2021 أبريل 26 - تم تعديله في [التاريخ]

لا يحدث إلا في أفلام الإجرام حيث يتفنن المجرمون في إخفاء الهوية

الحكومة الإسبانية تتواطأ مع المخابرات الإسبانية لضمان دخول سالم لمجرم مبحوث عنه قضائيا بهوية مزورة، والحكومة المغربية تعبر عن استغرابها ومحامون يقدمون شكاية أمام القضاء الأسباني ودعوات للاحتجاج في إسبانيا


العلم الإلكترونية - الرباط
 
قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، امس الأحد، إن المملكة المغربية تعرب عن أسفها لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها المدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات «البوليساريو» الانفصالية، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
 
وأضافت الوزارة، في بلاغ لها أن المغرب يعبر عن خيبة أمله من هذا الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية. واعتبرت الوزارة أن موقف إسبانيا يثير قدرا كبيرا من الاستغراب وتساؤلات مشروعة: لماذا تم إدخال المدعو إبراهيم غالي إلى إسبانيا خفية وبجواز سفر مزور؟ ولماذا ارتأت إسبانيا عدم إخطار المغرب بالأمر؟ ولماذا اختارت إدخاله بهوية مزورة؟ ولماذا لم يتجاوب القضاء الإسباني بعد مع الشكاوى العديدة التي قدمها الضحايا؟ وخلص البلاغ إلى أنه «لهذه الأسباب تم استدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته».
 
ودخل الضحايا الإسبان للأعمال الإرهابية التي ارتكبها انفصاليو «البوليساريو « على خط المطالبات المتصاعدة بإلقاء القبض الفوري على المدعو إبراهيم غالي الذي أدخل إلى مستشفى في (لوغرونو) قرب سرقسطة بهوية وبأوراق ثبوتية مزورة بهدف الفرار من القضاء الإسباني.
 
ففي بيان لها، أكدت الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب (أكافيتي) أن المدعو إبراهيم غالي «الذي هو موضوع مذكرة بحث واعتقال جراء الاعتداءات والهجمات التي ارتكبها، «يجب أن تعتقله السلطات الإسبانية على الفور»، منددة بـ «دخوله غير الشرعي إلى التراب الإسباني».
 
وكانت وزيرة الخارجية الاسبانية قد حاولت احتواء تداعيات الملف مباشرة بعد انكشاف خبر استقبال مدريد سرا لزعيم الانفصاليين في إطار اتفاق سري ابرم مع الجزائر يقضي بدخول ابراهيم غالي الى مستشفى لوكرونو شمال سرقسطة الاربعاء الماضي بهوية جزائرية مزورة.
 
رئيسة الدبلوماسية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا و لتطويق شظايا الواقعة على العلاقات الثنائية مع الرباط ، أعلنت الجمعة الماضي في مؤتمر صحفي أن دخول زعيم الانفصاليين إلى المستشفى والأمين العام لجبهة البوليساريو لا يمنع أو يزعج على الإطلاق العلاقات الممتازة مع المغرب , حيث وصفت لايا الدولة المجاورة بأنها شريك متميز اقتصاديًا وسياسيًا أمنيا وتجاريًا وفي مكافحة تغير المناخ بالنسبة لمدريد , لكن المسؤولة الاسبانية تحفظت عن الكشف عن تفاصيل الملف.
 
وكانت مجلة جون أفريك الفرنسية قد كشفت أن ابراهيم غالي، قد نقل الأربعاء الماضي في حالة صحية حرجة إلى مستشفى لوغرونيو، بالقرب من سرقسطة في إسبانيا، مشيرة إلى أنه دخل بهوية مزورة بجنسية جزائرية، تفاديا للمتابعة القضائية، وتجنبا للمشاكل مع القضاء الإسباني الذي يتهمه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
 
واتضح فيما بعد أن أن السلطات الجزائرية التي تكتمت لوقت طويل على الخبر , لم تقرر وضع طائرة خاصة رهن إشارة الزعيم الانفصالي البالغ من العمر 73 سنة الا بعد ألتوصل بضمانات من حكومة مدريد بعدم اعتقال إبراهيم غالي فوق ترابها تنفيذا لقرار قضائي من المحكمة الوطنية العليا بمدريد قبل خمس سنوات يقضي بإيقاف الزعيم الانفصالي و التحقيق معه في شبهة جرائم تتعلق بارتكاب جرائم إبادة جماعية وقتل وتعذيب واختفاء ضد السكان الصحراويين المنشقين الذين لجأوا إلى مخيمات تندوف (الجزائر)..
 
الحكومة الجزائرية وفرت لابراهيم غالي في ظرف قياسي جواز سفر جزائري بهوية مزورة ( محمد بن باطوش).
 
في غضون ذلك تقدم محامو ضحايا الأعمال الإجرامية التي ارتكبها إبراهيم غالي بشكاية مستعجلة أمام المحاكم الإسبانية، من أجل تفعيل مذكرة التوقيف الأوروبية الصادرة في حق هذا الأخير واعتقاله بعد استجوابه في المستشفى الذي يرقد فيه.
 



في نفس الركن