العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا يعتزم تقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي منتصف شهر أكتوبر المقبل تتضمن خلاصة المشاورات الأخيرة التي أجراها مع أطراف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا يعتزم تقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي منتصف شهر أكتوبر المقبل تتضمن خلاصة المشاورات الأخيرة التي أجراها مع أطراف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وختم دي ميستورا الخميس الماضي بنواكشوط جولته للمنطقة أملا في تحريك المسلسل السياسي الذي ترعاه بشكل حصري الأمم المتحدة .
وأجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ أحمد الغزواني الخميس الماضي في نواكشوط مباحثات مع ستيفان دي ميستورا .
وكان مكتب الأمين العام الأممي قد أعلن مطلع الشهر الجاري عن جولة دي ميستورا في المنطقة لإجراء مشاورات مع كل الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
واستهلت جولة الوسيط الأممي الأولى من نوعها للمنطقة منذ تعيينه بالمنصب قبل سنتين ,بمحطة العيون و الداخلة حاضرتي الأقاليم الجنوبية للمملكة.
و بالرباط اجري المبعوث الأممي مباحثاث مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة بحضور السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة عمر هلال , حيث أبلغ الوفد المغربي الوسيط الأممي بثوابت موقف المغرب، كما جدد التأكيد عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 2022، من أجل حل سياسي قائم بشكل حصري على المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.
وبالجزائر تباحث المبعوث الأممي الذي استثنى مخيمات تندوف من برنامج جولته مع وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف , مكتفيا بلقاء عابر جمعه الأسبوع الماضي بزعيم البوليساريو بنيويورك .
موازاة مع تكثيف الأمم المتحدة وواشنطن جهودهما الدبلوماسية لبعث مسار العملية السياسية واستئناف مسلسل الموائد المستديرة المعطل بفعل تعنت الجزائر , ينزل قصر المرادية بكل ثقله الدبلوماسي والاقتصادي لتبخيس سلسلة المكاسب السياسية التي راكمتها المملكة المغربية منذ عملية الكركرات و قرار البيت الأبيض قبل ثلاث سنوات الاعتراف بمغربية الصحراء و دعم خطة الحكم الذاتي و ما تلاهما من انتصارات دبلوماسية وازنة للمغرب في مقابل تفكك و اندحار الأطروحة الانفصالية .
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي كان قد استقبل الاربعاء الماضي سفيرة أمريكا تزامنا مع زيارة دي ميستورا للجزائر , توجه أول أمس السبت الى نيويورك في زيارة قال مكتب الرئاسة أنها مخصصة للمشاركة في أشغال الدورة العادية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة , فيما يجمع الملاحظون أنها تندرج ضمن الضغوط التي يمارسها اللوبي الانفصالي بقيادة الجزائر للتأثير على مندوبي مجموعة أصدقاء الصحراء بالأمم المتحدة أملا في استصدار قرار لمجلس الأمن يحد من حجم الخسائر الدبلوماسية والسياسية التي تتكبدها الجزائر و صنيعتها البوليساريو منذ سبع سنوات متتالية .
وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري قد دشن قبل شهر مسلسل المناورات القذرة للجزائر لتبخيس المكاسب المغربية ومحاولة التأثير بسلاح النفط على الإدارة الأمريكية لحملها على التراجع عن موقفها الداعم لمغربية الصحراء .
ولم يجد أحمد عطاف حرجا في تحريف تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن مؤكدا لموقع “ آل مونتور “ عقب مشاورات جمعته مع بلينكن أنه “راضٍ للغاية” عن سياسة إدارة بايدن تجاه الصحراء باعتبارها أكثر “تفضيلاً “مما كان الحال عليه في عهد ترامب.
تغريدة لرئيس الدبلوماسية الأمريكية بلينكن فضحت فعل التزوير و التدليس الصادر عن الوزير الجزائري و مصالح وزارته التي سارعت على عادتها على إصدار بلاغ يتغنى بتحول “ وهمي “ في الموقف الرسمي الأمريكي من نزاع الصحراء و أكدت أن مشاورات بلينكن بعطاف همت بالأساس التأكيد على دعم الطرفين الكامل للعملية السياسية الأممية الخاصة بالصحراء .
الجزائر التي يمارس نظامها و إعلامها بسبق الإصرار و الترصد يوميا سلوك تحريف و تدليس مواقف عدد من الدول و الحكومات من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية , مارست أيضا خلال الأشهر الماضية ضغوطا مغلفة بصفقات الغاز لابتزاز عدد من العواصم الأوروبية و دفعها للتعبير عن مواقف و خطوات معادية للوحدة الترابية للمملكة لكنها فشلت في تحقيق مبتغاها بكل من بلغراد, روما , و أيضا بمجموعة بريكس التي رفضت قبل أسابيع قليلة طلب انضمام الجزائر الى التجمع , وامتنعت بحضور وزير جزائري تبني موقف باسم قمة المجموعة بجنوب افريقيا يمس بالوحدة الترابية للمغرب .
الدبلوماسية الجزائرية التي تسابق الزمان للتأثير على قناعات أعضاء مجلس الأمن الدولي و دفع الأعضاء الدائمين الخمسة بمجلس الأمن الى تبني قرار جديد يدين المغرب , قد تكون قريبا مجبرة على تخفيض سقف طموحاتها الدبلوماسية بالنظر الى أن قناعات العواصم المؤثرة بمجلس الأمن الدولي تتقاطع ضمن قناعة ضرورة التزام النظام الجزائري بمواصلة الحضور و المشاركة الإيجابية و الناجعة في مسلسل الموائد المستديرة الذي يعتبر الى حدود اللحظة الخيار السياسي الأمثل الذي تتشبث به الأمم المتحدة و تزكيه قرارت مجلس الأمن كأرضية وحيدة للمفاوضات المتعددة الأطراف بالمسلسل السياسي الأممي التي تؤكد كل القرائن أنه لن يخرج طال الزمان أو قصر عن دائرة خطة الحكم الذاتي باعتبارها الحل السياسي الوحيد المطروح حاليا على مائدة النقاش في غياب أي طرح بديل للأطراف الأخرى و في مقدمتها الجزائر عرابة المشروع الانفصالي التي انكشفت كل أوراقها و انفضحت كافة ألاعيبها و مناوراتها و لم يتبقى لها الا البحث عن مخرج مشرف للتخلص من العبء السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي الذي خلفه على مدى خمسة عقود كاملة المشروع الانفصالي الفاشل الذي فرخه النظام الجزائري بصحراء لحمادة ضواحي تندوف.