العلم الإلكترونية - الرباط
في الوقت الذي يسود الغموض وتتعدد الرؤى حول ما صار يعبر عنه باليوم التالي ، بشأن مستقبل قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار و انتهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم ، جاء الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس، حفظه الله، إلى القمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي في بانجول عاصمة غامبيا، ليقطع الشك باليقين، وليبدد السحب التي تخفي الرؤية الواضحة إلى ما تعرفه المنطقة من تداعيات الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وليوضح معالم الطريق نحو السلم والأمن وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وليصدع بالقول الفصل في مسألة شديدة الحساسية، هي ماذا بعد الحرب في قطاع غزة؟ .لقد قال جلالة الملك ، نصره الله، بمنتهى الصراحة ومطلق الوضوح، وبكلمات حاسمة (إن الحديث الرائج عن مستقبل قطاع غزة ، لا يستقيم إلا في ظل وقف الاعتداءات ورفع كافة أشكال المعاناة عن الشعب الفلسطيني). ثم أوضح جلالة العاهل الكريم (إن قطاع غزة شأن فلسطيني و جزء من الأراضي الفلسطينية الموحدة، التي يجب أن تنعم بالسلم والاستقلال، ضمن رؤية حل الدولتين ، و وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة ).
في الوقت الذي يسود الغموض وتتعدد الرؤى حول ما صار يعبر عنه باليوم التالي ، بشأن مستقبل قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار و انتهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم ، جاء الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس، حفظه الله، إلى القمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي في بانجول عاصمة غامبيا، ليقطع الشك باليقين، وليبدد السحب التي تخفي الرؤية الواضحة إلى ما تعرفه المنطقة من تداعيات الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وليوضح معالم الطريق نحو السلم والأمن وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وليصدع بالقول الفصل في مسألة شديدة الحساسية، هي ماذا بعد الحرب في قطاع غزة؟ .لقد قال جلالة الملك ، نصره الله، بمنتهى الصراحة ومطلق الوضوح، وبكلمات حاسمة (إن الحديث الرائج عن مستقبل قطاع غزة ، لا يستقيم إلا في ظل وقف الاعتداءات ورفع كافة أشكال المعاناة عن الشعب الفلسطيني). ثم أوضح جلالة العاهل الكريم (إن قطاع غزة شأن فلسطيني و جزء من الأراضي الفلسطينية الموحدة، التي يجب أن تنعم بالسلم والاستقلال، ضمن رؤية حل الدولتين ، و وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة ).
وبهذا الحسم القاطع، أبطل الخطاب الملكي مفعول الاجتهادات والتصورات والتوقعات و الرؤى السياسية التي ترددها أطراف متعددة ، من داخل المنطقة ومن خارجها ، مما يخلق حالة خطيرة من البلبلة والغموض والإبهام، تفضي إلى إضاعة الوقت و هدر الفرص المتاحة، وهو ما عبر عنه الخطاب الملكي بعدم الاستقامة ، حين أكد أن الحديث الرائج عن مستقبل قطاع غزة، لا يستقيم إلا في ظل وقف الاعتداءات، وبدون ذلك يصبح كل حديث هراءً وسفسطةً ومجرد كلام لا قيمة له ولا معنى يحتويه، مما يطيل أمد الأزمة الفتاكة التي يكتوي بنارها المواطنون الفلسطينيون في كل شبر من الأراضي الفلسطينية.
فهذه هي الوسيلة الوحيدة للخروج من النفق المظلم الذي حوصرت فيه القضية الفلسطينية. وقد جاء في الخطاب الملكي (إن الاستمرار في إدارة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دون حل واقعي مستدام ، قد ولد الإحباط وغيب الأملَ، و إن هذا الأمر أدى إلى توالي النكبات المدمرة بمآسيها الإنسانية، وتوسيع دائرة تداعياتها الخطيرة، ليس فقط على الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط ، بل أيضاً على الأمن الدولي).
هذا الرأي الحكيم القائم على الفهم العميق والوعي الرشيد والتحليل الموضوعي، للتطورات المتلاحقة للقضية الفلسطينية، يعكس نجاعة الموقف المغربي مما يجري في المنطقة ويعبر عن نفاذ الرؤية الملكية ووضوحها وشفافيتها، ويؤكد أن المملكة المغربية التي عاهلها رئيس لجنة القدس المنبثقة من منظمة التعاون الإسلامي، إذا صرحت صدقت، وإذا اجتهدت أصابت، وإذا نصحت أخلصت في النصح. وما ورد في الخطاب الملكي الذي تلاه في القمة الإسلامية ببانجول وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، هو التحليل المنطقي والواقعي للواقع المتأزم والمتردي والخطير، الذي حارت في تحليله العقول، وتضاربت التقديرات والتوقعات بشأنه، وكثر الجدل العقيم حوله، وراجت الأحاديث التي لا سند لها من عقل ومنطق. قال جلالة الملك، رعاه الله (إن ارتفاع وتيرة الاعتداءات الممنهجة من طرف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية بإيعاز من مسؤولين حكوميين إسرائيليين، يزيد من تفاقم هذه الأوضاع). وأكد الخطاب على ضرورة وضع حد لأي عمل استفزازي من شأنه تأجيج الصراع، ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية غير الشرعية، التي تطال الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، بهدف تغيير الوضع القانوني والحضاري للمدينة المقدسة .
وباعتبار جلالة الملك رئيساً للجنة القدس التي تمثل الإرادة الجماعية للدول السبع والخمسين الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، فقد دعا جلالته ، أعز الله أمره، الدول المؤثرة في مسار تسوية هذا الصراع الذي طال أمده، إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية وإعمال العقل والمنطق والعمل الجاد، من أجل وضع حد لهذا الوضع الكارثي، وإخراج المنطقة من دوامة العنف وسياسة الإقصاء وفرض الأمر الواقع، والعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإعادة إطلاق عملية سلمية حقيقية تفضي إلى حل الدولتين المتوافق عليه دولياً.
تلك هي السبيل للخروج من دوامة العنف والعنف المضاد، ولا سبيل غيره. وذلك هو صوت العقل والمنطق لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية، لا رفع الشعارات الفارغة وترديد الهتافات التي بلا معنى، وتكرار المواقف السابقة التي أضاعت حقوق الشعب الفلسطيني، والجنوح إلى السياسات العقيمة التي جلبت للمنطقة الحروب المدمرة.
فليسمع العرب والمسلمون كافة، وليتأمل أصحاب القضية الفلسطينية، ما قاله جلالة الملك، نصره الله، في خطابه هذا (من منطلق مسؤولياتنا كعاهل للمملكة المغربية التواق شعبُها للحق والعدل والتضامن والتعايش مع الشعوب الأخرى، وبصفتنا رئيساً للجنة القدس، فإننا نكرر، وبإلحاح، مطلبنا بضرورة الوقف الفوري والمستدام والشامل ، لهذا العدوان غير المسبوق، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بأكمله).
تلك، وأيم الله، كلمة الحق، نطق بها جلالة العاهل الكريم رئيس لجنة القدس، أمام ممثلي الأمة الإسلامية.