*العلم الإلكترونية: لحسن الياسميني
تفنيدا لبعض التأويلات المشككة في الموقف الإسباني من قضية الصحراء بعد تدخل رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز أمام الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس في حوار مع جريدة لارثون الإسبانية أن التعهد بين الرباط ومدريد في هذه المسألة مازال ساري المفعول، وأن موقف بلاده من قضية الصحراء واضح لا لبس فيه ، وهو الموقف المعبر عنه بين الجانبين في البيان المشترك الذي أعقب اللقاء الذي جمع في أبريل المنصرم جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، والذي تلتزم فيه إسبانيا بتأييد البحث عن حل سياسي مقبول من الأطراف في إطار قرارات الأمم المتحدة ، واعتبارها الحكم الذاتي المغربي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل هذا المشكل .
وشدد ألباريس حرص إسبانيا على الحفاظ على علاقات الجوار والصداقة المتينة بين البلدين.
وكان بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية قد حاول في خطابه أمام الدورة 77 للجمعية العام للأمم المتحدة تقديم تدخل يوازي فيه بين الحفاظ على ما التزمت به الحكومة الإسبانية تجاه المغرب من خلال دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وبين سعي إسبانيا لإيجاد مخرج من الخلاف الديبلوماسي الذي فرضته عليها الجزائر بسبب الموقف الإسباني من قضية الصحراء، وهكذا تجنب سانشيز في خطابه حول مشكل الصحراء المغربية أية إشارة لمسألة تقرير المصير الذي تتشبث به الجزائر والبوليساريو ، كما تجنب ذكر مخطط الحكم الذاتي المغربي حتى لا يغضب الجزائر ، واكتفى بالتأكيد على دعم إسبانيا لحل سياسي مقبول من الأطراف في إطار قرارات الأمم المتحدة ، ودعم إسبانيا الكامل لجهود المبعوث الأممي إلى الصحراء»ستيفان دي ميستورا، من أجل إعادة بعث مسلسل الموائد المستديرة بين الأطراف.
ويبدو أن رئيس الحكومة صار حذرا من أي انزلاق في الحديث حول موضوع الصحراء، وفي حالة الجمعية العامة ، فهو يعرف أن قراراتها غير ملزمة بنفس إلزامية قرارات مجلس الأمن التي يكون فيه التصويت مع أو ضد ، هو المحسوب، وفي شأن قضية الصحراء ، فإن عدم ذكره لموقف إسبانيا من الحكم الذاتي يبقى تصرفا ديبلوماسيا ليس مجالا للقول الفصل، واختبار التعهدات والنيات ، إذ أن المحسوب هو في مجلس الأمن، ويبقى الأهم هو الإحجام النهائي عن أي تذبذب والتجنب النهائي لأطروحة «تقرير المصير في أي حديث عن الصحراء».
كان هذا التصريح المتوازن قد فتح الباب أمام بعض الأصوات المشككة في الموقف الإسباني من قضية الصحراء ، وهو ما نفاه رئيس دبلوماسيتها.
وكان ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد التقى على هامش دورة الجمعية العامة بالسيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وذلك في إطار تجاوز مخلفات التصريحات التي سبق لبوريل أن أدلى بها الشهر المنصرم عندما تحدث عن أن حل مشكل الصحراء في نظر الاتحاد الأوروبي يمر عبر استشارة الصحراويين، وأن موقف إسبانيا لا يختلف عن موقف بلدان الاتحاد الأوروبي قبل أن يتراجع عن مضمون هذا التصريح في اليوم الموالي.
وكان من نتائج ذلك قرار السلطات المغربية إلغاء زيارة كانت مرتقبة له للمغرب ولقاء مع ناصر بوريطة، قبل أن تعود الأمور إلى نصابها بعد تصحيح التصريح، اذ من المنتظر أن يزور بوريل المغرب شهر أكتوبر المقبل ويلتقي بوريطة كما كان مقررا.
وخلال لقائهما بنيو يورك يوم 23 من شهر شتنبر الجاري عبرا في بيان مشترك عن الرغبة في تطوير وتعميق العلاقات بين المغرب والاتحاد دون الإشارة إلى حادث التصريح ، مما يعني أن اللقاء المرتقب لبوريل في المغرب سينعقد، وأن هذا اللقاء كان تعبيرا عن هذه الروح التصالحية .
وفي ذات السياق جدد رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق جوسي لويس رودريغيث ثباتيرو على هامش مشاركته في الندوة الدولية حول الصحراء التي احتضنتها جزر الكناري دعمه لموقف حكومة بلاده الجديد من قضية الصحراء ، مؤكدا أنه موقف شجاع وصائب .
ومن جهته نوه وزير الدفاع ورئيس البرلمان الإسباني سابقا خوسي بونو الذي شارك في نفس اللقاء بمقترح الحكم الذاتي المغربي واصفا إياه بالحل الذكي الناجع وذي المصداقية، مشيرا للترحيب الذي لقيه هذا المقترح من طرف عدد من الدول الوازنة.