2022 يوليو/جويلية 5 - تم تعديله في [التاريخ]

قصر‭ ‬المرادية‭ ‬يصاب‭ ‬بإسهال‭ ‬التصريحات‭ ‬المتخبطة

عمار‭ ‬بلاني‭ ‬يورط‭ ‬نظامه‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الهجرة‭ ‬السرية‭ ‬ضد‭ ‬حلف‭ ‬الرباط ومدريد‭ ‬


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

ما‭ ‬زال‭ ‬‭ ‬عمار‭ ‬بلاني‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬للرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬المكلف‭ ‬بملف‭ ‬الصحراء‭ ‬والمغرب‭ ‬العربي‭ ‬بقصر‭ ‬المرادية‭ ‬يخبط‭ ‬خبط‭ ‬عشواء‭ ‬بتصريحات‭ ‬و‭ ‬مواقفة‭ ‬متحاملة‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬الوقاحة‭ ‬و‭ ‬البلاهة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬الاندحار‭ ‬و‭ ‬الانحطاط‭ ‬الذي‭ ‬بلغته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الحاكم‭ ‬بقبضة‭ ‬من‭ ‬نار‭ ‬و‭ ‬حديد‭.‬
 
مستشار‭ ‬السيد‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬يائسة‭ ‬لإبعاد‭ ‬التهم‭ ‬و‭ ‬الشبهات‭ ‬التي‭ ‬تقترن‭ ‬بسلطات‭ ‬بلاده‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتراجيديا‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬أحد‭ ‬مداخل‭ ‬مدينة‭ ‬مليلية‭ ‬المحتلة‭ , ‬و‭ ‬استباق‭ ‬نتائج‭ ‬التحقيق‭ ‬الذي‭ ‬فتحته‭ ‬السلطات‭ ‬الاسبانية‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬ملابسات‭ ‬الحادث‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬ستخلص‭ ‬حتما‭ ‬الى‭ ‬مسؤولية‭ ‬الجزائر‭ ‬المؤكدة‭ ‬تجاه‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬منابر‭ ‬صحفية‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬القرار‭ ‬بمدريد‭ ‬من‭ ‬التراخي‭ ‬المسجل‭ ‬للسلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬مع‭ ‬أفواج‭ ‬المهاجرين‭ ‬السريين‭ ‬الذين‭ ‬يعبرون‭ ‬حدودها‭ ‬البرية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬المغرب‭ ‬وتغاضيها‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بواجبها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬حدودها‭ ‬الجوارية‭ ‬و‭ ‬منع‭ ‬تسلل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬لأمن‭ ‬و‭ ‬سلامة‭ ‬وسيادة‭ ‬بلد‭ ‬مجاور‭ .‬
 
على‭ ‬خطى‭ ‬سلفه‭ ‬سيء‭ ‬الذكر‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬مساهل‭ ‬الذي‭ ‬اتهم‭ ‬جهارا‭ ‬خريف‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬اسطول‭ ‬شركة‭ ‬الخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬المغربية‭ ‬بنقل‭ ‬المخدرات،‭ ‬خرج‭ ‬أول‭ ‬امس‭ ‬عمار‭ ‬بلاني‭ ‬بتصريح‭ ‬يزعم‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المهاجرين‭ ‬السريين‭ ‬الذين‭ ‬سقطوا‭ ‬قتلى‭ ‬عند‭ ‬محاولة‭ ‬عبورهم‭ ‬سياج‭ ‬مليلية،‭ ‬وصلوا‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬الخطوط‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭.‬
 
فهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يستقيم‭ ‬لذكاء‭ ‬و‭ ‬منطق‭ ‬مسؤول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬تتكفل‭ ‬بنقل‭ ‬مئات‭ ‬المهاجرين‭ ‬السريين‭ ‬من‭ ‬أقاصي‭ ‬افريقيا‭ ‬و‭ ‬تدفع‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬دامية‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬أمنها‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬العالم؟
 
أم‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الجزائري‭ ‬المصاب‭ ‬بمس‭ ‬العداء‭ ‬والكراهية‭ ‬المزمنة‭ ‬للمغرب،‭ ‬لم‭ ‬ييأس‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬المتكررة‭ ‬والخاسئة‭ ‬لتلغيم‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬مدريد‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬التحامل‭ ‬الوقع‭ ‬بدون‭ ‬خجل‭ ‬أو‭ ‬حياء‭ ‬و‭ ‬التصريح‭ ‬بمزاعم‭ ‬وأكاذيب‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬المسؤولية‭ ‬الذي‭ ‬يورط‭ ‬نظام‭ ‬دولة‭ ‬بكاملها‭ ‬فقدت‭ ‬البوصلة‭ ‬و‭ ‬أضحت‭ ‬تخبط‭ ‬خبط‭ ‬عشواء‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ .‬
 
الحرب‭ ‬القذرة‭ ‬التي‭ ‬يتهم‭ ‬مستشار‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬المغرب‭ ‬بشنها‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬منطقيا‭ ‬ودبلوماسيا‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬فلتات‭ ‬اللسان‭ ‬المتكررة‭ ‬والوقحة‭ ‬لهذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬حدود‭ ‬اللباقة‭ ‬والنضج‭ ‬في‭ ‬الأعراف‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تؤطر‭ ‬علاقات‭ ‬الدول‭ ‬الثنائية‭ ‬و‭ ‬تحول‭ ‬بمباركة‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الجنرالات‭ ‬الذي‭ ‬يرعى‭ ‬نفوذه‭ ‬الى‭ ‬مجرد‭ ‬بوق‭ ‬من‭ ‬طابور‭ ‬الابواق‭ ‬العدمية‭ ‬التي‭ ‬تلوث‭ ‬صورة‭ ‬وسمعة‭ ‬الجزائر‭ ‬الدولية‭ .‬
 
لذاكرة‭ ‬التاريخ‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للسيد‭ ‬بلاني‭ ‬أن‭ ‬يمحوها‭ ‬أو‭ ‬ينكرها‭ ‬تتذكر‭ ‬ساكنة‭ ‬الأقاليم‭ ‬الشرقية‭ ‬للمملكة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الاسى‭ ‬و‭ ‬الغصة‭ ‬كيف‭ ‬ارتفعت‭ ‬قبل‭ ‬سنتين‭ ‬بشكل‭ ‬متسارع‭ ‬و‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كوفيد‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬ظهور‭ ‬الوباء،‭ ‬ليتأكد‭ ‬بعد‭ ‬البحث‭ ‬والتمحيص‭ ‬أن‭ ‬الطفرة‭ ‬الوبائية‭ ‬سببها‭ ‬المباشر‭ ‬هوتعمد‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬اطلاق‭ ‬عشرات‭ ‬المهاجرين‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬ضمنهم‭ ‬مغاربة‭ ‬المصابين‭ ‬بالفيروس‭ ‬واجبارهم‭ ‬على‭ ‬العبور‭ ‬نحو‭ ‬التراب‭ ‬المغربي‭ ‬لتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬العدوى‭ ‬بداخل‭ ‬المغرب‭.‬
 
هل‭ ‬يحتاج‭ ‬السيد‭ ‬بلاني‭ ‬أن‭ ‬نذكره‭ ‬بتفاصيل‭ ‬السجال‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬والجزائر‭ ‬قبل‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬حينما‭ ‬بلغت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬رسميا‭ ‬‭ ‬إحتجاجها‭ ‬للحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬على‭ ‬‮«‬عمليات‭ ‬الترحيل‭ ‬المتكررة‭ ‬للاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬إلى‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬عبر‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الجارين‭ ‬و‭ ‬استدعاء‭ ‬الخارجية‭ ‬المغربية‭ ‬سفير‭ ‬الجزائر‭ ‬بالرباط،‭ ‬لإبلاغه‭ ‬في‭ ‬حينه‭ ‬الاستياء‭ ‬الشديد‭ ‬للمملكة‭ .‬
 
الخارجية‭ ‬الجزائرية‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬عادتها‭ ‬المتملصة‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬نفت‭ ‬حينها‭ ‬طردها‭ ‬لرعايا‭ ‬سوريين‭ ‬يوجدون‭ ‬على‭ ‬اراضيها‭ ‬ثم‭ ‬خرجت‭ ‬بعد‭ ‬دلك‭ ‬برواية‭ ‬مناقضة‭ ‬عجيبة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬حراس‭ ‬الحدود‭ ‬الجزائريين‭ ‬رفضوا‭ ‬دخول‭ ‬لاجئين‭ ‬سوريين‭ ‬أرادت‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬طردهم‭ ‬نحو‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬لمجموعات‭ ‬اللاجئين‭ ‬التي‭ ‬إستقبلها‭ ‬المغرب‭ ‬لدواع‭ ‬انسانية‭.‬
 
المغرب‭ ‬تدخل‭ ‬حينها‭ ‬لحسم‭ ‬الهذيان‭ ‬الرسمي‭ ‬الجزائري‭ ‬وأذاع‭ ‬شريط‭ ‬فيديو‭ ‬مصور‭ ‬يوثق‭ ‬لقيام‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬بإجبار‭ ‬عشرات‭ ‬الرعايا‭ ‬السوريين‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تراب‭ ‬المملكة‭.‬
 
فهل‭ ‬سيخرس‭ ‬مستشار‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬لسانه‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أم‭ ‬سيبلعه‭ ‬؟؟؟؟‭ ‬



في نفس الركن