2024 فبراير 20 - تم تعديله في [التاريخ]

لعاب‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬يسيل‭ ‬أمام‭ ‬العروض‭ ‬المغربية‭

مستقبل‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬إمدادها‭ ‬بالطاقة‭ ‬الخضراء‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬


العلم الإلكترونية - سعيد الوزان

باتت‭ ‬الأنظار‭ ‬متجهة‭ ‬أكثر‭ ‬صوب‭ ‬المغرب‭ ‬باعتباره‭ ‬وجهة‭ ‬طموحة‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬البديلة‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬يتوفر‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬طبيعية‭ ‬تجعل‭ ‬منه‭ ‬نقطة‭ ‬جذب‭ ‬لكبار‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأجانب،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬مستقبل‭ ‬الانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭.‬
 
وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬يسيل‭ ‬لعابها‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬المغربي‭ ‬المغري‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬الشركة‭ ‬العملاقة‭ ‬‮«‬توتال‭ ‬إيرين‮»‬‭ ‬باقتناء‭ ‬170‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬بهدف‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬مشاريعها‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬مثلها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مثل‭ ‬شركة‭ ‬الطاقة‭ ‬الإماراتية‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬نيتها‭ ‬استثمار‭ ‬10‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬مماثل‭.‬
 
وشكل‭ ‬مؤتمر‭ ‬ميونيخ‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الستين‭ ‬التي‭ ‬أسدل‭ ‬الستار‭ ‬عنها‭ ‬متم‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفارط‭ ‬فرصة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التسويق‭ ‬للوجهة‭ ‬المغربية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬ليلى‭ ‬بنعلي،‭ ‬وزيرة‭ ‬الانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬الهامة،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬المباحثات‭ ‬التي‭ ‬جمعتها‭ ‬ب»روبرت‭ ‬هاييك‮»‬،‭ ‬نائب‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬ووزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الفيدرالي،‭ ‬والتي‭ ‬انصبت‭ ‬حول‭ ‬السبل‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتعزيز‭ ‬وتقوية‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭.‬
 
وعلقت‭ ‬الوزيرة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬هذه‭ ‬المباحثات‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬شكلت‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لمناقشة‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬القوية‭ ‬ببن‭ ‬الرباط‭ ‬وبرلين،‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬انتقال‭ ‬الطاقة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬كاشفة‭ ‬أن‭ ‬مسار‭ ‬المغرب‭ ‬المتنامي‭ ‬ليصبح‭ ‬فاعلا‭ ‬مركزيا‭ ‬ورئيسيا‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الجديد‭ ‬شكل‭ ‬عصب‭ ‬هذه‭ ‬المباحثات‭.‬
 
وبدوره،‭ ‬عبر‭ ‬نائب‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬عن‭ ‬نيته‭ ‬زيارة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال‭ ‬للمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬مضامين‭ ‬التقارب‭ ‬الطاقي‭ ‬الألماني‭ ‬المغربي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬أخرى‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭.‬
 
كما‭ ‬جمعت‭ ‬الوزيرة‭ ‬المغربية‭ ‬مباحثات‭ ‬أخرى‭ ‬أجرتها‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬البلجيكية،‭ ‬‮«‬تين‭ ‬فان‭ ‬دير‭ ‬سترايتن‮»‬‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الانتقال‭ ‬الطاقي‭.‬
 
وفي‭ ‬سياق‭ ‬مرافعتها‭ ‬حول‭ ‬العرض‭ ‬الطاقي‭ ‬المغربي‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬الستين‭ ‬لمؤتمر‭ ‬ميونيخ‭ ‬للأمن،‭ ‬قالت‭ ‬بنعلي‭ ‬خلال‭ ‬ندوة‭ ‬حول‭:‬‮»‬‭ ‬معضلة‭ ‬نزع‭ ‬الكربون،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتقالات‭ ‬عادلة‭ ‬وسلمية‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬الجنوب‮»‬‭ ‬إن‭ ‬المملكة‭ ‬تحبل‭ ‬بمزايا‭ ‬أكيدة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬مع‭ ‬مؤهلات‭ ‬تعد‭ ‬ضمن‭ ‬الأفضل‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العالم‭.‬
 
وبعد‭ ‬تذكيرها‭ ‬بكون‭ ‬المغرب‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬تقوم‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬شراكة‭ ‬خضراء‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬شددت‭ ‬وزيرة‭ ‬الانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬لديها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬لإقامة‭ ‬شراكات‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية،‭ ‬مشيرة‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يتمتع‭ ‬بخبرة‭ ‬تمتد‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬مهمة‭ ‬للانتقال‭ ‬الطاقي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬خبرة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعدين،‭ ‬والذي‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬قطاعا‭ ‬مهما‭ ‬للمعادن‭ ‬الحيوية‭.‬
 
ويذكر‭ ‬أن‭ ‬صندوق‭ ‬التنمية‭ ‬الألماني‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬تخصيص‭ ‬270‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬لدعم‭ ‬تطوير‭ ‬صناعة‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬ودول‭ ‬أخرى،‭ ‬فيما‭ ‬كشفت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فيست‭ ‬دويتشه‭ ‬ألغماينه‭ ‬تسايتونغ‮»‬‭ ‬مطلع‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬‮«‬ميغيل‭ ‬لويز‮»‬،‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬تيسن‭ ‬جروب‮»‬‭ ‬من‭ ‬بلاده‭ ‬بناء‭ ‬خطوط‭ ‬أنابيب‭ ‬مخصص‭ ‬لنقل‭ ‬الهيدروجين‭ ‬تربطها‭ ‬بالمغرب‭ ‬مرورا‭ ‬بإسبانيا‭ ‬والبرتغال‭.‬
 
وتواترت‭ ‬التقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬الأوروبية‭ ‬عن‭ ‬حاجة‭ ‬القارة‭ ‬العجوز‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬إمداداتها‭ ‬من‭ ‬الهيدروجين‭ ‬المغربي،‭ ‬مسلطة‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الاقتراح‭ ‬المغربي‭ ‬بإنشاء‭ ‬خط‭ ‬ضخم‭ ‬من‭ ‬أنابيب‭ ‬الهيدروجين‭ ‬بطول‭ ‬5600‭ ‬كيلومتر‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬11‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تشغيله‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬الغاز‭ ‬المغربي‭ ‬النيجيري‭ ‬الذي‭ ‬تبلغ‭ ‬تكلفته‭ ‬حوالي‭ ‬25‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬



في نفس الركن