2023 أبريل 29 - تم تعديله في [التاريخ]

قراءات في كتاب : "إمرأة في بلاد الفقهاء"

جمعية الأنوار النسوية بالقصر الكبير تنظم ندوة علمية حول كتاب امرأة في بلاد الفقهاء والتي تأتي أهميتها وراهنيتها لتناولها قضايا المرأة.. وفي أفق تعديل المدونة الذي نادى به عاهل البلاد


العلم الإلكترونية - محمد كماشين 
 
حظي كتاب " امرأة في بلاد الفقهاء ، نداء الهدهد " بقراءات جماعية لباحثين ومختصين في إطار الأيام الثقافية المنظمة من طرف جمعية الأنوار النسوية بالقصر الكبير على مدى يومين الجمعة السبت 28و 29 أبريل 2023 بدار الثقافة محمد الخمار الكوني بمدينة القصر الكبير ابتداء من الساعة الخامسة مساء من كل يوم .
 
عادت كلمة جمعية الأنوار. النسوية للسيدة نسيبة الطود رئيسة الجمعية ، فبعد ترحيبها بضيوف الندوة والمشاركين والجمهور الحاضر ، أشارت إلى كون تنظيم الأيام الثقافية يأتي سيرا على عادة دأبت الجمعية على إقامتها ..وتنفيذا للبرنامج الترافعي لتحقيق المساواة ....
 
واعتبرت السيدة " نسيبة " موضوع الندوة راهنيا يسمح بطرح إشكالات وتحديات لمشروع وورش كبير عبر تسليط الضوء على ما ورد بكتاب هام " امرأة في بلاد الفقهاء لمؤلفته ذة نزهة كسوس
إن المؤلف يطرح تحديات كبيرة مجتمعية كقضايا الأسرة ولعلها فرصة للتواصل المفيد المثمر ..
 
ترأست الندوة / القراءات ، ذة سلمى الطود الأستاذة بكلية العلوم والتقنيات بطنجةورئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث مهدت بأرضية عامة ثمنت مبادرة الجمعية المنظمة التي عودتنا بعملها الداعم للنساء من أجل محاربة كافة أنماط التمييز .
 
وأشارت ذة " سلمى" إلى أن الندوة فرصة لفتح نقاش يسلط الضوء على جوانب ظلت معتمة ....كما أنها اعتبرت منجز " امرأة في بلاد الفقهاء " نتاج تجربة غنية من داخل اللجنة الملكية لصياغة مدونة الأسرة ، باعتبار ذلك عملا فكريا عميقا يرصد تحولات أدوار المرأة بمجتمع يستعصي عن التحديث تحت وطأة سلطة الفقهاء .
 
وأضافت المتدخلة كيف أنها - ومن داخل أشغال اللجنة- تمكنت من رصد المواقف لأدوار المرأة، والمقاومة الممنهجة التي جابهتها باحتكار الرأي، وإنكار القيم الكونية كما أن هذه الاشغال كشفت القدرة على المحاججة من طرف بعض أعضاء اللجنة بالقراءة الجيدة للتراث والإسلام المتنور... في وقت احتد فيه النقاش الذي عرف مواقف تمتح من العبودية والتمييز من طرف الفقهاء ...
 
واعتبرت ندوة اليوم فرصة لتعميق النقاش في أفق تحديث مدونة الأسرة من خلال قراءات متنوعة لكتاب " امرأة في بلاد الفقهاء" من طرف باحثين ومختصين : سعيد الاكحل عائشة الحيان عبد الله أونير.
 
عادت المداخلة الأولى في الندوة للاستاذ سعيد الأكحل أستاذ باحث في الإسلام السياسي وقضايا الإرهاب وانطلق من كون كتاب" امرأة في بلاد الفقهاء " يحتاج لقراءات من جوانب مختلفة أدبية سوسيولوجية.. لمؤلفة تفاعلت منذ طفولتها مع نظام تربوي معين ، وتغلغل للأعراف ، جابهته المؤلفة بمقاومة ، أهلتها مستقبلا لعضوية اللجنة الاستشارية لصياغة المدونة... وتقديم شهادات حية حول ميلاد وثيقة هامة ...
 
وفكك الأستاذ الاكحل شخصية ذة " كسوس" من خلال كتابها " امرأة في بلاد الفقهاء " وهي الطفلة التي نشأت بأسرة تتكون من سبعة أفراد بمجتمع يتبنى الثقافة الأبوية لكنها لم تستسلم لهذه القيود بل تمردت لتحرير الذات أولا ونساء مجتمعها ثانيا.
 
وأضاف " الاكحل" كيف ساهم وجود المؤلفة بفرنسا من أجل الدراسة في تشكيل شخصية مستقلة في أفكارها ومواقفها وكيف قربها العمل الميداني بقطاع الصحة بعد تخرجها من معرفة مطبات مجتمعها ....
 
وتطرق المتدخل إلى خوف وقلق " كسوس" علي نساء بلدها وكيف استغربت وصدمت من وقوف بعضهن ضد حقوقهن. 
 
 ورأى "الاكحل" في دعوة الملك لمراجعة المدونة فرصة لمراجعة الأحكام الفقهية واجتهاداتها ، والتفكير في القيم وإعادة المعايير... والانخراط في المنظومة التشريعية
 
وعادت المداخلة الثانية للأستاذة عائشة ألحيان المحامية بهيئة الرباط و رئيسة اتحاد العمل النسائي.... منطلقة من عنوان الكتاب المقتصر على صيغة المفرد / امرأة ، ومن لغته السلسة بتوظيف السرد ، الحكي.. التأريخ، ورصد المحيط الاجتماعي، وجمالية وصف الأشخاص والأمكنة وكيف تغذى الحس الثوري لدى المؤلفة الذي جعل منها امرأة قوية ، استطاعت أن تصل للجنة الاستشارية وتناضل من داخلها ، بتقديم اقتراحات في مجابهة مواقف متشددة للمد المحافظ. 

وتحدثت المتدخلة عن " المطالب الاستعجالية " كما عبرت عنها الأستاذة " كسوس" وعن حقبة تقديم خطة إدماج المرأة في التنمية ، وما ميزها من تجاذب ، واصفة كتاب امرأة في بلاد الفقهاء ، بمذكرة ترافعية ...داعية إلى الانخراط في ورش اعادة صياغة المدونة باستحضار مختلف التحولات التي عرفتها بلادنا .
 
وتحدث ذ عبد الله أونير أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، وباحث في قضايا النوع الاجتماعي وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة تطوان الحسيمة عن إصلاح نظام الأسرة تحت ضغط دولي بوجود جاليات مغربية وضغط داخلي للفاعلين المشتغلين على الحريات الأساسية بالمغرب .
 
وبعدما اقترح ذ .اونير ترجمة كتاب " امرأة في بلاد الفقهاء " إلى العربية ، قام بقراءة الجزء الثالث منه موردا ما راج داخل اللجنة وما طبعها من تقديم تفسيرات متهالكة , وبسط مواقف تصطدم مع إنسانية المرأة . كما أشار إلى بعض نقائص المدونة خاصة في حالة انعدام عقد الزواج ، العنف الموجه ضد الأطفال نظام الأموال الزوجية , الإرث ....
 
وتحدت " أونير " عن تطور الدراسات حول مبدأ المساواة انطلاقا من مقاربة النوع الذي عرف تمييعا في التعريف وامتداداته... 
 
وتساءل بعد ذلك هل بإمكان إعادة النظر في قانون الأسرة أن يكون جذريا حتى يشمل حلولا تعرض لقضايا ترتبط بالزواج (تزويج القاصرات) الولاية الشرعية للاطفال، إثبات النسب، وغيرها من النوازل .
 
وفي مداخلتها اعتبرت مؤلفة " امرأة في بلاد الفقهاء " الأستاذة كسوس، كون الكتاب ثمرة قناعة شخصية وتربية أسرية ومدرسية مجتمعية تحكمت فيها قوانين وأعراف وامثال ومسكوت عنه ، بوجود تأثيرات : شخصية الام ، شخصية الأب. 
 
وأشارت ذة كسوس إلى أن ما ورد في الجزء الثالث من مؤلفها يمكن اعتباره " حوارا داخليا " وتعبيرا عن قلق ...

وعن فترة تواجدها بفرنسا أضافت المؤلفة أنها تعرفت عن أعراف مختلفة وحركية الحركة النسائية الفرنسية مما قادها إلى التفكير مستقبلا في الخصوصيات المغربية الإسلامية الذي تبلور في عريضة " المليون توقيع". 
 
واعتبرت المتحدثة عمل اللجنة فرصة لنقاشات والاطلاع على مقترحات أكثر من 80 تنظيم خلال فترة امتدت إلى   10اشهر .
 
وأضافت الأستاذة، أنه يمكن اعتبار ما جاء في المدونة إيجابيا، خاصة ما تعلق بطلاق الشقاق والطلاق الاتفاقي ، حذف بند الطاعة والمسؤولية المشتركة.

وتابعت أنها ليست متشائمة بخصوص المستقبل باستثمار " الاجتهاد " و"العلوم الحديثة". 



في نفس الركن