2023 فبراير 14 - تم تعديله في [التاريخ]

قصر‭ ‬المرادية‭ ‬يقحم‭ ‬عنوة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬أزمته‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬باريس

الهذيان‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له‭ ..


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط

لا‭ ‬يجد‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬الذي‭ ‬اختلطت‭ ‬لديه‭ ‬أدبيات‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والتبست‭ ‬له‭ ‬أعراف‭ ‬الجوار،‭ ‬حرجا‭ ‬في‭ ‬اقحام‭ ‬المغرب‭ ‬كطرف‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العاصفة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الجزائر‭ ‬بفرنسا‭.‬

قصاصة‭ ‬لوكالة‭ ‬الانباء‭ ‬الجزائرية‭ ‬زعمت‭ ‬ليلة‭ ‬الجمعة‭ ‬أن‭ ‬مستشارين‭ ‬فرنسيين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬جزائري‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬بالمغرب‭ ‬ضالعون‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬تقويض‭ ‬العلاقات‭ ‬الجزائرية‭-‬الفرنسية‭ .‬

اتهام‭ ‬جديد‭ ‬للمغرب‭ ‬بهذه‭ ‬الخطورة،‭ ‬و‭ ‬تعمد‭ ‬اقحامه‭ ‬عنوة‭ ‬و‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬تحفظ‭  ‬في‭ ‬خلاف‭ ‬دبلوماسي‭ , ‬يعكس‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬المتتبعين‭ ‬ورطة‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬تبرير‭ ‬الخيط‭ ‬الناظم‭ ‬لمسلسل‭ ‬نزواته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المزاجية‭ ‬و‭ ‬تحرشاته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬تجاه‭ ‬جواره‭ ‬المباشر‭ ‬و‭ ‬شركائه‭ ‬و‭ ‬حلفائه‭ ‬الإقليميين‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬المزاج‭  ‬الرسمي‭ ‬المتقلب‭ ‬لنظام‭ ‬الجزائر‭ ‬تتحكم‭ ‬فيه‭ ‬اعتبارات‭ ‬داخلية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالدعاية‭ ‬الرسمية‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬توظف‭ ‬أحداثا‭ ‬أو‭ ‬مستجدات‭ ‬إقليمية‭ ‬لتدجين‭ ‬و‭ ‬توجيه‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬بوصلة‭ ‬النظام‭ .‬

الجزائر‭ ‬حشرت‭ ‬أنفها‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬جرت‭ ‬أطوراها‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وتهم‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭ ‬لأنها‭ ‬وجدت‭ ‬فيها‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لابتزاز‭ ‬قصر‭ ‬الإليزيه‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬كل‭ ‬بيضه‭ ‬و‭ ‬أوراقه‭ ‬في‭ ‬سلة‭ ‬نظام‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬طمعا‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬انسياب‭ ‬الغاز‭ ‬الجزائري‭ ‬نحو‭ ‬فرنسا‭ .‬

تونس‭ ‬الجارة‭ ‬الشرقية‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬صراحة‭ ‬ولائها‭ ‬المطلق‭ ‬لقصر‭ ‬المرادية‭ ‬أملا‭ ‬في‭ ‬شيكات‭ ‬الدعم‭ ‬التي‭ ‬تسعف‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة‭ ‬الفارغة‭ ‬نتيجة‭  ‬الازمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬السياسية‭ ‬المتوالية‭ , ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ - ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الناشطة‭ ‬الحقوقية‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬ملاحقة‭ ‬المخابرات‭ ‬الجزائرية‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬حرج‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬ترضية‭ ‬باريس‭ ‬أو‭ ‬تجنب‭ ‬غضب‭ ‬و‭ ‬انتقام‭ ‬قصر‭ ‬المرادية, ‬فاختارت‭ ‬الطريق‭ ‬السهل‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬تسليم‭ ‬المعارضة‭ ‬الجزائرية‭ ‬كهدية‭ ‬مسمومة‭  ‬لباريس‭ ‬و‭ ‬اتقاء‭ ‬سخط‭ ‬و‭ ‬عقاب‭ ‬الجزائر‭ ‬عبر‭ ‬التضحية‭ ‬بوزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬الجرندي‭ ‬و‭ ‬تقديمه‭ ‬ككبش‭ ‬فداء‭ ‬لإرضاء‭ ‬الكبرياء‭  ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬معقولة‭ ‬له‭ .‬

قصر‭ ‬المرادية‭ ‬وعوض‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أعطاب‭ ‬منظومته‭ ‬الأمنية‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬معارضة‭ ‬متابعة‭ ‬قضائيا‭ ‬من‭ ‬اجتياز‭ ‬معبر‭ ‬حدودي‭ ‬بري‭ ‬و‭ ‬رسمي‭ , ‬وجد‭ ‬في‭ ‬الهفوة‭  ‬الاستخباراتية‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لإشهار‭ ‬بطاقة‭ ‬انذارية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الرئيس‭ ‬ماكرون‭ ‬و‭ ‬إعادة‭ ‬ضبط‭ ‬عناصر‭ ‬معادلة‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬مع‭ ‬الايليزيه‭ .‬

تونس‭ ‬الجارة‭ ‬الوديعة‭ ‬والمسالمة‭ ‬و‭ ‬المنقادة‭ ‬دون‭ ‬لبس‭ ‬أو‭ ‬عناد‭ ‬خلف‭ ‬الأجندة‭ ‬الجزائرية‭ , ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬بدورها‭ ‬من‭ ‬شظايا‭ ‬النزعة‭ ‬العصابية‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬قدمت‭ ‬رأس‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬قربانا‭ ‬لقصر‭ ‬المرادية‭ , ‬لتجد‭ ‬مئات‭ ‬أسرها‭ ‬و‭ ‬عرباتهم‭ ‬محاصرة‭ ‬وضحية‭ ‬مضايقات‭ ‬و‭ ‬تحرشات‭ ‬أمنية‭  ‬بالجانب‭ ‬الجزائري‭ ‬من‭ ‬المعابر‭ ‬الحدودية‭ ‬البرية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الجارين‭ .‬

النظام‭ ‬الجزائري‭  ‬الذي‭ ‬يتعامل‭ ‬بمنطق‭ ‬شوفيني‭ ‬مستحكم‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬علاقاته‭ ‬الخارجية‭ , ‬لا‭ ‬يتورع‭ ‬في‭ ‬إيذاء‭ ‬و‭ ‬التضحية‭ ‬بأقرب‭ ‬جيرانه‭ ‬و‭ ‬أخلص‭ ‬حلفائه‭ ‬و‭ ‬أصدقائه‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬مصالح‭ ‬النظام‭ ‬ذاته‭ ‬موضوع‭ ‬تهديد‭ ‬داخلي‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬محل‭ ‬مسائلة‭ ‬شرعية‭ ‬من‭ ‬النخب‭ ‬و‭ ‬المواطنين‭ .‬

الرباط‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تتجرع‭ ‬بمرارة‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬أو‭ ‬بدونها‭ ‬سموم‭ ‬و‭ ‬مناورات‭ ‬الجنرالات‭ , ‬و‭ ‬تونس‭ ‬تؤدي‭ ‬ضريبة‭ ‬الجوار‭ ‬الصعب‭ ‬بخضوع‭ ‬و‭ ‬استسلام‭ ‬للمصير‭ , ‬بينما‭ ‬موريتانيا‭ ‬و‭ ‬النيجر‭ ‬و‭ ‬مالي‭ ‬و‭ ‬ليبيا‭ ‬تراقب‭ ‬حدودها‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬بلد‭ ‬المليون‭ ‬و‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬شهيد‭ ‬و‭  ‬وكلها‭ ‬أمل‭ ‬و‭ ‬رجاء‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تفرخ‭ ‬مشاريع‭ ‬انفصالية‭ ‬جديدة‭ .‬

في‭ ‬حالة‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬تكتوي‭ ‬بدورها‭ ‬من‭ ‬فلتات‭ ‬المزاج‭ ‬الغريب‭ ‬لجنرالات‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ , ‬يلخص‭ ‬ملف‭ ‬خاص‭ ‬نشرته‭ ‬لوموند‭ ‬الفرنسية‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬بعنوان‭ ‬الجزائر‭ ‬نحو‭ ‬عهد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬القمع‭ ‬بعض‭ ‬حقائق‭ ‬الوضع‭  , ‬باعتبار‭  ‬الجزائر‭ ‬بلدا‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انجراف‭ ‬استبدادي‭ ‬كامل،‭ ‬و‭ ‬أن‭  ‬قضية‭ ‬الناشطة‭ ‬أميرة‭ ‬بوراوي‭ ‬كشفت‭ ‬مستوى‭ ‬القمع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬بحيث‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬هروب‭ ‬المعارضين‭ ‬لا‭ ‬يخص‭ ‬بوراوي‭ ‬وحدها،‭ ‬حيث‭ ‬قرر‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المعارضين‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬جوها‭ ‬أصبح‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتنفس‮»‬‭ ‬ تضيف‭ ‬لومند‭.‬

الصحيفة‭ ‬الفرنسية‭ ‬تضيف‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬أميرة‭ ‬بوراوي،‭ ‬المعارضة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬الحاملة‭ ‬لجواز‭ ‬سفر‭ ‬فرنسي،‭  ‬قد‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تصاعد‭ ‬الحمى‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬باريس‭ ‬والجزائر،‭ ‬لتنضاف‭ ‬أزمة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الماضي‭. ‬لكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬تتمسك‭ ‬فرنسا‭ ‬بسياسة‭ ‬التقارب‭ ‬مع‭ ‬الجزائر‭ ‬المكلفة‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭. 



في نفس الركن