2022 ماي 30 - تم تعديله في [التاريخ]

كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬توحي‭ ‬بضخ‭ ‬دماء‭ ‬جديدة في‭ ‬شريان‭ ‬علاقة‭ ‬الرباط‭ ‬بباريس

الأنظار‭ ‬مصوبة‭ ‬نحو‭ ‬كاترين‭ ‬كولونا‭ ‬لتعزيز‭ ‬الصلات‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وفرنسا


العلم الالكترونية - عزيز‭ ‬اجهبلي‭ ‬ 

تواصل‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬الإسبانية‭ ‬اتصالاتها‭ ‬بمختلف‭ ‬الفرقاء‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬بلادها‭ ‬لتأكيد‭ ‬التشبث‭ ‬بموقفها‭ ‬الداعم‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬لحل‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تنقل‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬خوسي‭ ‬مانويل‭ ‬ألباريس‭ ‬لجزر‭ ‬الكناري‭ ‬لطمأنة‭ ‬الحكام‭ ‬المحليين‭ ‬مستعرضا‭ ‬مزايا‭ ‬الاتفاق‭ ‬المغربي‭ ‬الإسباني‭ ‬الذي‭ ‬أعاد‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬مجراها‭ ‬الطبيعي‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭.‬

وقال‭ ‬ألباريس‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المحلية‭ ‬بجزر‭ ‬الكناري‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنصرم‭ ‬مدافعا‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية،‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬ساهمنا‭ ‬بموقفنا‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬مشكل‭ ‬عمر‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬مناسب‭ ‬وحاسم،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬

ودافع‭ ‬ألباريس‭ ‬بحماس‭ ‬عن‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬إسبانيا‭ ‬والمغرب‭ ‬الذي‭ ‬دشنه‭ ‬البلدان‭ ‬إثر‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬بجلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬المنصرم‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬لإسبانيا‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬والذي‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬حكومة‭ ‬الجارة‭ ‬الإيبيرية‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭.‬

وقال‭ ‬ألباريس‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬،‭ ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬جزر‭ ‬الكناري‭ ‬سيكون‭ ‬مفيدا‭ ‬لأنه‭ ‬سيمكن‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬قضية‭ ‬الهجرة‭ ‬السرية‭ ‬للجزر‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المغرب،‭ ‬وهذا‭ ‬التعاون‭ ‬سيمكن‭ ‬من‭ ‬تكثيف‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬مافيا‭ ‬الهجرة‭ ‬السرية،‭ ‬كما‭ ‬سيمكن‭  ‬من‭  ‬مراقبة‭ ‬الجماعات‭ ‬الجهادية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭.‬

وأوضح‭ ‬ألباريس‭ ‬أن‭ ‬وصول‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬إلى‭ ‬جزر‭ ‬الكناري‭ ‬انخفض‭ ‬بنسبة‭ ‬80‭% ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالشهر‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬2021‭.‬

كما‭ ‬نبه‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسباني‭ ‬من‭ ‬تعقّد‭ ‬الأوضاع‭ ‬مُستقبلا،‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬نظرًا‭ ‬لزيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الأسمدة‭ ‬والحبوب،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬‮«‬الضعيفة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬مشاكل‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيُخلّف‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬‮« ‬الضغط‮ »‬‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬الهجرة‭.‬

وتأتي‭ ‬زيارة‭ ‬ألباريس‭ ‬لجزر‭ ‬الكناري‭ ‬أيام‭ ‬قبل‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية‭ ‬المشتركة‭ ‬حول‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود،‭ ‬والتي‭ ‬ستبدأ‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬مسؤولو‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬المقبل‭.‬

ويعتبر‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬بين‭ ‬إسبانيا‭ ‬والمغرب،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬قبالة‭ ‬جزر‭ ‬الكناري‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬النقط‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬مباشرة‭ ‬المفاوضات‭ ‬حولها‭ ‬بشكل‭ ‬ثنائي‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬وضعها‭ ‬الطبيعي‭ .‬

وكان‭ ‬المغرب‭ ‬قد‭ ‬أقر‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2020مشروعيْ‭ ‬قانونين‭ ‬يحددان‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬للمملكة،‭ ‬وينشئان‭ ‬منطقة‭ ‬اقتصادية‭ ‬خالصة‭ ‬يبلغُ‭ ‬مداها‭ ‬مئتي‭ ‬ميل‭ ‬بحري‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الواقعة‭ ‬بين‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬وجزر‭ ‬الكناري‭ .‬

وأثارت‭ ‬الخطوة‭ ‬حفيظة‭ ‬حكام‭ ‬جزر‭ ‬الكناري‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬سارعت‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزيرة‭ ‬خارجيتها‭ ‬آنذاك‭ ‬أرانشا‭ ‬غونثاليث‭ ‬لايا‭ ‬إلى‭ ‬القول،‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬اتفاقا‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬ومدريد‭ ‬على‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬ثنائي‭ ‬وليس‭ ‬بشكل‭ ‬أحادي‭.‬

ويستند‭ ‬الإجراء‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لجأ‭ ‬إليه‭ ‬المغرب‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬هذا‭  ‬لا‭ ‬يستجيب‭ ‬للمصالح‭ ‬الإسبانية،‭ ‬خاصة‭ ‬الحكومة‭ ‬المحلية‭ ‬لجزر‭ ‬الكناري‭ ‬التي‭ ‬تضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتزاع‭ ‬اتفاق‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحها‭.‬

وكانت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬إبان‭ ‬إقدام‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬ترسيم‭ ‬حدوده‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬نيتها‭ ‬فتح‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬معاد‭.‬

ومما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬شيوع‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬معادن‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬سيحوزها‭ ‬المغرب‭



في نفس الركن