،‭ ‬ففي‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ ‬أوقفت‭ ‬أربعة‭ ‬عشرة‭ (‬14‭) ‬مواطناً‭ ‬جزائرياً‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الفنيدق،‭ ‬وأحالتهم‭ ‬على‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ . ‬فهذه‭ ‬خطة‭ ‬مدبرة‭ ‬لزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ونشر‭ ‬الفوضى‭ ‬وبث‭ ‬الإشاعات‭ ‬المغرضة،‭ ‬وكأن‭ ‬المغرب‭ ‬بلد‭ ‬بلا‭ ‬قانونيصول‭ ‬ويجول‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬متآمر،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الخارج‭.‬
 
ولكن‭ ‬يقظة‭ ‬الأمن‭ ‬المغربي‭ ‬‮ ‬تصدت‭ ‬لهذه‭ ‬الخطة‭ ‬المدبرة‭ ‬‮ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬وأجهضتها‭ ‬وأحبطت‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يراد‭ ‬بها‭. ‬والسلطات‭ ‬المغربية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬مصالح‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬ومصالح‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬لمراقبة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬والدرك‭ ‬الملكي‭ ‬ومصالح‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تقوم‭ ‬بمجهودات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ليل‭ ‬نهار،‭ ‬للتصدي‭ ‬للهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬ولإبطال‭ ‬كل‭ ‬خطة‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬المس‭ ‬‮ ‬بأمن‭ ‬الوطن‭ ‬وبأمن‭ ‬المواطن‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬‮ ‬رداً‭ ‬قوياً‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬العدائية‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬الذي‭ ‬يصاب‭ ‬بالسعار‭ ‬حين‭ ‬يحقق‭ ‬المغرب‭ ‬إنتصارات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬على‭ ‬النطاق‭ ‬الدولي‭. ‬وقد‭ ‬ارتبك‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر‭ ‬ارتباكاً‭ ‬شديداً‭ ‬بالبيان‭ ‬القوي‭ ‬والشجاع‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬أربعون‭ ‬دولة‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بجنيف‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تجدد‭ ‬فيه‭ ‬دعمها‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬وتؤكد‭ ‬الالتزام‭ ‬المغربي‭ ‬بمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬وتشهد‭ ‬بنجاعة‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬تنهجها‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الحقوقي‭ .‬
 
وأمام‭ ‬كل‭ ‬انتصار‭ ‬دبلوماسي‭ ‬يحققه‭ ‬المغرب،‭ ‬يجد‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬‮ ‬أن‭ ‬خير‭ ‬وسيلة‭ ‬لإفساد‭ ‬أجواء‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬هي‭ ‬زرع‭ ‬الفتن‭ ‬ونشر‭ ‬الفوضى‭ ‬وإطلاق‭ ‬حملة‭ ‬من‭ ‬الإشاعات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والأباطيل،‭ ‬تخل‭ ‬بالأمن‭ ‬العام‭ ‬وتزعزع‭ ‬ركائز‭ ‬الاستقرار‭ ‬ودعائم‭ ‬الوئام‭ ‬الأهلي‭ ‬وقواعد‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الراسخة‭.‬
 
‮‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬يتعين‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬الفنيدق‭ ‬والمنطقة‭ ‬الجبلية‭ ‬المحيطة‭ ‬بها،‭ ‬فالنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬ضليع‭ ‬منتهى‭ ‬الضلوع‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬تفاقمت‭ ‬حدتها‭ ‬و‭ ‬تعاظم‭ ‬خطرها،‭ ‬ومتآمر،‭ ‬بالوضوح‭ ‬الذي‭ ‬لامزيد‭ ‬عليه،‭ ‬ضد‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬المغربية،‭ ‬والوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭. ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬انتهاك‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يقضي‭ ‬باحترام‭ ‬مبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭. ‬



في نفس الركن