مربو الماشية باقليمي جرادة وفيجيج غارقون في دهاليز الأزمة أمام صمت الحكومة‼
تلبية لنداء وطلب عدد من مربي الماشية( الكسابة) بنفوذ اقليمي جرادة و فيجيج، و الذين يعانون الأمرين مع معاناتهم المزمنة التي نتجت عن ظاهرة الجفاف الحاد و الأزمة التي تسببت فيها جائحة وباء كورونا، بالاضافة الى الصمت الحكومي أمام معاناتهم هذه..، قام وفد من برلمانيي الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بجهة الشرق: الدكتور عمر حجيرة نائب عمالة وجدة/أنكاد و عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومنسق جهة الشرق، الأستاذ ياسين دغو نائب اقليم جرادة و الأستاذ قادة لكبير نائب اقليم فيجيج/بوعرفة، بزيارة ميدانية لأقليمي جرادة وبوعرفة/ فجيج، حيث وقفوا عن كتب على عدة إكراهات ومشاكل يعيشها أهم قطاع يرتكز عليه نشاط واقتصاد هاذين الاقليمين الا وهو قطاع تربية المواشي..
وهكذا عقد الأخوة النواب الاستقلاليون بحضور عدد من رؤساء الجماعات و ممثلي الغرف المهنية و بعض فعاليات المجتمع المدني لقاءا تواصليا بجماعة معتركة التابعة لنفوذ اقليم فيجيج مع عدد من الكسابة، الذين نقلوا مختلف مشاكلهم ومعاناتهم، خاصة في ظروف الجفاف والوباء الذي ضرب البلاد مع غياب أي دعم مباشر وملموس من الجهات الحكومية خاصة وزارة الفلاحة، وخلص اللقاء الى رفع هذا الملف إلى قيادة حزب الاستقلال والفريق الاستقلالي بمجلسي البرلمان للترافع عنه ومحاولة إيجاد حلول أنجع في أقرب الآجال .
في البداية تقدم الاخ قادة الكبير نائب اقليم فكيك/بوعرفة ومفتش الحزب بالشكر لنواب الحزب بالجهة الشرقية على هذه المبادرة التي من شأنها إثارة انتباه الحكومة بشأن الوضعية المزرية التي تعيشها ساكنة الاقليم من جراء توالي سنوات الجفاف الذي اثر بشكل كبير على قطاع تربية الماشية، وبسبب الآثار السلبية لجائحة كورونا ، وتأثير موجة البرد القارس التي تعرفها المنطقة خلال الشهرين الأخيرين. وهي ظرفية نتج عنها إغلاق الأسواق الأسبوعية لفترة طويلة و وارتفاع أثمنة الأعلاف وندرة الأعلاف المدعمة، وتراجع أثمنة رؤوس الماشية لأدنى مستوياتها، وتدني مستوى المعيشة، وارتفاع نسبة البطالة في صفوف المواطنين، مما دفع بالكثير من الشباب الى الهجرة الى أوروبا عبر القطر الجزائري، وهو الامر الذي دفع بعائلاتهم الى الاقتراض وبيع مساكنهم وماشيتهم لتوفير المبلغ المالي المفروض من طرف شبكة المهربين، فتعرض البعض منهم الى الغرق في اعماق البحار، بينما زج بالبعض الآخر في سجون الجزائر، دون تحقيق الهدف المنشود.
وبالتالي فان الوضعية بالمنطقة جد مزرية وتتطلب تدخل الحكومة باعتماد برنامج استعجالي وفعال للحد من حدة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها ساكنة الاقليم والمنطقة.
حجيرة: "لابد من برنامج استعجالي يرتكز على الحاجيات الأساسية لهذه الشريحة من أبناء الجهة‼"
الدكتور عمر حجيرة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومنسق جهة الشرق النائب البرلماني لعمالة وجدة/أنكاد وجه من جهته الشكر والامتنان للأخ البشير لبيض رئيس جماعة معتركة والذي سخر منزله لهذا اللقاء الذي جمع عددا من الكسابة ومنخبي الاقليم و بعض فعاليات المجتمع المدني في احترام تام للاجراءات الاحترازية ضد وباء كورونا..
وقدم حجيرة للحاضرين تحيات أخيهم الأستاذ نزار بركة الأمين العام للحزب، ثم ذكر بالوقفة التفقدية لمختلف نقط الرعي بكل من اقليم جرادة و اقليم فيجيج، حيث ذكر بمعانات عدد كبير من الكسابة بالمنطقة من جراء الأزمة التي طالتهم بسبب الجفاف و جائحة كورونا وغلاء الأعلاف و انعدام الدعم وغيرها من المشاكل التي باتت تؤرق راحتهم، و أشار القيادي الاستقلالي في ذات السياق الى أن وفد البرلمانيين الاستقلاليين صادف مأساة لا توصف لبعض الكسابة و الذين منهم من قام ببيع قطيعه بأثمنة جد زهيدة ،محمد الجفالي: باع شاة ب 30 درهم، في ما اخر باع المئات بثمن 150 درهم للرأس، وعبر حجيرة ومرافقيه من النواب الاستقلاليين وممثلي وسائل الاعلام عن استيائهم الكبير وأسفهم لما شاهدوه و سمعوه.. كما وقف الوفد النيابي الاستقلالي على حقيقة معانات الكسابة بالجهة و المشاكل التي يتخبطون فيها.. و قال حجيرة في هذا الصدد: لقد وقفنا عن كتب على ما الت اليه أوضاع هذه الشريحة من المجتمع المغربي كما استمعنا الى عدد من الشكايات بخصوص الأعلاف وأسعارها المرتفعة والأمراض التي تعاني منها قطعان الأغنام والماعز، كأمراض الاسهال، وبويابسو التركير والرئة وخاصة بمنطقة "سيكة أولاد اعبيد"..
الى ذلك أشار حجيرة أنه وبعد الاستماع الى المتدخلين سنعمل كفريق نيابي على رفعه بعجالة للأخ الأمين العام للحزب وكذا لفريق الوحدة والتعادلية بمجلسي البرلمان للنواب والمستشارين وذلك في محاولة لمساعدة مربي الماشية بالجهة للخروج من الأزمة التي يعيشها القطاع، وأعلن في ختام كلمته عن العمل على ضرب موعد لنخبة من كسابة المنطقة وأعيانها مع قيادة الحزب ومع فريقي البرلمان الاستقلاليين، كما سيتم طرق جميع الأبواب لايجاد الحلول الناجعة، كون الملف الذي بين أيدينا ملف مستعجل ولابد له من حلول انية ومستعجلة..
أما الأخ ياسين دغو نائب اقليم جرادة بالبرلمان فتمنى بدوره أن يتوج هذا اللقاء الهام بالخروج بملف شامل لكل معانات و مشاكل مربي الماشية باقليمي جرادة و فيجيج.. واستعرض في هذا السياق بعض تدخلات اخوانه نواب الجهة بالبرلمان و التي تصب كلها في قضايا قطاع تربية المواشي بالجهة و ما تعانيه من اكراهات ثقيلة..
وجاء هذا اللقاء الذي استمر لأزيد من ست ساعات بمنزل المناضل الاستقلالي البشير لبيض، و ذلك بعد تفقد عدد من المناطق الرعوية بالاقليمين، مناسبة لطرح عدد من القضايا التي باتت تؤرق بال شريحة مربي الماشية بالمنطقة، حيث استمع ممثلو جهة الشرق بالبرلمان إلى مختلف المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية و البيئية التي يعيشها (الكسابة) طوال السنين الأخيرة و خاصة السنة الجارية.. و تتمثل هذه المعاناة في قلة المياه وتعرض قطعان الماشية للعطش حيث يستعملون العربات و الدواب من اجل جلب المياه من المناطق البعيدة، وتستغرق مدة البحث عن الماء في غالب الأحيان الى أزيد من 24 ساعة.. هذا و قد عبر بعض الكسابة باقليم بوعرفة فجيج و اقليم جرادة، عن أملهم في تدخل الدولة، للتخفيف عنهم من أثار جائحة كورونا، خاصة بعد إغلاق الأسواق التي يسوقون فيها مواشيهم. ويعد نشاط تربية الماشية، النشاط الأساسي للكسابة والرحل في هذا الإقليم.
للاشارة فان اقليمي جرادة و فيجيج يعتبران الأكثر تضررا اقتصاديا و اجتماعيا عن باقي أقاليم جهة الشرق، وقد صنفت المندوبية السامية للتخطيط إقليم فجيج، الأفقر على مستوى الجهة، وأن شخصا واحدا من بين أربعة أشخاص في وضعية هشاشة بالعالم القروي مهددين بالفقر.. و معلوم أن أغلب ساكنة الاقليم يعيشون من مردود تربية الماشية حيث سموا باسم "الكسابة"، وتتوفر المنطقة على أزيد من نصف مليون رأس من الأغنام و الماعز، وهي ثروة حيوانية هامة أصبحت مهددة بالهلاك نتيجة الجفاف الحاد و المزمن، وغلاء الأعلاف و حرمان الكسابة من الدعم.. ونتيجة للأزمة التي تسببت فيها جائحة وباء كورونا والتي أدت بالتالي الى اغلاق الأسواق التي تعرض فيها رؤوس الماشية والتي تعتبر بالنسبة لهم مصدرا للدخل وشريانا يغذي احتياجاتهم من سلع وبضائع وأعلاف ومواد غذائية، أصبحت في وضعية عزلة قاتلة أوقفت نمط عيشهم وحاصــرته.. وقد تسببت هذه الظروف الى تفقير مئات الأسر من البدو الرحل و حرمانهم من حقوقهم المادية والمعنوية..
وخلال الزيارة التفقدية للنواب البرلمانيين تم الوقوف على ماسي ثقيلة تتجلى في الظروف القاسية التي يعيشها الكساب بالاقليمين، والمتمثلة في ما تسببت فيه ظاهرة الجفاف وجائحة كورونا وقلة الدعم وغلاء الأعلاف وانعدام الماء و قساوة الطقس الذي تعرفه منطقة النجود العليا، وبعد نقط الماء وغياب برامج استعجالية لتنشيط القطاع و بالتالي الصمت الحكزمي الحاد أمام هذه المعانات.. و قد صرح عدد من الكسابة بما يعيشونه من ماسيحقيقية، الى درجة أن بعضهم قام ببيع رؤوس أغنامه بأثمنة جد متدنية حتى يتسنى له اقتناء الأعلاف لباقي رؤوس قطيعه و جلب المؤونة لأسرته و بحث سبل جلب مياه الشرب.. كما أن كسابا اخر باع قطيعا ، حولي 200 رأس، بأقل من 150 درهم للرأس لا لشيء الا لأنه يريد ضمان أعلاف باقي رؤوس قطيعه هو الاخر..
تدخلات رؤساء بعض الجماعات بالاقليم
◄الأخ ابراهيم اعمير رئيس جماعة بني كيل:
يعيش مربو الماشية "الكسابة" بالمنطقة ظروفا استثنائية لا مثيل لها في السابق، حيث يعانون من الجفاف و أزمة وباء كورونا، الوباء الذي تضرروا منه جراء اغلاق الأسواق، مما أدى الى ركوض انتاجهم الحيواني و أدى بببعضهم الى بيع عدد من رؤوس أغنامهم بأثمنة جد زهيدة: 150 درهم للرأس، لا لشيء الا لأنهم في حاجة ماسة لاقتناء الأعلاف لقطعانهم التي أصبح الهلاك يهددها.. و أشار الرئيس الى أن هناك دعم زهيد من الدولة لكنه غير كاف لأنه لم يعد يغطي احتياجات الكساب، كما أن الكساب تم استثناؤه من برامج الدعم التي استفادت منها باقي شرائح المجتمع...
◄الأخ عبد الرحمان حساس رئيس جماعة تندرارة:
أكد بدوره أن معاناة الكسابة كثيرة و مزرية، تتجلى أغلبها في ظروف و خصوصيات معيشة شريحة الكسابة، و هم الذين لم يستفيدوا من برامج المخطط الأخضر، و مما زاد الطين بلة حلول أزمة الجائحة التي أثرت و زادت من تفاقم معاناتهم.. و طالب حساس أن تتوفر كمية الأعلاف بشكل مقنع و الحالة هذه، و تخصيص أنشطة موازية لهذه الشريحة خاصة و هم يعيشون ظروفا قاسية بسبب الجفاف و الوباء، و ضرورة احداث أوراش للتشغيل و خلق مقاولات تتعايش مع ظروف المنطقة..
◄الأخ عبد الرحمان مصباح رئيس جماعة عبو لكحل:
عبر عن ارتياح الساكنة لهذه الالتفاتة الهامة التي خصها حزب الاستقلال في شخص برلمانييه بالجهة لهذه المنطقة الفقيرة و تمنى أن تتوج هذه المبادرة برفع معانات الكسابة الى قيادة الحزب و فريقيه الاستقلاليين بالبرلمان.. و أشار أنه لما يتم الحديث عن جماعة معتركة لابد من الحديث عن باقي جماعات الاقليم و التي يعيش مربو الماشية بها اكراهات لا تحصى، لذلك فان الظرفية تتطلب خلق برنامج استعجالي بالاقليم و الا سينتهي مصير الكسابة.. مؤكدا أن قطاع تربية الماشية و الذي يمثل نسبة 90% من مجمل ما تبقى من القطاعات تضرر بشكل كبير خلال السنين الأخيرة..
◄ الأخ البشير لبيض رئيس جماعة معتركة:
بدوره استعرض أهم القضايا و المشاكل التي يعاني منها الكساب بالمنطقة، و طالب بضرورةايجاد حلول استعجالية لانقاد ما يمكن انقاده قبل فوات الأوان.. و ذكر لبيض بالتعاونيات التي تحصى بالمئات بالاقليم و التي تعاني من عوائق تحرمها من الاستفادة من المشاريع الهامة.. و طالب في ذات السياق بضرورة الاهتمام بالعنصر البشري حتى يتمكن من انماء قطيعه هذا القطيع الذي تعتبر سلالته من السلالات الجيدة.. و اتساءل المتحدث عن مال مشروع نقط الماء الذي تم الاعلان عنه لكن مع وقف التنفيذ.. و طالب بضرورة الرفع من تعبئة كافة الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات العمومية المتواجدة بالجهة من أجل تكثيف أشكال التضامن مع ساكنة إقليم فجيج عموما، وخاصة البدوالرحل منهم، لما يقدمه كسابو الإقليم للجهة من ثروة حيوانية كفيل بدعمهم في هذه الظرفية الصعبة التي تعرف فيها الأسواق الأسبــــوعية إغلاقا اضــطراريا..