العلم الإلكترونية - محمد بشكار
إلى شُهداء الحوز الذين امتصُّوا بأطْلسهم المَنيع أعْتى الزلازل..
اليَوْمَ أنْسَى لِتَكْبُرَ
ذَاكِرَتِي فِي
الفَرَاغِ بِحَجْمِ
السَّرَابْ
اليَوْمَ أبْعَثُنِي مِنْ
رَمِيمِ حُرُوفِيَ
حَيّاً لِأشْقَى، فَيَا
لَيْتَ مَا كَتَبَتْهُ
يَدِي
لِبَيَاضِهِ
تَابْ !
اليَوْمَ أنْسَى
وَأنْفُضُ عَنْ كَاهِلِي
حَاضِرَ الذِّكْرَيَاتِ الَّتِي
قَوَّسَتْنِي لِيَرْتَدَّ جُرْحُ
النِّبَالِ لِقَلْبِي، فَلَا
أمْسُ اَفْقِدُ فِي تِيهِهِ
الدَّرْبَ لِلْغَدِ،
لَا أمْسُ يَجْعَلُنِي
مَاضِياً مِنْ حَيَاتِي،
أنَا لَسْتُ أمْضِي إلَى
أيِّ أمْسٍ وَأتْرُكُ
حُبِّيَ وَحْدَهُ مُنتَظِراً
فِي غَدِي !
اليَوْمَ أنْسَى لِأبْدَأَ
مِنْ آخِرِي أوَّلِي فِي
سَدِيم الخَلِيقَةِ. أمْحُو
وَأهْطِلُ مِنْ أَعْيُنِي
مَطَراً فِي سُيُولِهِ تَجْرِي
الشَّوَارِعُ تَحْمِلُ
فِي كَفِّهَا مَوْعِدِي.
اليَوْمَ أكْنِسُ أحْذَقَ
مِنْ خِفَّةِ الرِّيحِ تَنْفُضُنِي
أثَراً لَيْسَ يُفْضِي إلَى
أيِّ عُنْوَانْ
اليَوْمَ أغْسِلُ أجْعَلُ
مِنْ قَلَمِي عَامِلاً
للِنَّظَافَةِ. أفْقِدُ وَعْيِي أدُوخُ
تَمِيلُ المَبَانِي وتُطْوَى
السُّقُوفُ وَفِي
طَيِّهَا قَامَتِي، صَارَ
ذَقْنِي حِذَائِي، فَلَا يَخْرُجُ
البَابُ إلَّا لِيَدْخُلَ بَاباً وَفِي
كَهْفِ إبْطِهِ نَافِذَةٌ تَفْتَحُ الدَّفَّتَيْنِ
لِيَصْطَفِقَا بِالصُّرَاخِ:
وَأحْرِقُ أهْدِمُ أَجْتَثُّ
ألْفُظُ أجْزُرُ مَدّاً وَأمْتَدُّ
جَزْراً كَمَا لَوْ
تَجَشَّأَ بَحْرٌ، وَأقْطَعُ
عِرْقاً لِأُفْرِغَنِي
مِنْ دِمَاءٍ وَأمْلَأنِي
بِالهَوَاءِ لَعَلِّي إذَا طِرْتُ
تَلْمَسُنِي فِي الحَضِيضِ
سَمَاءٌ..