* العلم الإلكترونية: أنس الشعرة
قال لحسن حداد، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغرب - الاتحاد الأوروبي، يومه الثلاثاء 31 يناير، بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء، إن جزءا من الدولة العميقة في فرنسا تزعجها الانتصارات الأمنية والدبلوماسية المغربية، وقد استغل الأزمة بين البلدين، ليحركَ الليبراليين الفرنسيين لتبني هذا القرار ضد المغرب، إنه أمر مفاجئ بكل المقاييس، كنا نظن أن الفرنسيين شركاء وحلفاء لنا بحكم المصالح المشتركة بين البلدين. أتى ذلكَ في سياق مناقشة موضوع "قرار البرلمان الأوروبي : التفاف حول جميع الآليات المؤسساتية للحوار والتنسيق، وتسييس لقضايا تدخل ضمن اختصاص القضاء".
وأكد لحسن حداد أن المغرب ليسَ لديه مشكلة مع الاتحاد الأوروبي بوصفه شريكًا استراتيجيًا، وقال إن المفوضية الأوروبية هي، "القلب النابض للاتحاد الأوروبي، وهي من تمثل المصالح المشتركة للاتحاد الأوروبي، وبالتالي؛ هي التي تمتلك الصلاحيات الكبرى للدفعِ بالتشريعات" .
وأضافَ حداد أن المغرب يرفض بشدة قرار البرلمان الأوروبي، "الذي تنحصر وظيفته في المشاركة في التشريعات فقط؛ وبالتالي يجب أن نضعَه في نسقه وفي إطار وظيفته الصحيحة".
وأبرز المتحدث، أنّ هذا القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي، ليسَ له أي قوة تشريعية أو قانونية، وليسَ له دلالة كبرى على مستوى العلاقات المغربية الأوروبية، إذ لم يصوت عليه إلا نصف من البرلمانيين الأوروبيين.
وأوضح رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغرب - الاتحاد الأوروبي ، أن هذا القرار هو تدخل سافر في العدالة المغربية، وتناقض كبير في توجهات البرلمان الأوروبي، الذي يتدخل في العدالة المغربية، والذي لا يحترمُ أبدا، نظم ومواثيق حقوق الإنسان ولا منظومة فصل السلط.
وتابع بخصوص قضايا حقوق الإنسان بالمغرب، وحرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام... فإن هذا الأمر يظل من اختصاص البرلمان المغربي الذي سَاءل ويُسائل في غير ما مرة الحكومة المغربية، في هذا الشأن.
وتشبث حداد، بموقف البرلمان المغربي الرافض لقرار نظيره الأوروبي، وقال " في إطار علاقة البرلمان المغربي بالبرلمان الأوروبي، أرسينا معه دعائم متينة وأسس للحوار المشترك منذ 2008، لكن يبدو أنه سيتم إعادة النظر في هذهِ الأسس، إلى أن يعيدَ البرلمان الأوروبي النظر في علاقته بالبرلمان المغربي ويحدد الطريقة المشتركة للتعامل معه".
وبالمقابل أشاد حداد كثيرًا، بموقف الاشتراكيين الإسبان، وقال " لقد أبانوا عن شجاعة كبيرة، ولم يقوموا بالتضحية بالشراكات المتينة التي تجمعُ المغرب وإسبانيا في سبيل تموقعات سياسية لا تسمنُ ولا تغني من جوع".
وفي ختام مناقشة الموضوع قال حداد إن "القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي ينبع من رؤية "نيوكولونيالية" متجددة، تحتقر دول الجنوب، باسمِ التفوق الأوروبي الأبيض المتحضر، إنها نزعة استعمارية بالأساس، تفرض وصايتها على دول الجنوب".