2024 فبراير 12 - تم تعديله في [التاريخ]

قضية عاجلة لا تقبل التأخير: الإهابة بتنفيذ حل الدولتين والإعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الحرب على قطاع غزة


*العلم*

شدد‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬التشاوري‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬بالرياض‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬‮‬بمشاركة‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية، ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيها‭ ‬لتنفيذ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬والإعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬خطوط‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬و‭‬تام‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار، ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬وفقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭.‬

‬وما‭ ‬أكد‭ ‬عليه‭ ‬بيان‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬للسعودية‭ ‬و‭‬الأردن‭ ‬و‭‬مصر‭ ‬وقطر‭ ‬والإمارات‭ ‬و‭‬أمين‭ ‬سر‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية، ‬يتوافق‭ ‬كلياً‭ ‬مع‭ ‬محتوى‭ ‬البيان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬و‬ينسجم‭ ‬انسجاماً‭ ‬تاماً‭ ‬مع‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬عدة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬هز‭ ‬المنطقة‬‭ ‬وفجر‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المنصرم،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬‮ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬الذي‭ ‬قرأه‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الرياض، ‬السيد‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المعنية‭ ‬بممارسة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لحقوقه‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتصرف،‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬البلاغات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ .‬وهي‭ ‬المواقف‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التبني‭ ‬الكامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التأييد‭ ‬المستمر‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬برئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬أبو‭ ‬مازن‭.‬

‬لقد‭ ‬أكد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬التشاوري‭ ‬في‭ ‬بيانه،‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬القاطع‭ ‬لعمليات‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬كافة‭.‬ وهو‭ ‬موقف‭ ‬جماعي‭ ‬يمثل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬وفي‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ،‬ولا‭ ‬يختلف‭ ‬حوله‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬سوى‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬كامل‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬في‭ ‬تحدٍ‭ ‬صارخ‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وخرقٍ‭ ‬سافرٍ‭ ‬للقرارات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

‬إن‭ ‬المواقف‭ ‬الجوهرية‭ ‬الثابتة‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬إزاء‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والتضامن‭ ‬معه‭ ‬والانحياز‭ ‬إلى‭ ‬صف‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬الوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬تعد‭ ‬ركناً‭ ‬ثابتاً‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬والحكيمة‭ ‬التي‭ ‬ترتقي‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬قضية‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة،‭ ‬وينعقد‭ ‬حولها‭ ‬الإجماع‭ ‬الوطني،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬للوجود‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الأوروبي‭ ‬لبلادنا‭ .‬

‮ولئن‭ ‬كان‭ ‬المغرب،‭ ‬وهو‭ ‬يرأس‭ ‬حالياً‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬لم‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬التشاوري‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬السعودية،‭ ‬لسبب‭ ‬ما،‭ ‬فإن‭ ‬حضور‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬العربي‭ ‬بصورة‭ ‬عامة،‭ ‬والمشهد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة،‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬المطلق،‭ ‬وتحت‭ ‬كل‭ ‬الظروف،‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يناضل‭ ‬بقيادة‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تمثله،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬وذات‭ ‬السيادة‭ ‬الكاملة،‭ ‬بعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬المحتلة‭ ‬اليوم‭ ‬ومنذ‭ ‬حرب‭ ‬يونيو‭ ‬سنة 7691.

‬ولعل‭ ‬البيان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬اجتماع‭ ‬الرياض‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‬‮ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‬‮ ‬نجاعة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية وديناميتها‭ ‬وواقعيتها،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭‬‮ ‬التلازم‭ ‬والتطابق‭ ‬والتوافق‭ ‬والإنسجام‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬فيه،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬تعبر‭ ‬عنه‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬القدس،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بلاغات‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭.‬ وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬الحضور‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬التشاوري‬، ‬ثابتاً‭ ‬ثبوتاً‭ ‬معنوياً‭ ‬ذا‭ ‬دلالات‭ ‬قوية،‭ ‬لا‭ ‬تخفى‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬‮ ‬يهمه‭ ‬الأمر‭ ‬أولاً‭ ‬و‭ ‬آخيراً‭.‬




في نفس الركن