2024 يوليو/جويلية 9 - تم تعديله في [التاريخ]

كارثة إنسانية جديدة تتسبب فيها الجزائر في حق سوريين

نظام الجنرالات يتسبب في مقتل 12 عشر شخصا سوريا من المهاجرين غير النظاميين الفارين من ويلات الحروب بعد طردهم من ترابها نحو أهوال الصحراء


العلم الإلكترونية - الرباط 

في مشهد مأساوي جديد، تواصل الجزائر تراكم النقاط السوداء في تعاملها مع المهاجرين غير النظاميين واللاجئين القادمين من دول تعاني من الصراعات والأزمات الاقتصادية. فقد أقدمت السلطات الجزائرية على طرد مجموعة من اللاجئين السوريين إلى الصحراء القاحلة، مما أسفر عن وفاة 12 شخصًا جوعًا وعطشًا، بينهم أطفال.
 
أعلنت جمعية "غوث" للبحث والإنقاذ بتامنغست عن العثور على جثث 8 أشخاص من جنسيات إفريقية بمنطقة "ضاية الفرسيق"، على بعد كيلومترين ونصف فقط عن الطريق. الضحايا، الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا، وُجدوا أمواتًا بمكان يسمى "با موسى واد لمسقم"، وتضم القائمة 7 رجال وامرأة واحدة، جرى نقلهم جميعًا إلى مستودع الأموات.
 
وفي واقعة أخرى، تم العثور على جثث 12 شخصًا من جنسية سورية في منطقة "بلقبور"، كانوا يحاولون الوصول إلى شمال البلاد للعبور إلى أوروبا. وقد تم نقل الجثث إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى برج عمر إدريس، وهي بلدية تقع في ولاية إليزي بأقصى جنوب شرق الجزائر. وكان برفقة السوريين جزائريان لقيا حتفهما أيضًا.
 
استجابة لطلبات عائلات الضحايا السوريين، أعلنت الجمعية أسماء ومعلومات الضحايا، ومن بينهم طفل من مواليد 2014 يدعى منذر محيمد، قادم من مدينة الرقة، إلى جانب شقيقه موفق محيمد المولود في 2001. والضحايا جميعهم ذكور، أكبرهم من مواليد 1967، وهم لاجئون من مدن دمشق، حلب، الحسكة، والرقة. وكان من بينهم طفل آخر يدعى فراس العساف، من مواليد 2008، قادم من مدينة حلب.
 
انتشرت على حسابات سورية المحادثات الأخيرة لبعض الضحايا مع عائلاتهم عبر تطبيق واتساب. في إحدى الرسائل، كتب أحدهم: "سامحوني يا أهلي، صار لي 3 أيام بدون أكل أو مياه". كما نُشرت فيديوهات تُظهر لحظة العثور على الجثث، مما زاد من حدة المشاعر والغضب إزاء هذا الوضع الكارثي.
 
تأتي هذه الكارثة بعد أسابيع من أزمة دبلوماسية بين الجزائر والنيجر، إثر ترحيل السلطات الجزائرية لمهاجرين غير نظاميين من النيجر إلى الحدود الصحراوية بين البلدين، وسط ظروف قاسية دون توفير الطعام أو المياه، ودون تسليمهم مباشرة للسلطات النيجيرية. وكررت الجزائر نفس الأمر مع مهاجرين سنغاليين، رغم عدم وجود حدود مشتركة بين البلدين.
 
تواجه الجزائر اتهامات بإساءة معاملة المهاجرين غير النظاميين واللاجئين القادمين من مناطق النزاع. وفي هذا السياق، استدعت وزارة الخارجية النيجرية السفيرة الجزائرية للاحتجاج على عمليات الإرجاع العنيفة للمهاجرين، داعية إلى احترام كرامة المهاجرين والعلاقات الثنائية بين البلدين. بعد انتشار صور لمواطنين نيجيريين مطرودين على الحدود، في وضع إنساني صعب، مما أثار موجة من الاستنكار والغضب الدولي.
 
في ظل هذه الأحداث المأساوية، تتزايد الدعوات الدولية والإنسانية لمحاسبة السلطات الجزائرية على ممارساتها تجاه المهاجرين، وضمان توفير الحماية والكرامة الإنسانية لهؤلاء الذين يفرون من ويلات الحروب والفقر بحثًا عن حياة أفضل.



في نفس الركن