2023 نونبر 28 - تم تعديله في [التاريخ]

لا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية


العلم الإلكترونية - الرباط 

كلما‭ ‬تأزمت‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬جراء‭ ‬تصاعد‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العموم،‭ ‬تأكدت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الإنصات‭ ‬لأصوات‭ ‬الحكمة‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ ‬ونفاذ‭ ‬البصيرة،‭ ‬والوقوف‭ ‬عند‭ ‬الأفكار‭ ‬ومقترحات‭ ‬الحلول‭ ‬للأزمة‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭. ‬وقبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬،‭ ‬قدم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬أمام‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬نوفمبر‭ ‬بالرياض،‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬التزام‭ ‬العاهل‭ ‬الكريم‭ ‬،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬بالسلام،‭ ‬وبصفة‭ ‬جلالته‭ ‬رئيساً‭ ‬للجنة‭ ‬القدس‭. ‬ويوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬توالي‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬المدمرة‭ ‬للحياة‭ ‬بشراً‭ ‬وحجراً‭ ‬وشجراً،‭ ‬تتأكد‭ ‬أهمية‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬والمتنورة‭ ‬والحكيمة،‭ ‬التي‭ ‬تنبني‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬أربع‭ ‬صيغت‭ ‬في‭ ‬العبارات‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نمل‭ ‬من‭ ‬تكرارها‭ ‬وتعميق‭ ‬معانيها‭ ‬وتأصيل‭ ‬مفاهيمها،‭ ‬وهي‭ ( ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬سلام‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يضمن‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬ولا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬ولا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬تقوية‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس،‭ ‬ولا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬لأمنٍ‭ ‬إقليمي‭ ‬مستدام‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭). ‬‭ ‬وهي‭ ‬عناصر‭ ‬عالية‭ ‬القيمة‭ ‬لتسوية‭ ‬سياسية‭ ‬عبر‭ ‬استئناف‭ ‬مسلسل‭ ‬المفاوضات‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬المرجعيات‭ ‬الدولية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها،‭ ‬سعياً‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬مبدإ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬قاعدة‭ ‬قانونية‭ ‬ومساراً‭ ‬سياسياً‭ ‬يلتزم‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬و‭ ‬تنادي‭ ‬به‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الإدارات‭ ‬المتعاقبة‭. ‬وقد‭ ‬تبين‭ ‬بمنتهى‭ ‬الوضوح‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬إلا‭ ‬الحل‭ ‬السياسي،‭ ‬وأن‭ ‬الحرب‭ ‬لن‭ ‬تحقق‭ ‬السلام‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬ولا‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وأن‭ ‬القوة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬و‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ .‬
 
إن‭ ‬التحولات‭ ‬المثيرة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬حيال‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المروعة،‭ ‬جعلت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬الجاد‭ ‬في‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ضرورةً‭ ‬مؤكدةً،‭ ‬وملاذاً‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬ضيق‭ ‬الحرب‭ ‬وأهوالها،‭ ‬إلى‭ ‬سَعَة‭ ‬السلام‭ ‬وآثاره‭ ‬الإيجابة‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭. ‬وجاء‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية،‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬عقده‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬البلجيكي‭ ‬الكسندر‭ ‬دي‭ ‬كرو‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬غزة‭ ‬ومصر‭ ‬،‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬مؤكداً‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬المسؤول‭ ‬الإسباني‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ (‬إن‭ ‬اسبانيا‭ ‬قد‭ ‬تتخذ‭ ‬قرارها‭ ‬الخاص‭ ‬بشأن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭)‬،‭ ‬داعياً‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭. ‬و‭ ‬هو‭ ‬الموقف‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬البلجيكية،‭ ‬بمفردات‭ ‬متقاربة‭ ‬في‭ ‬المعنى‭. ‬وكان‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬مسؤول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬المنطقة‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنصرم،‭ ‬قد‭ ‬دعا‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬وتقدم‭ ‬بمقترحات‭ ‬تتعلق‭ ‬بإدارة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬سلطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬بنسخة‭ ‬معززة‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬مع‭ ‬شرعية‭ ‬يحددها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ . ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬واعتماد‭ ‬التفاوض‭ ‬سبيلاً‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ .‬
 
وهكذا‭ ‬تتوضح‭ ‬صوابية‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وجديتها‭ ‬و‭ ‬واقعيتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬واضحاً‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المنعقدة‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬و‭ ‬يظهر‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬يدلي‭ ‬بها‭ ‬القادة‭ ‬و‭ ‬المعلقون‭ ‬والمحللون‭ ‬السياسيون‭ ‬و‭ ‬حكماء‭ ‬العالم‭ ‬ومحبو‭ ‬السلام‭ .‬
 
إن‭ ‬الأفكار‭ ‬الجادة‭ ‬والمستنيرة‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عنها‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬تتبلور‭ ‬في‭ ‬مقترحات‭ ‬عملية‭ ‬وواقعية،‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬العناصر‭ ‬الرئيسة‭ ‬لهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬المتكاملة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الأيام‭ ‬تثبت‭ ‬أنها‭ ‬حصيلة‭ ‬للحكمة‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ ‬ونفاذ‭ ‬البصيرة‭ ‬وعمق‭ ‬الفهم‭ ‬للتطورات‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ . ‬



في نفس الركن