العلم الإلكترونية - لحسن الياسميني
من المنتظر أن تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن قمة تجمع الولايات المتحدة الأمريكية بدول القارة الإفريقية خلال الفترة من 13 إلى 15 دجنبر القادم.
من المنتظر أن تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن قمة تجمع الولايات المتحدة الأمريكية بدول القارة الإفريقية خلال الفترة من 13 إلى 15 دجنبر القادم.
وحسب وكالات الأخبار، فقد وجه البيت الأبيض الدعوة ل49 من رؤساء الدول الإفريقية ، ولم توجه الدعوة للكيان الوهمي البوليساريو، وهذا القرار لم يحرك الجزائر ولا جنوب إفريقيا اللذين يعتبران أهم داعمين للبوليساريو في المحافل الدولية.
ويعتبر عدم توجيه الدعوة للكيان الوهمي أمرا طبيعيا، لأنه لا وجود في هيأة الأمم المتحدة لكيان وهمي يدعى «تندوف»، كما يبدو هذا الإجراء الأمريكي منسجما مع موقف واشنطن الداعم لمغربية الصحراء، وهو يعطي لخصوم المغرب الجواب النهائي والمقنع أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تتراجع كما كانوا يتمنون عن اعتراف الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بمغربية الصحراء ، كما أنه لم يسبق للولايات المتحدة أن استدعت الكيان الوهمي لمثل هذه القمم.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عندما نظمت القمة الإفريقية مع الولايات المتحدة سنة 2014، لم يستدع الكيان الوهمي .
ونفس الشيء في القمة الروسية الإفريقية والقمة الصينية الإفريقية .فإنهما لم تستدعيا الجمهورية الوهمية.
وكانت تونس وضدا على إرادة اليابان في القمة الإفريقية اليابانية (تيكاد) التي احتضنتها تونس، بتواطؤ مع الجزائر وجنوب إفريقيا، قد قامت باستدعاء جمهورية الوهم إلى القمة ، بل أكثر من ذلك وفي خطوة استفزازية للمغرب خصص الرئيس التونسي لزعيم المليشيات إبراهيم غالي استقبالا خاصا. وكان هذا الحادث سببا في استدعاء المغرب لسفيره في تونس احتجاجا على تلك الخطوة الاستفزازية. وكان جواب تونس فوريا إذ قامت هي الأخرى باستدعاء سفيرها مما يؤكد النية المسبقة لتونس فيما وقع ، ويبدد كل التبريرات الواهية لقصر قرطاج.
أما اليابان راعية القمة فقد تبرأت من دعوة غالي، وخلال اتصال جمعه بنظيره المغربي ناصر بوريطة آنذاك ، عبر وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي عن أسفه لغياب المغرب عن قمة طوكيو لتنمية إفريقيا (تيكاد8)، وذكر أن موقف اليابان الدبلوماسي بعدم الاعتراف بـالصحراء كدولة لم يتغير بأي شكل من الأشكال، وأن اليابان أوضحت موقفها في مؤتمر تيكاد8 وهو منتدى هام لمناقشة التنمية في أفريقيا، وأن البلدين سيواصلان التعاون الوثيق لتحقيق هذا الهدف، وفق بلاغ لوزارة الخارجية اليابانية.
و نفس الأمر وقع في قمة الاتحاد الأوروبي مع الدول الإفريقية ، حيث تحركت أيادي اللوبي الجزائري والجنوب إفريقي واستدعت زعيم البوليساريو للقمة، وكان حضوره مذلا ، كما جاء ذلك في الاستقبال، والمشاركة ، حيث لم يتصل به أثناء حضوره أي مسؤول أوروبي.
وكان الاتحاد الأوروبي أوضح هو الآخر، أنه لم يوجه أي دعوة إلى قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية، للمشاركة في القمة الأوروبية الإفريقية، التي انعقدت في العاصمة البلجيكية بروكسيل، مبرزا أن الدول الأعضاء في الاتحاد الذي يتحدث باسمه، لا تعترف بـالجمهورية المزعومة.
ولفت المسؤول إلى أن الاتحاد الأوروبي شريك في تنظيم هذه القمة مع الاتحاد الإفريقي، وبالتالي فإن الاتحاد الإفريقي هو الذي تكلّف بتوجيه الدعوة من الجانب الإفريقي، ومع ذلك فهو يعتبر أن هذه الدعوة التي مصدرها الاتحاد الإفريقي لا تغير شيئا من موقف الاتحاد الذي لا يعترف بالجمهورية الوهمية.
وتأتي خطوة الرئيس بايدن لترد على التصرف التونسي الاستفزازي ضد المغرب، كما تأتي تحديا للجزائر وحلفائها، إن كانت هذه المرة تستطيع توجيه دعوة للجمهورية الوهمية باسم الاتحاد الإفريقي لحضور القمة الأمريكية.
ووفقًا لما نشرته الخارجية الأمريكية، ستتناول القمة العلاقات الأمريكية الإفريقية ،والأولويات العالمية المشتركة، كما تظهر التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه أفريقيا.
ووفقًا لما نقله موقع الخارجية الأمريكية فإن إفريقيا تشكل المستقبل- ليس فقط مستقبل الشعوب الأفريقية ، ولكن مستقبل العالم.
ومن المتوقع أن تناقش القمة قضايا: الاقتصاد، وتعزيز السلام والأمن و تعزيز الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، والعمل بشكل تعاوني لتعزيز الأمن الصحي الإقليمي والعالمي، والأمن الغذائي، وأزمة المناخ، والتعليم والقيادة الشبابية
وكان الرئيس الأمريكي بايدن صرح في يوليوز المنصرم إنه يتطلع إلى العمل مع الحكومات الإفريقية والمجتمع المدني في جميع أنحاء الولايات المتحدة والقطاع الخاص لمواصلة تعزيز الرؤية المشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا.