2024 أبريل 28 - تم تعديله في [التاريخ]

كلمة هامة للأمين العام لحزب الاستقلال في الجلسة الختامية للمؤتمر

مدعوون إلى تحويل مخرجات المؤتمر إلى إستراتيجية جديدة تحدد بوضوح دقة الأهداف وخطة العمل..


الاستقلاليون ينتخبون بالإجماع نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية

تحصين وتثمين وإغناء المرجعية الاستقلالية والتطلعات اللازمة للتنمية والتقدم تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك   

 
*العلم: بوزنيقة - تـ / حسني + الأشعري*


انتخب الأستاذ نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية في إطار الأشغال التي جرت خلال الدورة الأولى للمجلس الوطني للحزب ليلة السبت 27 أبريل 2024 في بوزنيقة.


وقد جاء انتخاب الأستاذ نزار بناء على تصويت علني بإجماع كل أعضاء المجلس.


وتميزت أشغال الدورة، بأجواء استثنائية وحماسية، طبعها الشعور بروح المسؤولية الحزبية التي تروم من منطلقات الغيرة لخدمة المصلحة العامة للحزب، وذلك من أجل تعزيز تواجده القوي والمتفرد في الساحة السياسية، والحفاظ على جميع المكتسبات، وهو ما ظهر جليا من خلال الحضور القوي واللافت لأعضاء المجلس الذين يمثلون مختلف مناطق جهات المملكة، وإقدامهم بكل حماس على ترديد مجموعة من الشعارات التي تبرز هوية حزب الاستقلال في النضال، ووحدته الرصينة.


في البداية، أعلن الأخ عبد الصمد قيوح عن لجنة رئاسة المؤتمر، عن أسماء المرشحين لمنصب الأمين العام، وهما الأخوين نزار بركة، ورشيد أفيلال العلمي الإدريسي، قبل أن يعلن الأخير عن سحب ترشيحه، ليبقى الأخ نزار بركة مرشحا وحيدا، لتنطلق الهتافات الحماسية لأعضاء المجلس الوطني، المؤيدة للأمين العام قبل التصويت عليه علنا بالإجماع، وتجديد الثقة فيه لقيادة حزب الاستقلال لولاية ثانية.


أما بخصوص النقطة الثانية المدرجة ضمن أشغال الدورة الأولى للمجلس الوطني، المتعلقة بالمصادقة على لائحة وحيدة لأعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، فقد أعلن الأخ نزار بركة عقب تسلمه لمفاتيح قيادة الحزب لولاية أخرى، أن العملية تتطلب بعض الوقت والتأني والحكمة والرزانة لاختيار لائحة لأعضاء اللجنة المذكور قبل عرضها على أنظار المجلس الوطني للتصويت عليها، على اعتبار أن أعضاء اللائحة سيشكلون برفقته فريقا منسجما لرسم إستراتيجيات الحزب من أجل استشراف مستقبل أفضل خلال المحطات القادمة، وللعمل على تحقيق أكثر مما تحقق من مكتسبات خلال الفترة السابقة، مذكرا بأن عدد لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية تضم 30 عضوا وفق التعديلات الجديدة التي طرأت على تعديلات القانون الأساسي للحزب المصادق عليها خلال المؤتمر الوطني الثامن عشر.


وقد خلف إعادة انتخاب الأخ نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال، ارتياحا كبيرا في نفوس أعضاء المجلس الوطني وباقي مكوناته، لكونه رجل المرحلة القادر على إعطاء نفس جديد للحزب، وإعادة التوهج لتنظيماته الموازية، من أجل تبوؤ حزب الاستقلال للمكانة الأساسية التي يستحقها على المستوى الوطني خلال سنوات القادمة.


إثر تجديد الثقة في الأستاذ نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال، تلا كلمة هامة من بين ما جاء فيها:


"أتقدم بالشكر لكل الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني، الذين جددوا ثقتهم في شخصي المتواضع، وفي المشروع الجماعي المتجدد، الذي تعاقدنا حوله من المؤتمر 17، وسوف نواصل تنفيذه برسم المرحلة القادمة، من أجل النهوض بأداء حزبنا وتموقعه وتطوير فاعليته في خدمة الوطن والمواطن، الذي جددناه في هذا المؤتمر. 


بهذه المناسبة أيضا، ولأننا في حزب الاستقلال تربينا على المبادئ والقيم الوحدوية، أحيي الأخ رشيد أفيلال الذي كان قد وضع ترشحه في إطار التنافس المشروع لإنجاح هذا الاستحقاق، والشكر موصول كذلك إلى كل المناضلات والمناضلين، وهم بالآلاف الذين انخرطوا في دينامية التحضير للمؤتمر العام وإنجاح المؤتمرات الإقليمية، وساهموا كذلك بالنقاش البناء والتفكير الخلاق والاقتراح الوجيه لتطوير الإطار القانوني والتنظيمي لحزبنا، وتحيين التصورات الفكرية والسياسية الكفيلة بمواكبة طموحات بلادنا المستقبلية. 


في هذا الإطار، أشكر أعضاء اللجنة التحضيرية على العمل الهام الذي قاموا به في هذا المؤتمر وفي ظروف قياسية، وهذا يبرهن مرة أخرى على قوة ووحدة وتضامن حزب الاستقلال.


ونحن مدعوون إلى تحويل مخرجات المؤتمر العام 18، إلى استراتيجية جديدة، تحدد بوضوح دقة الأهداف وخطة العمل التي علينا تنفيذها لنكون على موعد مع الاستحقاقات القادمة. 


وفي هذا الإطار علينا أن نواصل العمل من أجل تقوية وتوسيع المصالحة والثقة داخل البيت الاستقلالي، تحصين وتثمين وإغناء المرجعية الاستقلالية التي تقدم الحلول والبدائل الملائمة لحاجة المواطنات والمواطنين، والتطلعات اللازمة للتنمية والتقدم وتحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس أيده الله. 


زيادة على تعزيز حكامتنا وآليات واشتغالنا في المؤسسات الحزبية والقطاعية والموازية في اتجاه مزيد من المسؤولية والشفافية والنزاهة، وجعل المناضل والمناضلة في خدمة الوطن والمواطن، وذلك من أجل إعلاء الصالح العام، ونكران الذات والحرص على تقديم الأفضل والأصلح لبلادنا و للمواطنات والمواطنين. 


وكذا مواصلة تقوية مكانة حزبنا في الأغلبية الحكومية وفي البرلمان والجماعات الترابية، وأن نضع صدارة المشهد السياسي كهدف قريب وفي متناولنا إذا اشتغلنا جميعا في إطار الوحدة، وإذا ابتعدنا عن الحسابات الضيقة وتسلحنا بالتضامن والتماسك .


في الواقع اليوم، وفي هذه الحظة تحديدا لا يسعنا إلا أن نؤكد أن حزب الاستقلال وقيادته التي قامت بدور فعال خلال هذه الولاية، والتي استطاعت أن تصل وتحقق أمر أساسي وهو ما جمعنا أولا، وهو التوافق الشمولي الذي حققناه والذي مكننا من تنظيم المؤتمر في أحسن الظروف، والذي جعلنا نجتمع اليوم على كلمة واحدة، وهي "يحيا حزب الاستقلال"،  لا يخفى عنكم أن المشهدين السياسي والحزبي اليوم يعيش لحظة تاريخية، لأننا في إطار مراجعة حقيقية، ونقولها صراحة هناك إشكالية حقيقية اليوم وهي الثقة في العمل السياسي، وتأطير المواطنات والمواطنين، والثقة في التنظيمات المنتخبة، وماهو أخطر يتمثل في إشكالية الثقة في المستقبل.


ونحن كحزب سياسي ووطني لديه أكثر من 80 سنة من التاريخ، وله تراكمات إيجابية بالنسبة لبلادنا، كان وسيظل دوما في خدمة هذا الوطن، وهو اليوم من مسؤوليتنا جميعا أن نغير أسلوب عملنا، أن نأخذ بعين الاعتبار التطورات التي يعرفها العالم، والتي تعرفها التكنولوجيات ووسائط التواصل الاجتماعي، لنكون في الموعد مع التاريخ ونساهم في تحقيق هذه الطفرة التي أرادها جلالة الملك محمد السادس أيده الله، للنهوض بمستقبل البلاد، وحزب الاستقلال سيكون في صلب هذا الطموح لنحقق هذه الأهداف ونحفظ للمغاربة كرامتهم ونمتعهم بكامل حقوقهم. 


ونحن كحزب الاستقلال، حزب ديمقراطي، لا محيد عنه في الاختيارات الكبرى لبلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة. 


معشر الأخوات والإخوة، أعضاء المجلس الوطني، المسؤولية الجسيمة، ونحن مؤتمنون جميعا على صون هذه الأمانة التي تقلدها قبلنا رواد ومؤسسون ووطنيون غيورون وفي مقدمتهم زعيمنا الراحل علال الفاسي رحمه الله.


 نحن مؤتمنون على صون وتثبيت ذلك الرصيد الوازن، من الفكر والقيم والوحدة والمكتسبات النضالية والسياسية، التي تصنع ماهية وخصوصية حزب الاستقلال، وكما كان حزب الاستقلال في الماضي والحاضر والمستقبل إن شاء الله. 


وبالتالي إن حزب الاستقلال في الحاجة إلى كل الأصوات، وكل الاستقلاليات والاستقلاليين، وسوف أؤكد لكم أن حزب الاستقلال هو أرحب لكي يتسع للجميع، فهو حزب الجميع، ولا فرق بين مناضل ومناضل إلا بالإنتاج والعمل والاجتهاد في إطار الهوية الاستقلالية. 


الأخوات والإخوة، أعضاء المجلس الوطني، أكيد أن عملية انتخاب هياكل وهيئات الحزب تشكل الحجر الأساس في انطلاق هذه الانتخابات الجديدة، وبالتالي نحن مدعوون جميعا إلى استحضار رصيد الوحدة والمصالحة والتماسك، واستحضار مبادئ الاستحقاق والانصاف، وإفراز لجنة تنفيذية متجانسة ومتكاملة، ومتضامنة وقادرة على الإبداع والفعل على أرض الواقع. 





في نفس الركن